خصائص أسلوب الجاحظ في الكتابة

كتابة:
خصائص أسلوب الجاحظ في الكتابة


أسلوب الجاحظ الأدبي في الكتابة

يشمل أسلوب الجاحظ في الكتابة ما يأتي:


الأسلوب السهل والسلس

ابتعد عن الألفاظ الوعرة والحادة، ولم يتبع الصنعة في كتاباته فلم يعمد إلى السجع المتصنع، بل اتبع أسلوب المزاوجة وهو نوعٌ من أنواع السجع، حيث تأتي جمل متتالية فيها نغمة موسيقية، ولا تتبع القافية ولا تسير على سجعةٍ واحدةٍ، وكان هذا الأسلوب يخرج معه عفواً دون تكلف خاطر، وقد استمد هذا الأسلوب من استماعه للعرب الفصحاء ومراودته لحلق اللغة والآداب.[١]


الأسلوب الموسوعي

تقدّم أنّ الجاحظ قد شغف بالقراءة وهذا الشغف جعله موسوعياً في الكتابة، فلم يترك علماً انتشر في عصره إلا وكتب فيه، فكتب في البلاغة البيان والتبيين وفي علم الحيوان كتابه الموسوم بالحيوان، وفي رصد الظواهر الاجتماعية، مثل: البخلاء، والعميان والبرصان والعرجان، وفي الأخلاق تهذيب الأخلاق، وفي السياسة: التاج في أخلاق الملوك، وفي العقيد المعتزلية: خلق القرآن وغيرها.[٢]


الاستطراد

إنّ موسوعية الجاحظ التي غلبت عليه جعلته كثير الاستطراد حيث يترك الموضوع الرئيس في كلامه، ويتكلم عن غيره وهذه السمة اعترف بها الجاحظ، ولكن يمكن القول إنّ تشابك الأفكار، وتعقدها في عقل الجاحظ جعلتها كالسيل المنهمر التي لم يستطع ضبطها في كتاباته.[٣]


النزعة العقلية في الكتابة

تقدّم أنّ الجاحظ شغف بعلم الكلام واتبع المذهب المعتزلي ما كان سبباً في ظهور النزعة العقلية في كتاباته، فكان يستدل على كلامه استدلالاً عقلياً، وكان يولد المعاني الجديدة في كلامه معتمداً على المعاني التي بين يديه.[٤]


كان أيضاً يستنبط هذه المعاني استنباطاً، فيثير الفكر في نفس المتلقي، ويحرك جسده ويلامس روحه، وقد اتسم الجاحظ بعمليةٍ عقليةٍ أخذها عن المعتزلة وهي التحسين والتقبيح، فيأخذ الظاهرة فإن شاء حسنها وإن شاء قبحها ويظهر ذلك في عددٍ من كتبه ومن أمثلتها البخلاء.[٤]


رصد الظواهر الاجتماعية

ساهم تقلب حياة الجاحظ بين طبقات المجتمع المختلفة بتعرفه على كافة الطبقات المجتمعية بدءاً بالطبقات المسحوقة وصولاً للقادة والولاة والخلافة، ولم يكن الجاحظ مجرد مشاهد لهذه الطبقات بل كان الناقد المتفحص والذي يبحث في جميع النواحي التي تشكل النفس البشرية بين مختلف الطبقات، وكان محللاً لنفسيات هذه المجتمعات.[٤]


نشأة الجاحظ وأثرها في تكوين أسلوبه

نشأ الجاحظ في أسرةٍ بسيطة متواضعة ويتبين أنّ أصله كان فارسياً، وبعد اشتداد عوده بدأ يسمع من العرب الفصحاء، وبدأ يختلف إلى حلق العلماء يأخذ عنهم اللغة وقواعد اللغة، وأكثر الحلقات التي اختلف عليها هي حلقات المتكلمين.[٥]


شغف الجاحظ بالقراءة، فكان كثير القراءة وهذه السمة ما جعلته موسوعياً، وقد قرأ في مختلف العلوم فتسرب إليه من العلوم الكافة، وقد ألّف فيها جميعاً فلم يدع فناً في عصره إلا وكتب فيه، وكان الجاحظ معتزلياً من تلامذة النّظّام، واتبع أسلوبه في الجدل جماعةٌ من المعتزلة عرفوا باسم الجاحظية، وكل هذه العوامل ساهمت في تكون أسلوبه في الكتابة.[٥]


المراجع

  1. مصطفى الشكعة، مناهج التأليف عند العلماء العرب، صفحة 136. بتصرّف.
  2. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النثر العربي، صفحة 155. بتصرّف.
  3. الجاحظ، الرسائل السياسية، صفحة 14. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 4- 592. بتصرّف.
  5. ^ أ ب شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في النثر العربي، صفحة 154- 156. بتصرّف.
5730 مشاهدة
للأعلى للسفل
×