محتويات
خصائص المنهج النَّقدي التَّاريخي
يُعد منهج النَّقد التاريخي أول المناهج النَّقديَّة في العصر الحديث؛ لأنَّه يرتبط بالتطور الأساسي للفكر الإنساني وانتقاله من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، وكانت له خصائص ومميزات تُميزه عن غيره من المناهج النَّقدية الَّتي ظهرت بعده، ولعلَّ أبرز هذه الخصائص ما تأتي:
دراسة الأدب وفق المؤثرات الخارجية
من أشهر المؤثرات الَّتي اعتمادها المنهج النَّقدي التاريخي في دراسة الأدب لفترة طويلة من الزمن، ما جاء به الفيلسوف "هيبوليت تين" في ثلاثيته الشَّهيرة، وهي كالآتي:[١]
- العرق أو الجنس
وهي الخصائص الفطرية أو الوراثية المشتركة بين أفراد الأمة الواحدة.
- البيئة أو الوسط
وهي الفضاء الجغرافي وانعكاساته الاجتماعية على النَّص الأدبي.
- الزَّمان أو العصر
أيّ مجموع الظروف السّاسية والثَّقافية والدِّينية الَّتي من شأنها أنْ تُمارس تأثيراً على النَّص الأدبي.
العمل الأدبي سلسلة من المعادلات النسبية
كما يتكئ المنهج النَّقدي التَّاريخي على ما يُشبه سلسلة من المعادلات النسبية الَّتي تربط المؤثرات الخارجية ببعضها البعض، وهي على النحو الآتي:[٢]
- النَّص ثمرة صاحبه.
- الأديب صورة لثقافته.
- الثَّقافة إفراز للبيئة.
- البيئة جزء من التَّاريخ.
- النَّقد تأريخ للأديب من خلال بيئته.
تطور الأنواع الأدبية
آمن "فردينان برودنينا" بنظرية التَّطور لدى "داروين"، وحاول تطبيقها على الأدب ممثلاً الأنواع الأدبية بالكائنات العضوية المتطورة، فكما تطور الإنسان عن القرد، تطور الأدب كذلك من فن إلى آخر.[٣]
خصائص أخرى للمنهج النقدي التاريخي
من خصائص المنهج النَّقدي التاريخي ما يأتي:
- النَّظر إلى الأدب على أنَّه في جملته انعكاس لحركة الحياة والمجتمع وتطوراتها، ممثلاً على وجه الخصوص للطاقة الثورية فيها.[٤]
- عدم قبول الأشياء كمسلمات والاعتماد على العقل والبرهان ودراسة المصادر الأدبية، وعلاقات التَّأثير والتَّأثر بين الأدباء المختلفين، وعلاقات الآداب المحلية بالآداب العالمية.[٥]
- الاهتمام بدراسة الفوارق بين الأجناس الأدبية.[٦]
- الربط الآلي بين النَّص الأدبي ومحيطه السِّياقي واعتبار الأول وثيقة للثاني.[٧]
- الاهتمام بدراسة المدونات الأدبيَّة العريضة الممتدة أدبياً مع التَّركيز على أكثر النصوص ثمثيلاً للمرحلة التَّاريخيَّة المدروسة، حتَّى وإنْ كانت ثانويةً أو ضعيفةً فنياً.[٧]
- إهمال التفاوت الكبير بين الأدباء الَّذين يتحدون في الزمان والمكان، وكأنَّ هذا المنهج عاجز بطبعه عن تفسير الفوارق العبقرية بين المبدعين العائدين إلى فضاء زمكاني (مكاني - زماني) واحد.[٧]
- المبالغة في التعميم والاستقراء النَّاقص.[٧]
- الاهتمام بالمبدع والبيئة الإبداعيَّة عل حساب النَّص الإبداعي، وتحويل الكثير من النُّصوص إلى وثائق يُستعان بها عند الحاجة إلى تأكيد بعض الأفكار والحقائق التَّاريخيَّة.[٧]
- التَّركيز على المضمون وسياقاته التَّاريخيَّة مع تغييب واضح للخصوصية الأدبيَّة للنص.[٧]
- التَّعامل مع النُّصوص المدروسة على أنَّها مخطوطات بحاجة إلى توثيق، مع محاولة لَمِّ شتاتها وتأكيدها بالوثائق والصور والفهارس والملاحق.[٧]
- تطور النَّقد التَّاريخي الأدبي فيما بعد إلى نوع آخر من أنواع النَّقد، وهو النَّقد الاجتماعي، فإنَّ حاضنة النَّقد الاجتماعي كانت النَّقد التَّاريخي.[٨]
المراجع
- ↑ حمد بن عبدالعزيز السويلم، معالم المنهج التاريخي عند النقاد السعوديين، صفحة 11-12. بتصرّف.
- ↑ يوسف وغيلسي، مناهج النقد الأدبي، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ يوسف وغيلسي، مناهج النقد الأدبي، صفحة 16-17. بتصرّف.
- ↑ صلاح فضل، مناهج النقد المعاصر، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ صلاح فضل، مناهج النقد المعاصر، صفحة 28. بتصرّف.
- ↑ صلاح فضل، مناهج النقد االمعاصر، صفحة 38. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ يوسف وغيسلي، مناهج النقد الأدبي، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ صلاح فضل، مناهج النقد المعاصر، صفحة 37. بتصرّف.