محتويات
خصائص الحياة السياسية في العصر الجاهلي
لم يصلنا الكثير عن الحياة السياسة في العصر الجاهلي، ويعود ذلك إلى قلة التدوين آنذاك، حيث كانت الحياة السياسية متزعزعةً وغير مستقرة، وخصائص الحياة الساسية فيما يأتي:
القبيلة هي الوحدة السياسية
كانت القبيلة هي الوحدة السياسية في العصر الجاهلي، وتحل محل الدولة في العصر الحديث، وتُعد العصبية أساس النظام القبلي الجاهلي، والتي تعني الدفاع وحماية ذوي القربى والأرحام إن صابهم ظلم، أو تعدى عليهم أحد، ويكون للقبيلة رئيس يتزعمها في السلم والحرب، ويجب أن يتمتع بصفات، أهمها: البلوغ، الخبرة، سداد الرأي، بعد النظر، والشجاعة، الكرم، والثروة.[١]
في ضوء ما سبق، كان للثأر حضور بارز، حتى إنّه يُعد من القوانين التي سادت في المجتمع الجاهلي، وكانت القبيلة جميعها تهبّ للأخذ بثأر الفرد أو القبيلة، ويُعد قبول الدية عارًا عندهم، يقول الدكتور أحمد شلبي في هذا الصدد: "وعندما نتعرض للحكم في البادية، نجده نظامًا قبليًا، والوحدة في البادية هي القبيلة، وهي وحدة يربط بينها الدم والعصبية".[٢]
الطبقية
تميز العصر الجاهلي بأنّه مقسم لطبقات، وهي كالآتي:[٣]
- الأحرار والسادة
تعني السيد الحر، حيث يملك الحرية والمال والسلطة.
- أصحاب الحرف والصناعات
وهم العاملون الفقراء.
- العبيد
وهم الرقيق الذين كانوا يُباعون في سوق النخاسة.
ظهور جماعة الصعاليك
يُوجد في نظام الحياة السياسية في العصر الجاهلي جماعة الصعاليك، وهُم مجموعة رفضوا النظام القبلي والعادات والتقاليد التي تتبعها قبائلهم، وهربوا واختبأوا في البوادي، وكان سلوك شن الغارات على القوافل أسلوب حياة وحرفة ورزقًا لهم، ومن أشهرهم: الشاعر الشنفرى وعروة بن الورد.[٤]
كثرة الحروب والنزاعات
كثرت الحروب والنزاعات في الصعر الجاهلي نتيجةً للنزعة القلبية التي عُرف بها العرب، فلم يكن هناك نظام في العلاقات بين الأفراد، بالإضافة إلى انتشار مبدأ نصرة بعضهم البعض، إلى جانب مبدأ الثأر، وتعددت أسباب الحروب في الجاهلية، مثل: التنافس على أماكن الرعي والسرقة والنهب ومحاولة الحفاظ على موارد المياه، ومن أمثلة على الحروب: داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذيبان.[٥]
ابن خلدون والحياة السياسية في العصر الجاهلي
يُحلل عالم الاجتماع ابن خلدون الأسباب في عدم قدرة العرب في شبه الجزيرة العربية على تشكيل دولة، ويصل إلى أنّها عوامل نفسية واجتماعية وثقافية، حيث منعتهم من الخضوع لهيمنة جماعة تتولى السلطة، يقول ابن خلدون: "إنّهم لخلق التوحش الذي فيهم، أصعب الأمم انقيادًا بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرياسة، فقلما تجتمع أهواؤهم".[٦]
في ضوء ما سبق، إنّ الجاهليين اعتادوا على الشظف وخشونة العيش، فاستغنوا عن غيرهم، فصعب انقياد بعضهم لبعض، وإلى هذا يُشير ابن خلدون بقوله: "ورئيسهم محتاج إليهم غالبًا للعصبية التي بها المدافعة، فكان مضطرًا إلى إحسان ملكتهم وترك مراغمتهم، لئلا يختل عليه شأن عصبيته، فيكون فيها هلاكه وهلاكهم".[٦]
المراجع
- ↑ منتصر حمود العوادي، مقدمة تاريخية وثقافية عن الحياة في العصر الجاهلي، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ محمود عكاشة، الحكم القبلى فى العصر الجاهلى، صفحة 36-37. بتصرّف.
- ↑ فؤاد بن غضبان، مدخل الى الجغرافيا الاجتماعية، صفحة 122. بتصرّف.
- ↑ سراته البشير، الشعر الجاهلي وتجاذبات البساطة والفخامة، صفحة 53-54. بتصرّف.
- ↑ سيد عبد النبي محمد، صراع الأمم وحروب الجيل الخامس، صفحة 22. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد مصطفى أفقير، الدعوة النبوية، صفحة 42. بتصرّف.