خصائص شعر المديح في عصر المماليك

كتابة:
خصائص شعر المديح في عصر المماليك


خصائص شعر المديح في عصر المماليك

عرف العصر المملوكي على أنّه واحد من أهم العصور التي شاع فيها المديح بشكل كبير، ومن أهم خصائص المديح في ذلك العصر ما يأتي:[١]

  • المديح في العصر المملوكي هو تعبير صادق عن المشاعر التي يكنها الشاعر تجاه الممدوح وليس من أجل التكسب.
  • شعر المديح في البلاط كان موجهًا إلى قادة المسلمين الذين كانوا يسطرون الانتصارات على التتار وغيرهم.
  • تخليد الصفات الحميدة في القادة المماليك وبخاصة سيف الدين قطز إثر انتصاراته.
  • مدح أبطال المعارك عامة للذين كانوا يشاركون في الحروب ضد الروم والتتار.
  • مدح رجال الدولة المملوكية والإشادة بعدلهم ووصف تقواهم مع الرعية.
  • مدح رجال الدين الذين كان يلتف الشعراء من حولهم ويُعجبون بهم.
  • التوجه إلى مدح ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم.


شعراء المديح في عصر المماليك

لقد برز في العصر المملوكي مجموعة من الشعراء التي لا بدّ من الحديث عنهم وذكرهم وهم الآتي:

  • شهاب الدين الحلبي

وهو شهاب الدين أبو الثناء، ولد في عام 644 للهجرة في حلب، ومن ثم انتقل مع والده فيما بعد بعد أن عُين قاضيًا في دمشق، وبها درس وتثقف وأقام على أيدي العلماء ونظم الشعر وأجاد فيه.[٢]

  • البوصيري

ولد البوصيري في عام 608 لهجرة وقد شبّ على تعلم النحو والصرف والأدب وحفظ القرآن الكريم كما يفعل عامة النّاس في ذلك العصر، ثم اتجه نحو الصوفية فتلقى الطريقة على يد أبي العباس المرسي، وأبدع في الأدب والشعر وخاصة في المديح النبوي.[٣]

  • صفي الدين الحلي

ولد في عام 677 للهجرة، وكان يلقب بأبي المحاسن ويعود نسبه إلى بطن من بطون طي، وقد ولد في العراق وإليها يُنسب ومات في بغداد، وقد استطاع أن يبرع في مجال المديح بشكل عام في العصر المملوكي والمديح النبوي بشكل خاص.[٤]


نماذج من شعر المديح في العصر المملوكي

برزت مجموعة من القصائد في غرض المدح في العصر المملوكي ولعل من أبرزها ما يأتي:


  • قصيدة والعصر إن عداك في العصر:[٥]

والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ

وقد انتَهَوا لِهدَاية الخسرِ

ظلموا فما أبقوا لهم وَزَراً

يُنجى ولا سَلمُوا من الوِزرِ

ظهروا لنورك وهو شَمسُ ضُحىً

فتضاءلوا كتَضَاؤل الذَّرِّ

مكروا وقد مكرَ الإلهُ بهم

شَتَّانَ بين المَكرِ والمَكرِ

دَعهُم فلا بَرح التَّغَابُن من

حَسَد يُوَاصلهم إلى الحشرِ

وانشد إذا ما زرت تُربَتَهُم

مُتَهَكِّماً في السِّرِّ والجَهرِ

ماتوا بغيظهمُ وما ظَفرُوا

بمرادهم واضَيعَةَ العُمرِ

ومن العجائب كَونُهُم جهلوا

أن العلوم وديعهُ الصَّدرِ

لولا أخاف اللَه قلتُ لمن

يَروى مديحك اتلُ يا مُقرِي

حَجَّت لك العافونَ فازدحموا

كتزاحم الآمال في الفكرِ

نالوا المَنَى جنابك فاخ

تاروا المُقَامَ بها على النَّفرِ


  • قصيدة محمد أشرف الأعراب والعجم:[٦]

مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ

مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَةً

مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ

مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَةً

مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ

مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ

مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ

مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ

مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ

مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَفٍ

مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ مِنْ مُضَرٍ

مُحَمَّدٌ خَيْرُ رُسْلِ اللهِ كُلِّهِمِ

مُحَمَّدٌ دِينُهُ حَقَّ النَّذِرُ بِهِ

مُحَمَّدٌ مُجْمَلٌ حَقَاً عَلَى عَلَمِ

مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا

مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ

مُحَمَّدٌ زِينَةُ الدُّنْيَا ومُهْجَتُها

مُحَمَّدٌ كاشِفُ الغُمَّاتِ وَالظُّلَمِ

مُحَمَّدٌ سَيِّدٌ طابَتْ مناقِبُهُ

مُحَمَّدٌ صاغَهُ الرَّحْمنُ بِالنِّعَمِ

مُحَمَّدٌ صَفْوَةُ البارِي وخِيرَتُهُ

مُحَمَّدٌ طاهِرٌ ساتِرُ التُّهَمِ

مُحَمَّدٌ ضاحِكٌ لِلضَّيْفِ مَكْرُمَةً

مُحَمَّدٌ جارُهُ واللهِ لَمْ يُضَمِ

مُحَمَّدٌ طابَتِ الدُّنيا ببِعْثَتِهِ

مُحَمَّدٌ جاءَ بالآياتِ والْحِكَمِ

مُحَمَّدٌ يَوْمَ بَعْثِ النَّاسِ شَافِعُنَا

مُحَمَّدٌ نُورُهُ الهادِي مِنَ الظُّلَمِ


  • يا من له راية الأعداء قد رفعت:[٧]

يا مَن لَهُ رايَةُ العَلياءِ قَد رُفِعَت

إِنَّ العُداةَ بِنا لَمّا نَأَيتَ سَعَت

وَقَد أَداروا لَنا بِالسوءِ دائِرَةً

مِنَ النَكالِ وَإِن لَم تَرفُها اِتَّسَعَت

أَراقِمٌ لينُها عَن غَيرِ مَقدِرَةٍ

لِذاكَ إِن أَمكَنَتها فُرصَةٌ لَسَعَت

إِنَّ الصُدورَ الَّتي بِالغِلِّ مُشحَنَةٌ

لَو قُطِّعَت بِلَهيبِ النارِ ما رَجَعَت

وَكَيفَ تَهواكَ أَطفالاً عَلى ظَمَإٍ

رُمتَ الفِطامَ لَها مِن بَعدِ ما رَضَعَت

تَبَسَّمَت لَكَ وَالأَخلاقُ عابِسَةٌ

إِنَّ القُلوبِ عَلى البَغضاءِ قَد طُبِعَت

تَفَرَّقَت فِرَقاً مِن خَوفِ بِأَسِكُمُ

حَتّى إِذا أَمِنَت مِن كَيدِكَ اِجتَمَعَت

وَحاذَرَت سَطَواتٍ مِنكَ عاجِلَةً

عِندَ القُدومِ فَمُذ أَمهَلتَها طَمِعَت

وَطالَعَت بِأُمورٍ لَيسَ تَعرِفُها

وَلا أَحاطَت بِها خُبراً وَلا اِطَّلَعَت

فَكَيفَ لَو عايَنَت أَمراً تُحاذِرُهُ

إِن كانَ فَعلٌ لَها عَن بَعضِ ما سَمِعَت

المراجع

  1. نبيل أبو علي، المعطى الدلالي لشعر المديح في عصر المماليك، صفحة 153. بتصرّف.
  2. حسين بعيوي، شهاب الدين الحلبي وجهوده الأدبية، صفحة 2. بتصرّف.
  3. حسن حسين، كتاب ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 49. بتصرّف.
  4. صفي الدين الحلي ، ديوان صفي الدين الحلي، صفحة 5. بتصرّف.
  5. "والعصر إن عداك في العصر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022.
  6. "محمد أشرف الأعراب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022.
  7. "يا من له"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022.
6242 مشاهدة
للأعلى للسفل
×