خصائص الفقاريات واللافقاريات

كتابة:
خصائص الفقاريات واللافقاريات


ما أبرز خصائص الفقاريات؟

الفقاريّات (بالإنجليزية: Vertebrates)، تتوزّع الفقاريات على سطح اليابسة وداخل الأرض وفي أعماق البحار، تحتوي الفقاريات على جميع أنواع الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات، ويصل أعدادها إلى 51000، أكثر من نصفها تعود إلى نفس المجموعة من الأسماك شعاعية الزعانف، اسمها العلمي (Actinopterygii)، وتنحدر الفقاريات من مجموعة الحبليات (حيوانات تمتلك حبل ظهري وحبل عصبي ظهري)[١]، يُستبدل الحبل الظهري بالعمود الفقري عند الفقاريات ولذلك جاءت تسميتها بالفقاريات، وتعطي الفقرات للحيوان مظهرًا هيكليًّا مدعومًا كما تعمل على حماية الحبل العصبي.[٢]


ومن أهم خصائص الفقاريات ما يلي:


الهيكل الداخلي

تتميّز الفقاريات بمفهوم الهيكل الداخلي وهو عبارة عن حبل ظهري notochord أو عظام وغضاريف مسؤولة عن إعطاء الشكل الهيكلي للحيوان، وتتميّز بنموّها وارتباطها بالعضلات[٣]، ومثال ذلك:[٤]

  • الأسماك العظميّة (Bony fishes)، التي تمتلك هيكل داخلي عظمي، مثل: الأسماك ذات الزعانف الشعاعيّة.
  • الأسماك الغضروفية (Cartilaginous fishes) التي تمتلك هيكل داخلي غضروفي، مثل: أسماك القرش.


العمود الفقري

من أهمّ خصائص الفقاريات التي تجعلها تختلف عن اللافقاريات امتلاكها عمود فقري، وهو عبارة عن عمود يحوي عددًا من الفقرات، ويُلاحظ أن العمود الفقري للحيوانات ذات الأرجل الأربع كالزواحف مثل: السحالي تكون جميعها متشابهة وتعمل بنفس الكيفية، على عكس الثديّات التي تمتلك عمود فقري يختلف اختلافًا يُمكّن الثديات من التكيّف مع أساليب حياتها المختلفة، فيُمكّن الطيور من الطيران، والزواحف كالأفاعي من الحفر والتسلّق وهكذا.[٥]


الجهاز التنفسيّ

للفقاريات على اختلاف أنواعها جهاز تنفسي يساعدها على الاستمرارية في حياتها، الأسماك مثلًا لها خياشيم تساعدها على الحصول على الأكسجين من الماء كالقرش الذي يمتلك 7 خياشيم[٦]، أما الثديّات كالحيوان الكسلان والفيل، والزواحف كالسلاحف فإنّ لها رئتين تتنفس من خلالهما[٧].


الرأس المتطوّر

تتميّز الفقاريات جميعها بوجود رأس متطوّر، ونعني بذلك صفاته المتطوّرة فهو منفصل مميّز عن الجسد، بالإضافة إلى احتوائه على الجمجمة الصلبة لحماية الدماغ والأعضاء الحسيّة داخلها المرتبطة بباقي الجسم، كالثديات مثل: الزرافة.[٨]


الدماغ (العقل) المُدرِك

الدماغ في الفقاريات مثل البرمائيات كالضفادع يعمل على معالجة المعلومات المحسوسة، وينبهّها إلى الإحساس بالجوع والحاجة إلى النوم وقد تمّ إجراء عدة دراسات للتحقّق من إمكانية تعديل سلوك الفقاريات كالبرمائيات من خلال التجارب[٩]، والدماغ للفقاريات السفلى عبارة عن دماغ أنبوبي بسيط وهو مرحلة من مراحل النمو المبكّرة لدماغ الفقاريات العليا الأكثر تطوّرًا، والذي يتميّز بأقسامه الثلاث.[١٠]


أجهزة الحس

أجهزة الحسّ أو الحواسّ أو المستقبِلات، هي من أهم ما يميّز الفقاريات ويساعدها على البقاء، وتُقسم هذه الأجهزة إلى 3 فمنها: البصريّة والأنفيّة والأذنية[١١]، فمثلًا تعدّ حاسة البصر حاسة مسؤولة عن تنشيط ما يسمّى بمحفّزات الاهتمام التي تجعل الحيوان يتحرك مثل أنواع الطيور المختلفة كالطيور الطنّانة.[١٢]

وتعدّ حاسة الشم في الأسماك كالقرش من أهم الحواسّ التي تساعده على إيجاد الفريسة من على بعد أميال، حتى أنها تستطيع تمييز رائحة قطرة الدم الواحدة في حوض سباحة أولمبي.[١٣]


القناة الهضميّة والأمعاء

تمتلك الفقاريات قناة هضمية عضليّة (أمعاء عضلية) وهذا مما يميّزها[٢]، كما أنّ أمعاء الفقاريات تحتوي أنواع مختلفة من الكائنات الحيّة الدقيقة والميكروبات، مثل الخفاش (وهو نوع من أنواع الثديات) الذي وُجِد تشابهًا بينه وبين الميكروبات التي تتواجد في أمعاء الطيور.[١٤]


