محتويات
خصائص الشعر في العصر الأيوبي
تميّز الشعر في العصر الأيوبي بعدد من الخصائص، وفيما يأتي أبرزها:[١]
- إكثار شعراء العصر الأيوبي من المحسنات البديعية، كالتورية والطباق والجناس، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها:الطباق، والمقابلة التي اقترنت به في قول ابن الوردي: [٢]
أَأُقْتَلُ بينَ جدِّكَ والمزاحِ
:::بنبلِ جفونِكَ المرضى الصحاحِ
وما لصباحِ وجهِكَ مِنْ مساءٍ
:::وما لمساءِ شعركَ مِنْ صباحِ
- إكثار الشعراء من توظيفهم للتلاعب اللفظي، وقد يأتي ذلك على أشكال عديدة، من أمثلتها أن يُنظم بيت يُمكن قراءته من اليمين إلى الشمال فيبقى المعنى ذاته ولا يتغير، أو أن يقرأ البيت من اليمين إلى الشمال فيكون مدحاً، ومن الشمال إلى اليمين فيكون ذماً، أو قد يَلتزم الشاعر بلفظة معينة في بداية كل بيت من القصيدة.
- استخدام الشعراء أسلوب الاقتباس، سواء أكان اقتباساً من القرآن الكريم، أو من الحديث النبوي الشريف، ومن أمثلة ذلك قول ابن نباته: [٣]
وأغيد جارت في القلوب فعاله
:::وأسهرت الأجفان أجفانهُ الوسنى
أجلْ نظراً إلى حاجبيه ولحظه
:::ترى السحر منه قاب قوسين أو أدنى
- استخدام الشعراء فنًا شعريًا جديدًا ظهر في العصر الأيوبي للمرة الأولى، إذ إنه لم يكن معروفًا في العصور السابقة، وهو ما أُطلق عليه اسم "الحشيشيات"، ولقد ظهر كغرض جديد من أغراض الشعر نتيجة اكتشاف مادة مخدِّرة جديدة في ذلك العصر تسمى بـ"الحشيشة".[٤]
- إبراز الشعراء ما يسمى في المصطلح الحديث بـ "الشعور بالقومية الإسلامية"، حيث اعتنوا بالتركيز على مناصرة الإسلام في أشعارهم، ولقد نظم الشعراء أجمل الأبيات الشعرية، وحمّلوها شعورهم بالقومية الإسلامية، وكان ذلك إبّان حروب صلاح الدين الأيوبي.[٥]
- اهتمامهم بعلم البلاغة والبيان والبديع، وذلك واضح كل الوضوح في أشعارهم، وكما ذكرنا فقد استخدموا المحسنات البديعية بنوعيها: اللفظية، والمعنوية.
- إكثارهم في استخدام التشبيهات، والمجازات، والكنايات، والاستعارات، ومن أمثلة ذلك قول صفي الدين الحلي:[٦]
سَوابِقُنا وَالنَقعُ وَالسُمرُ وَالظُبى
:::وَأَحسابُنا وَالحِلمُ وَالبَأسُ وَالبِرُّ
هُبوبُ الصِبا وَاللَيلُ وَالبَرقُ وَالقَضا
:::وَشَمسُ الضُحى وَالطودُ وَالنارُ وَالبَحرُ
مذاهب أساليب الشعراء في العصر الأيوبي
ظهر مذهبان في العصر الأيوبي إثر محاولات الشعراء في تجديد موضوعاتهم وأساليبهم، وهما ما يأتي:[١]
المذهب اللفظي
ولقد استخدم فيه شعراء العصر الأيوبي فنون البلاغة بما فيها من المحسنات البديعية وغيرها، وذلك بهدف زخرفة ألفاظ أشعارهم بطريقة جذابة لإلباسها ثوبًا جديدًا، ولكن آل بهم ذلك مآل التصنّع والتكلّف فوصل بهم هذا المذهب إلى طريق مغلق أدى إلى تحوّل أسلوبهم من الوسيلة إلى الهدف.
المذهب السهل
ولقد مال الشعراء في هذا المذهب إلى استخدام الألفاظ المألوفة والسهلة، ولكن شعرهم لم يسلم من تصنّعهم وتكلّفهم في ذلك، مما أدى إلى الإسفاف والركاكة في الأبيات، ولقد انتشر هذا اللون بين طبقات المجتمع كافة، كما أنه ناقش مختلف أنواع الأغراض والموضوعات الشعرية.
مناهج الشعراء في مطالع أشعارهم
انقسم الشعراء في العصر الأيوبي في طريقة ابتدائهم للقصائد إلى فريقين، حيث سلك كلٌ منهم طريقًا من اثنين في ذلك، فالفريق الأول نهجَ منهجَ التطرّق مباشرة إلى نص القصيدة دون الوقوف على الأطلال، أما الفريق الثاني فكان منهجه الوقوف على الأطلال والتمهيد إلى نص القصيدة كل حسب غرضه الشعري.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت محمد زغلول سلام، الأدب في العصر الأيوبي، صفحة 202-243. بتصرّف.
- ↑ "أأقتل بين جدك والمزاح"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
- ↑ "وأغيد جارت في القلوب فعاله"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.
- ↑ محمد حسين، دراسات في الشعر في عصر الأيوبيين، صفحة 99-132. بتصرّف.
- ↑ محمد حسين، دراسات في الشعر في عصر الأيوبيين، صفحة 84. بتصرّف.
- ↑ "سوابقنا والنقع والسمر والظبي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022.