خطبة بعنوان (من عمل صالحًا فلنفسه)

كتابة:
خطبة بعنوان (من عمل صالحًا فلنفسه)

خطبة بعنوان (من عمل صالحاً فلنفسه)

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، الحمد لله الذي أمرنا بالصالحات، ونهانا عن فعل السيئات والمُنكرات، ونشهد أن لا إله إلا الله، وأن مُحمداً عبده ورسوله.

الوصية بالتقوى

عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته، وأحذركم ونفسي من مُخالفته وعصيان أوامره، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).[١]

الخطبة الأولى

عباد الله، إن المُتدبر لكثيرٍ من آيات القُرآن الكريم يجد أن الله -تعالى- بيّن أن العبادة التي يفعلها الإنسان ينتفع بها نفسه، وبالمُقابل هو المُتضرر من عصيان خالقه، كقوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ).[٢]

والله -تعالى- هو الغني عن عباده، وهم الفُقراء إليه، وهذا مما يشحذ همة المُسلم في السعي نحو خالقه، والمُنتفع الأول هو الإنسان نفسه، فمن يصل رحمه؛ له من الأجر ما يُزاد في رزقه وعُمره، ومن يتصدق ويُنفق من ماله؛ فالله -تعالى- يُخلفه خيراً.

ومن يسّر على مُعسر؛ فالله يُيسر له أموره في الدُنيا والآخرة، والمُسلم الذي يُعطي ويفعل الخير والصالحات؛ فالله -تعالى- يُعوضه خيراً ممّا فعل، بل ويكون هذا الخير عائدًا عليه في دُنياه وآخرته.[٣]

والمعنى العام الذي نستفيده من ذلك؛ أن الإحسان الذي يُقدمه الإنسان هو بالنهاية إحسان الإنسان لنفسه؛ لأن نفع ذلك العمل يعود عليه خاصة، وهذا يجعل الإنسان مُحاسباً عن نفسه وعمله، والاهتداء بهدي الله -تعالى- وفعل ما يُرضيه هذا كله يعود بنفعه على صاحبه،[٤] وأقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العالمين، وإله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبيُّ الأمين، والنذير المبين، صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين، اعلموا -عباد الله- أن العمل الصالح يكون أنيساً ورفيقاً لصاحبه في قبره، فيدفع عنه العذاب، فالمنتفع الأصلي والأول بالعمل الصالح هو من يقوم بتقديمه للآخرين.[٥]

الدعاء

  • اللهم إنا نسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى.
  • اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا.
  • اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
  • اللهم إنا نعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرَم، والبخل، ونعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات.
  • اللهم اجعلنا مُسارعين إلى الخيرات، فاعلين لها، ولا تجعل مُصيبتنا في ديننا، واغفر الله لنا ولوالدينا.
  • اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا اللهم عذاب النار.

عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

المراجع

  1. سورة الحشر، آية:18
  2. سورة فصلت، آية:46
  3. حسام الجبرين (24-1-2019)، "من عمل صالحا فلنفسه (خطبة)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2022. بتصرّف.
  4. "خطبة عن (مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفسِهِ وَمَن أَسَاءَ فَعَلَيهَا )"، حامد إبراهيم، 29-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 21/1/2022. بتصرّف.
  5. خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 9، جزء 12. بتصرّف.
5095 مشاهدة
للأعلى للسفل
×