حوادث السير، أسبابها ونتائجها وكيفية الحد منها

كتابة:
حوادث السير، أسبابها ونتائجها وكيفية الحد منها

حوادث السير

تُعرَّف حوادث السير أو ما يُعرف بحوادث المرور بأنَّها الحوادث التي تحدث على الطرقات مثل اصطدام سيارتين ببعضهما أو اصطدام سيارة بإنسان أو حيوان أو أي منشأةٍ أخرى، وتكون هذه الحوادث غالبًا سببًا من أسباب وقوع خسائر مادية وخسائر في الأرواح أو إصابات جسدية بالغة، وجدير بالذكر أنَّ أسبابًا كثيرة تقع وراء هذه الحوادث، أبرز هذه الأسباب السرعة أثناء قيادة السيارة وعدم احترام قوانين السير من قبل السائق، كما أن الانشغال أثناء القيادة قد يؤدي إلى حوادث السير أيضًا، وقد وقع أوَّل حادث مروري في التاريخ في إيرلندا في عام 1869م وكان هذا الحادث قد تسبَّب بوفاة عالمة الفلك ماري وارد، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن حوادث السير، أسبابها ونتائجها وكيفية الحد منها.[١]

أنواع حوادث السير

تختلف حوادث المرور أو السير من حيث الطرفين المصطدمين ببعضهما بعضًا، كما أنَّها تختلف من حيث مرَّات حدوثها في العالم، فمن حوادث المرور ما يحدث باصطدام سيارتين، أو اصطدام سيارة بجسم ثابت في الطريق أو اصطدام سيارة بإنسان، وفيما يأتي أشهر أنواع حوادث السير المعروفة:[٢]

  • حوادث الدهس: وهذا النوع من الحوادث يكون باصطدام مركبة بشخص أثناء عبوره في الشارع، ويُعدُّ هذا النوع من أكثر حوادث المرور حدوثًا في العالم.
  • حوادث الاصطدام: ويكون هذا النوع من الحوادث باصطدام مركبتين ببعضهما، أو أن تصطدم مركبة بأخرى، وهذا أيضًا من أكثر حوادث المرور في العالم.
  • حوادث التدهور: وفي هذا النوع من الحوادث يختلُّ توازن المركبة على الطريق فيتغير اتجاههُا بسبب فقدان السائق السيطرة عليها.
  • حوادث الاصطدام بجسم غريب: ومعنى هذا النوع أن تصطدم مركبة بأحد الأجسام الثابتة في الطريق، كالصخور أو المنشآت الموجودة على جانب الطريق أو أعمدة الكهرباء أو إشارات المرور غيرها.
  • حوادث الاصطدام بالحيوانات: أي أن تصطدم المركبة بأحد الحيوانات العابرة للشارع.

أسباب حودث حوادث السير

تكثر حوادث السير في العالم مع كثرة أعداد المركبات في كلِّ دول العالم، فكثرة المركبات يرفع احتمالية وقوع الحادث، ولا يمكن أن يقع الحادث المروري إلَّا بسبب واضح، وبسبب الأضرار المادية الكبيرة والأرواح الكثيرة التي تزهقها حوادث المرور، كان لا بدَّ من دراسة وتحليل أسباب هذه الحوادث في سبيل الحدِّ منها وتجنبها، وفيما يأتي أسباب حدوث حوادث المرور:[٣]

  • القيادة المشتتة: ومعنى القيادة المشتتة أي أن ينشغل السائق بمكالمة هاتفية أو بحديث أو بطعام أو بشراب أثناء القيادة، هذا ما يؤدي إلى انشغاله عن القيادة وتشتت أفكاره، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة لحوادث المرور.
  • السرعة: تُعدُّ السرعة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حوادث المرور، لذلك يجب على كلِّ السائقين التزام السرعة المخصصة لكلِّ طرق على حدة.
  • القيادة المتهور: تؤدي القيادة المتهورة القائمة على عبور المنعطفات بسرعة جنونية إلى حوادث سير كثيرة، لذلك لا بدَّ من الهدوء أثناء القيادة ولا بدَّ من الشعور بالمسؤولية أيضًا.
  • هطول المطر: يسبب المطر كثيرًا من حوادث السير؛ لأنَّه يؤدي إلى انزلاق المركبات أثناء السير.
  • القيادة في الليل: لا شكَّ أن القيادة في الليل أصعب منها في النهار، لأنَّه يعيق رؤية المخاطر أمام السائق، فغالبًا ما تحدث حوادث المرور في الليل.
  • عيوب تصميم السيارات: كثيرًا ما تكون مشاكل السيارات سببًا في حوادث المرور، فأي مشكلة في المركبة قد تؤدي إلى اختلال توازنها وفقدان السيطرة عليها والوقوع في حوادث لم تكن بالحسبان.
  • القيادة الخاطئة: قد يؤدي سائق جاهل بأمور قيادة المركبات إلى حوادث كارثية، لذلك يجب أن يكون السائق على علم بكلِّ شؤون قيادة المركبات.
  • الطرق الرديئة: كثيرًا ما تكون الطرق الرديئة والمليئة بالحفر من أهم أسباب حوادث السير، لأنَّها قد تؤدي إلى انعطافات مفاجئة تسبب اصطدام المركبات.