حجرات القلب

يتميز القلب في الثديات باحتوائه على حجرات، فيتألف قلب الأسماك كالقرش مثلًا من حجرتين، والبرمائيات كالضفدع تمتلك بطين واحد وأذينين، أما الثديات والطيور فإنها تمتلك 4 حجرات (أذينين وبطينين) كالحصان والدجاجة على الترتيب، ويؤدي انقباض وانبساط القلب إلى سحب الدم من أوردة الجسم باتجاه الحجرات، الأذين فالبطين، ثم ينقبض لتوزيع الدم إلى جميع أجزاء الجسم عبر الشرايين.[١٥]


طبقات الجلد وغطاء الجلد

في الحديث عن الجلد فإن كل الفقاريات بلا استثناء لها طبقتين من الجلد: خارجية رقيقة وداخلية سميكة، وللطبقتين أهمية بالغة في الحماية والحسّ، ثم يُغطّي هذه الطبقات الجلد الذي يتناسب مع حياة كل نوع[١٦]، فيغطي جلد الثديات الفرو أو الشعر كابن عرس والأرنب.[١٧]


جهاز المناعة

للفقاريات جهاز مناعة يمكّنها من التغلّب على مسببات الأمراض، فيتعرّف الجسم على هذه المسببات ويعمل على تكوين أجسام مضادة لمواجهتها والقضاء عليها ويتمكّن من معاودة الهجوم عليها في حال عادت هي ذاتها للجسم مجددًا.[١٨]


من أهم ما يميّز الفقاريات وجود العمود الفقري إلا أنها تمتلك العديد من الخصائص الأخرى.


ما أبرز خصائص اللافقاريات؟

اللافقاريات (بالإنجليزية: Invertebrates)، تُشكّل اللافقاريات نسبة 97% من حيوانات هذا العالم، وتصل أعداد أنواعها إلى 30 مليون نوع معظمها من الحشرات، وتتراوح أحجامها بين الحيوانات المجهرية والضخمة، وأهم ما يميّزها هو افتقارها للعمود الفقري وهذا سبب تسميتها بالتأكيد[١٩]، تتوزّع اللافقاريات بين اليابسة والماء، فالديدان والحشرات كالنمل والنحل تتواجد على الأرض بينما الرخويات مثلًا كالحبّار فهو من الحيوانات المائية.[٢٠]

ومن أهم خصائص الفقاريات ما يلي:


التكاثر السريع

تعد طريقة تكاثر اللافقاريات أحد أهم الخصائص التي ساهمت في زيادتها بشكل كبير، إذ أنّ التكاثر في اللافقاريات لا يشترط به عمليات الإخصاب دائمًا، ويظهر ذلك في الممالك؛ كممالك الحشرات مثل النمل والنحل، حيث يكفي وضع البيض لنموّه وينتج عن ذلك ما يطلق عليه بالعامِلات، ويتم التكاثر في الإسفنج حيث ينتج البيض والحيوانات المنوية معًا[٢١]، إلا أنّ أغلب الأنواع تتكاثر بإخصاب حيوانات منوية وبويضات من قِبل أفراد منفصلين (تكاثر جنسي).[٢٢]


القدرة العالية على التكيّف

للافقاريات وخصوصًا الحشرات كالنمل قدرة عظيمة على التكيّف، إذ تكون قادرة على تحمّل أقسى الظروف البيئية من حرارة وجفاف، ويسدّ رمقها أي نوع من الغذاء حتى أنها تُعتبر انتهازية، حيث تتغذى على النباتات وغيرها من الحيوانات وأيمواد عضوية متحللة.[١٩]


جهاز هضمي بنوعين

الجهاز الهضمي للافقاريات أحد اثنين؛ فإمّا أن يمتلك الحيوان جهازًا هضميًا كاملًا بفتحتين كالديدان، أحدهما الفم والآخر فتحة الشرج، أو أن يمتلك الحيوان جهاز هضمي غير كامل مكوّن من فتحة واحدة وتجويف هضمي فقط مثل قنديل البحر من الرخويات.[٢٢]


جهاز العصبي بسيط أو معقّد

بعض أنواع اللافقاريات لا يتعدّى جهازها العصبي وجود شبكة حسّيّة تسمح لها بالإحساس بواسطة اللمس مثل: الهيدرا من مجموعة اللاسعات حيث ترتكز شبكتها العصبية حول الفم، ونجم البحر من مجموعة شوكيات الجلد الذي لا يمتلك إلا 3 شبكات عصبيّة دون امتلاك دماغ، إلا أن بعضها الآخر يمتلك جهازًا عصبيًا غايةً في التعقيد وقد يمتلك دماغ وأجهزة حسّ متنوّعة مثل السلطعون الذي ينتمي للقشريات.[٢٣]


طرق التحرّك المتنوعة

تتنوع طرق تحرك اللافقاريات، فمنها ما لا يستطيع التحكّم بحركته مثل قنديل البحر من الرخويات، وبعضها يمكنه التحكم في اتجاه حركته كالدودة المستديرة، وبعضها يطير مثل حشرة الذباب ويمتلك أرجل مفصليّة تمكنها من المشي في جميع الاتجاهات والتسلّق أيضًا.[٢٤]


