ما هو أدب الرحلات
بداية لابد من الإشارة إلى تعريف أدب الرحلات، والذي يمكن وصفه بأدب الرحلة الواقعية، وهي الرحلة التي يقوم بها الرحالة إلى بلد من بلدان العالم، ويقوم بتدوين ووصف ما شاهده من عادات وسلوك وأخلاق، وتسجيل دقيق للمناظر الطبيعية التي شاهدها، هذا إلى جانب سرد مراحل رحلته مرحلة بمرحلة أو يجمع بين كل هذا في آن واحد.[١][٢]
خصائص أدب الرحلات
يتميّز أدب الرحلات عن غيره من الأجناس الأدبية النثرية بعدة خصائص، وفيما يأتي أبرزها:[٣]
- الواقعية
- فالرحّالة رجل واقعي عاش في الواقع وسافر إلى أماكن حقيقية وخالط أناسًا حقيقيين.
- الذاتية
- فالرحّالة هو الذي يكتب رحلاته فشخصيته في الكتابة بارزة وواضحة.
- استخدام الرحّالة ضمير المتكلم
- مفردًا كان أم جمعًا أثناء حديثه ووصفه لرحلاته، فهو الراوي الأول لرحلته.
- أدب الرحلات فيه مادة وفيرة من المعارف
- أي المعارف الدينية والتاريخية والجغرافية والعلمية المتنوعة والأنساب وغيرها.
- تتداخل في أدب الرحلات الخطابات المتعددة
- كالشعر والرسالة والحكاية والسرد والوصف والحوار والقصة وغيرها.
- دورة الخطاب
- نعني بذلك أنّ الرحّالة يبدأ بسرد أحداث رحلته من نقطة الانطلاق في سفره، ويسير معها حتى يصل إلى نقطة الانتهاء، ويستقر في المكان ثم يغادره ثم يعود إلى نقطة الانطلاق وهكذا.
مكونات أدب الرحلات
يتكون أدب الرحلات من مجموعة من الأساليب الأدبية النثرية بالإضافة إلى المعارف الكثيرة والمتنوعة، وفيما يأتي بيان لمكونات أدب الرحلات:[١]
- المعارف المختلفة
- فالرحّالة يُقدّم للقارئ معلومات مفيدة على اختلاف أنواعها منها ما هو ديني أو تاريخي أو علمي أو أدبي أو اقتصادي أو اجتماعي وغيرها.
- السرد
- يعتمد الرحّالة عليه في نقل رحلاته للقارئ، وهو يبدأ مع الرحّالة من انطلاق رحلته إلى نهايتها.
- الوصف
- وهو من أهم مكونات الرحلة فالرحّالة عليه أن يتصف بدقة الملاحظة كي يصف للقارئ الأشخاص ومن يلتقي بهم والأماكن التي يزورها وأسماء الأشياء التي يراها ويتعرف إليها.
- الشعر
- فجميع الرحّالة يتبارون فيما بينهم لتشويق القرّاء برحلاتهم وتضمينها الشعر مما يُعطي قيمة لرحلاتهم، ومن غايته أيضًا إبعاد الملل عن القارئ.
قيمة أدب الرحلات
لأدب الرحلات قيمتان عظيمتان، هما:[٢]
- القيمة الأدبية
- الرحلات في ذاتها عبارة عن أسفار والرحّالة ليس بالضرورة أن يكون أدبيًا كي ينقل رحلته بأسلوب أدبي، ولكن الأساليب المستخدمة في سرد الرحلات ترقى بالرحلات إلى أن تكون فنًّا أدبيًّا أو جنسًا من الأجناس النثرية، لما تستخدمه من وصف وحوار وقصّ بأسلوب مشوّق وحكاية وغيرها.
- القيمة العلمية
- أدب الرحلات يُعد مادة غزيرة بالعلوم التاريخية والدينية والجغرافية والمعارف المختلفة والأنساب والقبائل والأشعار، والذي يدوّنه الرحّالة في رحلاته بالمعاينة والاتصال المباشر بينه وبين الناس، فيكتب عن عادات القبائل وتقاليدها والممالك والأمصار، ويصف طبيعة البلدان الجغرافية ويذكر ملوكها وحاشيتهم وأسماء العلماء في تلك الفترة التي زار فيها وأسماء المساجد وأجناس الطعام.
المراجع
- ^ أ ب جميلة روباش، أدب الرحلة في المغرب العربي، صفحة 17. بتصرّف.
- ^ أ ب رحماني فايزة إيمان، أدب الرحلة في الأدب الجزائري الحديث لغته وخصائصه، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ بلال حورية وبلال سعيدة، الخصائص الفنیة في تصمیم مشاھد الرحلة وأزمنتھا "رحلاتي لبلاد السافانا الحاج أحمد الصديق أنموذجاً"، صفحة 20. بتصرّف.