خصائص للشعر الجاهلي الفنية

كتابة:
خصائص للشعر الجاهلي الفنية



الخصائص الفنية للشعر الجاهلي

يدخل في خانة الشعر الجاهلي كل شعر العرب قبل الإسلام بما يقارب 150 عاماً، ويعد الشعر الجاهلي من مصادر الاحتجاج في النحو، فهو معتمد ويُقاس عليه لدى علماء النحو واللغة نظراً لقوة اللغة العربية وفصاحتها آنذاك، ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي امرؤ القيس، وعمرو بن كلثوم، وغيرهم، وقد اتسم هذا الشعر بمجموعة من الخصائص الفنية تبينها النقاط الآتية:


واقعية المعاني

اتسم الشعر الجاهلي بواقعية معانيه، فقد كانت مستمدة من البيئة الصحراوية وما فيها من أحداث ووقائع، متطبعة بروح المجتمع آنذاك.[١]


الطابع البدوي

اهتم الشعر الجاهلي بوصف البيئة البدوية بكل جوانبها وصفاً دقيقاً بما فيها من جبال وصحراء وطرق، وتقلبات جوية وغيره.[١]


تعدد الموضوعات

من الخصائص الفنية للشعر الجاهلي تعدد الموضوعات في القصيدة الواحدة، فقد كانت تبدأ بالوقوف على الأطلال، ثم وصف الصحراء والناقة، وقد يعرّج بعض الشعراء على وصف مجالس الخمر، وبعدها ينتقل الشاعر إلى الغرض الرئيسي من القصيدة كالمدح أو الرثاء أو الهجاء.[١]


صعوبة الألفاظ

من السمات المميزة للشعر الجاهلي صعوبة ألفاظه، وفي ذلك وجهات نظر فقد كانت هذه الألفاظ مألوفة في وقتها وزمانها، ولعل المقصود بصعوبة الألفاظ صعوبتها على الأجيال الحالية لتباعد الزمان والمكان والأحوال.[١]


موسيقى الشعر بين الهدوء والصخب

المتصفح للشعر الجاهلي سيجد بأن موسيقى الشعر في هذا العصر قد تكون هادئة أو صاخبة بحسب الموضوع، ففي الغزل مثلاً ستتسم بالهدوء، ولكن في القصائد التي تصور المعارك والحروب ستكون صاخبة.[١]


كثرة التشبيهات الحسية

تكثر التشبيهات الحسية في القصائد الجاهلية عند وصف الأماكن والأشخاص والأشياء.[١]


كثرة التصوير

الناظر في القصائد الجاهلية سيجد بأنّ الشعراء قد اهتموا بوصف الأحداث والمواقف بأدق تفاصيلها وكأنهم يرسمون لوحة فنية، ويشير ذلك إلى خصوبة الخيال ودقة التعبير.[١]


أشهر القصائد الجاهلية

فيما يأتي أشهر القصائد الجاهلي:


قصيدة أمن أم أوفى دمنة لم تكلم

فيما يأتي قصيدة أمن أم أوفى دمنة لم تكلم:

أَمِن أم أوفى دمنة لم تكلم

:::بحومانة الدراج فالمتثلم

وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها

:::مراجع وَشمٍ في نواشر مِعصَمِ

بِها العَينُ وَالأَرآم يمشين خلفة

:::وأطلاؤها ينهضن مِن كُلِّ مجثم

فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها

:::أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ

:::تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ

عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ

:::أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ

بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ

:::فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ


قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

فيما يأتي أبيات قصيدة قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل:

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

::: بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه

:::لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه

:::وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلو

:::لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم

:::يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ شوقي ضيف، العصر الجاهلي، صفحة 219-231. بتصرّف.
5350 مشاهدة
للأعلى للسفل
×