أنبياء بني إسرائيل
قال -تعالى-: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}،[١] وفي الحديث "عن ابنِ عباسٍ قال: الأنبياءُ من بني إسرائيلَ إلا عشرةً نوحٌ وهودٌ ولوطٌ وصالحٌ وشعيبٌ وإبراهيمُ وإسماعيلُ وإسحاقُ وعيسَى ومحمدٌ -صلَّى اللهُ عليهم-"،[٢] يتضح من الأدلة السابقة المكانة العظيمة التي كانت لبني إسرائيل، فقد أرسل الله لهم الكثير من الرسل والأنبياء، وكانوا شعب الله المختار ولكن ذلك التفضيل وتلك المكانة قد ارتبط بحقبة زمنية معينة، ولدى ليهود عمومًا الكثير المعتقدات حول أنبيائهم، ولعل من أكثر هذه المعتقدات إثارةً للجدل ما يُقال عن سيدنا سليمان -عليه السلام-، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن خاتم سليمان -عليه السلام- والمعتقدات اليهودية.[٣]
خاتم سليمان -عليه السلام- والمعتقدات اليهودية
سليمان -عليه السلام- هو أحد أنبياء الله -عزّ وجلّ- الذين أُرسلوا إلى بني إسرائيل، وقد حباه الله بالعديد من المعجزات والخصائص المميزة، ومنها فهمه لمنطق الطير وتسخير الجن بأمره،[٤] قال -تعالى-: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ}،[٥] وقد كان -عليه السلام- أحد ملوك الأرض الأربعة الذي حكموا مشارق الأرض ومغاربها، ولا بدّ لهذه الشخصية المميزة أن تكون موضع نظر واهتمام، فقد ارتبط اسمه بالكثير من القصص في كتب اليهود، ومن هذه القصص قصة خاتمه عليه السلام فاليهود يعتقدون أن لهذا الخاتم تأثير عظيم بالسيطرة التي كان يمتلكها النبي سليمان -عليه السلام- على الجن، ومعرفته للغة الحيوان،[٦] وأن أحد الشياطين قد سرقه مما أدى إلى اختلال تصرفات النبي سليمان -عليه السلام-، والتصديق بهذا الأمر لا يصح لأنه ينفي عن النبي سليمان -عليه السلام- صفة النبوة وأن الله -عزّ وجلّ- قد أعطاه هذه المعجزات بوجود خاتم أو دون وجوده، وإنما تصوّره على أنه ساحر، وقد وردت بعض الروايات عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في هذا الخصوص، ولكن هذا لا يعني صحة القصة وموضوعيتها، فابن عباس كما هو معلوم كان يروي الإسرائيليات أحيانًا، والذي يظهر -والله أعلم- أن قصة الخاتم من هذه الإسرائيليات، وقد كان هذا أبرز معالم قصة خاتم سليمان -عليه السلام- والمعتقدات اليهودية.[٧]
هيكل سليمان عليه السلام
تحدثت الفقرة السابقة حول خاتم سليمان -عليه السلام- والمعتقدات اليهودية، وستتحدث هذه الفقرة حول معتقد آخر من معتقدات اليهود، ألا وهو هيكل النبي سليمان -عليه السلام-، معنى كلمة هيكل لدى اليهود: أي بيت الله، واليهود يعتقدون بوجود هيكل في القدس تحت المسجد الأقصى عزم على بنائه النبي داود -عليه السلام- ولكنه مات قبل أن يتم له ذلك فبناه سليمان -عليه السلام-، لهذا الهيكل قداسة خاصة ومكانة عظيمة لدى اليهود فهم اليوم يسعون جاهدين للتنقيب عن آثاره، ويزعمون أن حائط المبكى هو من بقايا ذلك الهيكل، أما عن كون هذه القصة حقيقة أو خرافة فالراجح -والله أعلم- أنها خرافة لأسباب كثيرة، وهذا بعضٌ منها:[٨]
- المواصفات الخيالية الموجودة في كتب اليهود لذلك الهيكل.
- اختلاف روايات الكتب اليهودية حول الهيكل.
- عدم وجود مصدر تاريخي موثوق أثبت صحة هذه القصة.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية: 47.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عكرمة مولى ابن عباس، الصفحة أو الرقم: 8/213، رجاله ثقات.
- ↑ "بنو إسرائيل في القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "سليمان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة سبأ، آية: 12.
- ↑ "خاتم سليمان"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "التدبر في قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "هيكل سليمان عليه السلام حقيقة أم خرافة ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.