خصائص شعر المعلقات

كتابة:
خصائص شعر المعلقات

نبذة عن المعلقات

عندما يتم الحديث عن الأدب في العصر الجاهلي، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو شعر المعلقات؛ وهي عبارة عن مجموعةٌ من أروع قصائد شعراء الجاهلية، قيل في تسميتها بالمعلقات عدة آراءٍ منها أنهم انتقوها من شعر فحولهم، وذهَّبوها على الحرير، تميزت بالخصائص الفنية على مستوى اللفظ وعلى مستوى المعنى، فهي قصائد تنتمي إلى الطراز الرفيع بروعتها وقوة مفرداتها وموضوعاتها وتراكيبها السليمة وأدائها البليغ.[١]


خصائص شعر المعلقات

من أهم شعراء ومن أهم الخصائص التي امتاز بها شعر المعلقات ما يأتي:


تبدأ المعلقات بذكر الأطلال والوقوف عليها

وهذه الخاصية نجدها عند جميع شعراء المعلقات، كما ورد في مُعلّقة عنترة بن شداد:[٢]

هل غادر الشعراء من مُتردم

أم هل عرفتَ الدار بعد توهم


الصدق بالقول

يمتاز شعراء المعلقات بصدقهم في نقل تجربتهم الشعرية.


البساطة وعدم التكلف

هذه الخاصية تنشأ من كون الحياة الفطرية التي عاشها الإنسان البدوي العربي، فهذه الحياة ولّدت شخصيات إنسانية بسيطة تتعامل بالبساطة.


النزعة الوجدانية

حيث يُعتبر الشعر الجاهلي بشكلٍ عامٍ شعرًا وجدانيًا، يصف ذات الشاعر، ويصور أحساسيه ومشاعره، ويعبر عن تجاربه وما مر به.


القول الجامع

حيث اتّجه الشعراء العرب في ذلك العصر إلى جمع القول في البيت الواحد من الشعر؛ بحيث تكون المعاني كثيرةً وتامةً، وفي بيتٍ واحدٍ فقط، ومثال ذلك مطلع معلقة امرئ القيس:[٣]


قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل


فامرؤ القيس أول من وقف واستوقف، وأول من بكى واستبكى، وأول من ذكر الحبيب والمنزل، وكل ذلك جاء ببيتٍ شعريٍّ واحدٍ.


الإطالة والاستطراد

يُعرف عن الشاعر الجاهلي بأنه طويل النفس كطول ليل صحرائه؛ ولذلك جاءت قصائد المعلقات طويلةً.


الخيال

بما أن الشاعر الجاهلي عاش في بيئةٍ بسيطةٍ، وحياته كانت فطريةً بسيطةً؛ فهذا الأمر جعل الشاعر يعيش في خيالٍ واسعٍ.


تنوع أغراض الشعر الجاهلي

فهناك المدح والفخر والرثاء والغزل والهجاء.


يتميز بلغةٍ فخمة التراكيب

فلغة المعلقات صعبة المعاني، تحتاج إلى معجمٍ لتفسيرها.


العناية والتنقيح

ويحدد ذلك ملامح شخصية الجاهلي من البساطة والسذاجة، وكذلك كان شعره يجري على سجيته وطبعه ولم يتكلف فيما يلقيه على الناس، وكان يرسل شعره إليهم كما يدور في خاطره. ولكن هناك عبيد الشعر الذين اشُهروا بتنقيح ونظم أبياتهم، ومن بينهم زُهير بن أبي سُلمى الذي يُقال إنه كان يقضي حولًا كاملًا وهو ينظم وينقح أبيات القصائد.


سلامة التركيب وبلاغة الأداء

يمكن ملاحظة أن التراكيب في شعر المعلقات كانت تجري على قواعد اللغة العربية ولا ضعف فيها، ولا يمكن ملامسة أي خلل في التقديم أو التأخير أو الإبقاء أو الحذف إلا ما تقتضيه أساليب اللغة العربية والعلل النحوية.


المراجع

  1. "المعلقات وأصحابها"، الألوكة. بتصرّف.
  2. " هل غادر الشعراء من متردم"، الديوان.
  3. "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل"، الديوان.
5858 مشاهدة
للأعلى للسفل
×