النتائج المترتبة عن حوادث السير

تتسبب حوادث السير في العالم بأضرار مختلفة، فهي تزهق أرواح عدد كبير من الناس حول العالم سنويًا، كما أنَّها تسبب إصابات خطيرة قد تؤدي إلى العجز عند كثير من الناس، وهذا بغض النظر عن الأضرار الاقتصادية التي تنجم عن حوادث المرور، وجدير بالذكر إنَّ حوالي المليون وربع المليون شخص يلقون حتفهم سنويًا في حوادث المرور، بينما يتعرَّض ما بين 20 مليون و 50 مليون آخرون لإصابات بالغة خطيرة بسبب حوادث المرور، كما أنَّ أضرارًا اقتصادية جسيمة تقع جراء حوادث المرور، وتكون هذه الأضرار بتكلفة علاج المصابين بسبب حوادث المرور، إضافة إلى فقدان إنتاجية المتوفين والمصابين بالعجز، وتشير بعض الدراسات الاقتصادية إلى أنَّ 3% من الناتج الإجمالي المحلي لبعض الدول يعود لسد الأضرار الاقتصادية الناجمة عن حوادث المرور في العالم.[٤]

الفئات الأكثر عرضة لحوادث السير

بعد ما جاء من حديث عن أنواع حوادث السير وأسبابها والنتائج المترتبة عن هذه الحوادث، لا بدَّ من المرور على ما ذكرتِ الإحصائيات الخاصة بحوادث المرور عن الفئات الأكثر عرضة لهذه الحوادث، حيث أشارت بعض هذه الدراسات إلى أنَّ حوادث المرور هي السبب الرئيس في وفاة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سن خمس سنوات وتسع وعشرين سنة، كما أنَّ هذه الدراسات أكَّدت على أنَّ الرجال يشاركون في حوادث المرور بنسبة أكثر من النساء، حيث إنَّ 73% من وفيات حوادث المرور على الطرقات كانت من نصيب الشباب الذكور الذين هم تحت سن 25 سنة، أي أنَّهم أكثر بثلاثة أضعاف من عدد الوفيات الإناث الذين قضوا بحوادث سير مؤلمة، كما أشارت الدراسات إلى أنَّ أكثر من 90% من الوفيات التي تسببها حوادث الطرق تكون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وتسجل نسبة الوفيات الأعلى بسبب حوادث الطرق في قارة إفريقيا، حتَّى الحالات التي تسجل في البلدان ذات الدخل المرتفع فغالبًا ما يشارك في الحوادث الأشخاص الذين يعانون من مشاكل اقتصادية اجتماعية مختلفة.[٤]

نسبة الوفيات بحوادث السير

تشير كثير من الإحصائيات العالمية التي تعنى بنسب الوفيات الناجمة عن حوادث المرور، إلا أنَّه حوالي مليون ومئتي ألف شخص يلقون حتفهم سنويًا بسبب حوادث المرور المختلفة، بينما يصاب خمسون مليونًا آخرون بسبب الحوادث المرورية وهذه إحصائيات عام 2004م، وتشير إحصائيات أخرى أيضًا إلى أنَّ حوادث المرور تتسبب سنويًا بوفيات كبيرة في فئة الأطفال بين سن 10 و19 عام، حيث يلقى حوالي 260 ألف طفل مصرعهم سنويًا ويُصاب حوالي عشرة ملايين طفل بسبب حوادث المرور في كلِّ عام.[٥]

وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنَّ عدد الوفيات الناجمة عن حوادث المرور يتجه نحو الاستقرار على الرغم من زيادة عدد المركبات في العالم الذي من المفروض أن يتناسب طردًا مع عدد الحوادث وبالتالي عدد الوفيات، في السنوات الثلاث الأخيرة شهد 79 بلدًا انخفاضًا في نسبة وفيات حوادث المرور، بينما ارتفعت نسبة وفيات حوادث المرور في 68 بلدًا أخرى، وإنَّما هذا الانخفاض في نسبة الوفيات كان بسبب التحسينات التي قامت بها الدول من حيث تحسين الطرق والتأكد من سلامة المركبات والتشديد في قوانين السير المختلفة، وجدير بالذكر أنَّ نسبة الوفيات بحوادث السير ترتفع وتنخفض بالنسبة للبلد، ففي أوروبا وفي البلاد الغنية تنخفض نسبة الوفيات بحوادث السير بينما تسجل أعلى نسبة وفيات في الدول الفقيرة.[٦]

أكثر البلدان عرضة لحوادث السير

إنَّ من البدهي أن ترتفع أعداد حوادث السير في البلدان الفقيرة أي البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهذا عائد إلى تدني مستوى الخدمات في هذه البلاد، فلن تكون الطرقات المخصصة للمركبات مهيئة بتلك الكيفية التي تقلل وتكاد تحدُّ من حوادث السير على الاطلاق، ومن البدهي أيضًا أن تنخفض أعداد حوادث المرور في البلدان المتقدمة والغنية وذلك بسبب قدرة هذه البلدان على امتلاك شبكة من الطرق الحديثة التي تساعد في انخفاض أعداد حوادث المرور، كما أنَّ البلدان الغنية قادرة على امتلاك سيارات بجودة عالية تقلل من نسبة الإصابات والوفيات في حوادث السير، وبناءً على هذا المبدأ ستكون أكثر عرضة البلدان عرضة لحوادث السير بلدان قارة إفريقيا وما يساويها من دول العالم الثالث المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل أيضًا، بينما ستقل نسبة الحوادث في أوروبا وأمريكا وكندا ودول شرق قارة آسيا المتطورة كالصين واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وتايلند وماليزيا وغيرها، والله أعلم.[٦]

حوادث السير في الأردن

استكمالًا في الحديث عن حوادث السير وأسبابها ونتائجها ونسبة الوفيات الناجمة عنها وأكثر البلدان عرضة لها في العالم، سيتم تسليط الضوء على هذه الحوادث في المملكة الهاشمية الأردنية، وفي الأردن تحديدًا تشكل حوادث السير مشكلة صحية كبيرة، حيث تُعدُّ هذه الحوادث السبب الثاني للوفاة في الأردن، وقد تمَّ إجراء إحصائيات خاصة للحوادث المرورية في الأردن ومدى تأثير الإجراءات التي اتخذتها الدولة في سبيل الحد من هذه الحوادث، سواء كانت هذه الإجراءات تكثيف أعداد عناصر شرطة المرور في الطرقات أو تطبيق قوانين السير القاسية بغية تحقيق الأهداف المرجوة، وقد بيَّنت الإحصائيات أنَّ المملكة الهاشمية الأردنية تعرَّضت لخسائر بشرية واقتصادية كبيرة وآثار اجتماعية عاطفية كارثية بسبب حوادث السير بين عام 1998 وعام 2007م، وأشارت الإحصائيات أيضًا إلى أنَّ الأطفال والصغار وكبار السن تعرُّضوا لأخطار مرتفعة بسبب كثرة حوادث المشاة، أمَّا السائقون المراهقون الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة مع كبار السن الذين تخطتْ أعمارهم 60 عامًا هم أكثر المتضررين بسبب حوادث المرور.[٧]

أمَّا أبرز الأسباب المؤدية إلى هذه الحوادث وهذه الخسائر البشرية والاقتصادية الهائلة فهي: الإهمال والقيادة بشكل عدواني، وكما سلَّطتِ الإحصائيات الضوء على الجوانب السلبية، أشارت إلى قوانين السير الصارمة والعقوبات القاسية التي رافقتها كان لها دور رئيس في انخفاض حوادث السير في الأردن، وبالتالي انخفاض أعداد الوفيات والإصابات أيضًا، لذلك لا بدَّ من البحث بشكل دائم عن خطوات وإجراءات تحدُّ وتقلل من نسبة الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في الأردن وفي كلِّ بقاع العالم، لأن الحفاظ على الإنسان من أسمى مكارم الأخلاق.[٧]