الهيكل الخارجي الصلب

على الرغم من عدم امتلاك اللافقاريات هيكل داخلي صلب أو عمود فقري إلا أن معظم أنواعها تمتلك هيكل خارجي صلب بهدف الحماية ويرتبط بالعضلات[٢٥] ، ويبدو ذلك جليًا في أنواع مختلفة من الرخويات كبلح البحر والمحار الملزمي .[٢٦]


الخلايا اللاذعة

تمتلك بعض أنواع اللافقاريات خلايا متخصصة تسمى بالخلايا اللاذعة، تكون وظيفة هذه الخلايا متمثلة في شلّ خركة الفريسة تمامًا وذلك بواسطة السم المتواجد، وبعد سمّ الفريسة يتم هضمها خارج هذه الخلايا، من اللافقاريات التي تعتمد على هذا النوع من السلوكات اللاسعات ( بالإنجليزية: Cnidarians) حيث اشتق الاسم من عمل هذه الخلايا ومثالها: شقائق النعمان من الرخويات، والشعاب المرجانية.[٢٧]


خلايا بلا جدار خلوي

خلايا اللافقاريات حقيقية النوى ولا تتغذى ذاتيًا، إلا أنها تكون بدون جدار خلوي مثل الرخويات كقنديل البحر [٢٨].


التماثل

تتميّز اللافقاريات بأنواع مختلفة من التماثل، فيظهر التماثل الشعاعي مثلًا لدى كل من شقائق النعمان وقنديل البحر من الرخويات (يكون شكلهما عبارة عن نصفين متماثلين بغض النظر عن مكان خط التماثل)، ويظهر التماثل الثنائي مثلًا لدى الحلقيّات (Annelids) من مجموعة الديدان، خلال المراحل الجنينية الأولى.)[٢٧]


التحوّل

يعدّ شكل معظم اللافقاريات متغيّرًا بشكل جذري أثناء النمو ودورة الحياة، ويمر معظمها بمرحلة تدعى التحوّل، ومن الأمثلة على ذلك الحشرات كالفراشات، حيث تبدأ حياة الفراشة كبيضة ثمّ تبدأ بالتحوّل إلى يرقة فشرنقة ففراشة بالغة، كما تمرّ بعض أنواع الحشرات كالنحل والنمل بنفس مراحل تحوّل الفراش.[٢٩]


اللافقاريات هي من أكثر الحيوانات عددًا وانتشارًا، ومن أشهر خصائص اللافقاريات عدم امتلاكها عمود فقري أو هيكل عظمي إلا أن لديها العديد من الخصائص المثيرة الأخرى التي تميّزها عن باقي الحيوانات.

المراجع

  1. "Vertebrates, Overview", sciencedirect. Edited.
  2. ^ أ ب "Vertebrates", thoughtco. Edited.
  3. "Vertebrates", thoughtco. Edited.
  4. "Osteichthyes or Bony Fishes", sciencedirect. Edited.
  5. "What makes a mammal a mammal? Our spine, say scientists", nsf. Edited.
  6. "How Do Fish...BREATHE?", tpwd.texas. Edited.
  7. "Our Favorite Facts About Animal Lungs", lung. Edited.
  8. "Vertebrates", thoughtco. Edited.
  9. "Brain Mechanisms of Behaviour in Lower Vertebrates", services.cambridge. Edited.
  10. "Brain", britannica. Edited.
  11. "Vertebrate", britannica. Edited.
  12. "The optic tectum of birds: Mapping our way to understanding visual processing", researchgate. Edited.
  13. "How Sharks Work", howstuffworks. Edited.
  14. "Comparative Analyses of Vertebrate Gut Microbiomes Reveal Convergence between Birds and Bats", mbio.asm. Edited.
  15. "Comparative Anatomy of Vertebrate Hearts", nau. Edited.
  16. "The Vertebrate Integumentary System", britannica. Edited.
  17. "Fur, Feathers, and Scales", kidszoo. Edited.
  18. "12.3: Vertebrate Characteristics", bio.libretexts. Edited.
  19. ^ أ ب "About Invertebrates", nationalgeographic. Edited.
  20. "Invertebrates", nwf. Edited.
  21. "About Invertebrates", nationalgeographic. Edited.
  22. ^ أ ب "11.1: Invertebrate Characteristics", bio.libretexts. Edited.
  23. "Invertebrate Nervous System", faculty.washington. Edited.
  24. "11.1: Invertebrate Characteristics", bio.libretexts. Edited.
  25. "Invertebrate", britannica. Edited.
  26. "List of Things That Have Shells", sciencing. Edited.
  27. ^ أ ب "Animals: Invertebrates", organismalbio.biosci.gatech. Edited.
  28. "15.1 Invertebrates - Advanced", ck12. Edited.
  29. "The Rainforest Animals That Go Through Metamorphosis", sciencing. Edited.
4709 مشاهدة
للأعلى للسفل
×