كيفية الحد من حوادث السير

ثمَّة الكثير من الطرق التي تساهم بشكل كبير في الحد من حوادث السير، تختلف هذه الطرق من حيث الطرف الذي ستؤثر عليه، فقد تتعلَّق التغييرات المساهمة في الحديث من حوادث السير بالمركبات أو بالطرق أو بقوانين السير أو بالسائقين أو بالمشاة أو غير ذلك، وفيما يأتي مجموعة من الطرق التي تساهم في الحد من حوادث المرور بشكل كبير:[٨]

تحسين الطرقات

لا شكَّ أن تحسين الطرقات سيؤدي إلى الحد من حوادث المرور، حيث من المفترض أن تكون الطرق ملائمة للمناطق السكنية، فالمناطق ذات التجمعات السكنية الكثيفة يجب أن تكون فيها الطرق منظمة بشكل كبير وبعناية بالغة لأنَّ هذه المناطق معرَّضة لحوادث السير أكثر من غيرها ذات الكثافة السكانية القليلة، وجدير بالذكر أيضًا إن تخطيط الطرق بشكل هندسي مع الاهتمام بالجسور والأنفاق و أماكن المشاة إضافة إلى التأكد من تعبيد الطرقات السريعة بشكل جيِّد، يساهم بشكل كبير في الحدِّ من حوادث المرور ويؤدي لتحقيق السلامة المرورية المطلوبة.[٨]

جودة المركبات

إنَّ تحسين جودة السيارات والشاحنات وغيرها سبب رئيس من أسباب الحد من الحوادث المرورية، فيجب فحص المركبات بشكل دوري للتأكد من سلامة أضوائها وإطاراتها ومكابحها؛ وذلك لأنَّ حدوث أعطال في أي من هذه الجزئيات في المركبات ستؤدي إلى حوادث سير وخيمة.[٨]

قوانين السير وشرطة المرور

تُعدُّ قوانين السير من أهم الخطوات المتبعة في سبيل الحد من حوادث المرور، فالتدريب الجيد على قيادة المركبة والتأكد من أن السائق قادر على اتخاذ القرارات الصائبة في الأوضاع الحرجة أثناء القيادة والتأكد من معرفته بكلِّ قوانين السير وإشاراته سيؤدي بلا شك إلى التقليل من نسبة الحوادث المرورية بشكل كبير، ويجب أيضًا أن يتضمن قانون السير عقوبات قاسية على المخالفين، كقيادة السيارة أثناء الوقوع تحت تأثير الكحول أو المخدر أو السرعة العالية أو استعمال الهاتف أثناء القيادة، كلُّها مخالفات يجب أن يعاقب عليها قانون السير بقسوة حتَّى يتمكن من تحقيق الالتزام الذي يحد من انتشار الحوادث بشكل كبير.[٨]

تقرير الحالة العالمي عن حوادث السير

يشير تقرير الحالة العالمي عن حوادث السير إلى أنَّ مليون وثلاثمئة ألف شخص يموتون سنويًا بسبب حوادث المرور في العالم، ويعاني من 20 إلى 50 مليون شخص من إصابات بالغة الخطورة بسبب هذه الحوادث، وقد أثبتت الدراسات والإحصائيات المختلفة أنَّ الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق لم تزل مشكلة صحية عالمية خطيرة بسبب ارتفاع نسبة الوفيات والإصابات التي تتسبب بها سنويًا وخاصة في البلدان الفقيرة، ويشكل المشاة وراكبو الدراجات حوالي نصف ضحايا الحوادث المرورية في العالم، لذلك لا بدَّ من إعطاء هؤلاء الفئة من الناس أهمية أكثر وعناية زائدة للحد من أعداد الوفيات من خلال إصدار قوانين سير تساعدهم وتحد من خطورة الحوادث على حياتهم، إضافة إلى العناية الكافية بالطرق لأنَّها وسيلة من أهم وسائل الحد من هذه الحوادث في العالم كلِّه.[٩]

المراجع

  1. "حادث مرور"، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  2. " حادث مرور"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  3. " Top 15 Causes Of Car Accidents And How You Can Prevent Them", www.huffpost.com, Retrieved 03-05-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Road traffic injuries", www.who.int, Retrieved 03-05-2020. Edited.
  5. "تفشي حوادث السيارات"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "رغم التقدُّم المحرَز، لا تزال الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق مرتفعة للغاية"، www.who.int، اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2020. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "Traffic accidents in jordan"، www.researchgate.net، Retrieved 03-05-2020. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Road traffic safety", www.wikiwand.com, Retrieved 03-05-2020. Edited.
  9. "Global status report on road safety", www.who.int, Retrieved 03-05-2020. Edited.
14994 مشاهدة
للأعلى للسفل
×