خطبة عن الحج مكتوبة

كتابة:
خطبة عن الحج مكتوبة

مقدمة الخطبة

الحمد لله الذي فرض الحجَّ إلى بيته الحرام على عباده، ورتَّب على ذلك جزيل الأجر ووافر الإنعام، ومن فضله أنّ من حجَّ البيت ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه نقيَّاً من الذُّنوب والآثام والحجِّ المبرور ليس له جزاء إلَّا الجنَّة دار السَّلام، وأشهد أنَّ لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله وصفيُّه من خلقه، وصلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.[١]

الوصية بتقوى الله

وبعد يا أيُّها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله -تعالى-، فاتقوا الله حقَّ تقاته، فهي خيرُ عدَّةٍ للمسلم في الدُّنيا والآخرة، فقد قال -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).[٢][٣]

الخطبة الأولى

أيّها المؤمنون، قد منَّ الله -تعالى- على عباده بفريضةٍ تطهِّرُهم من الذُّنوب، وتُعيدهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، فاسعوا إليها وحاولوا اغتنامها قدر ما استطعتهم؛ فالله -تعالى- يدعوكم إلى بيته العتيق، يقول الله -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)،[٤] ويقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من أَتَى هذا البيتَ فلم يَرفُثْ، ولم يَفسُقْ رَجَع كما ولَدَتْه أمُّه).[٥][٦]

وفريضة الحج جزاؤها الجنَّة؛ فقد أخرج البخاري في صحيحه أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ)،[٧] وقال: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعُمرةِ؛ فإنَّهما يَنفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ كما يَنفي الكيرُ خبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ، وليسَ للحَجَّةِ المبرورةِ ثَوابٌ إلَّا الجنَّةُ).[٨][٦]

عباد الله، إنَّ كلاًّ من الحاجَّ والمعتمر وافدٌ عند ربِّه، ووعده الله -تعالى- بإجابة دعائه، وإعطائه مسألته، وغفران ذنبه؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجَّاجُ والعمَّارُ وفدُ اللهِ، إن دعوه أجابهم، وإن استغفَروه غفَر لهم)،[٩] فهذه المنحة الرَّبانيَّة خصَّ الله -تعالى- بها حجَّاج بيته والوافدين إليه، فهم وافدون على من بيده ملكوت كلِّ شيء، ومن بيده العقاب والثَّواب، ومن يعلم ما في نفوس عباده جميعًا.[٦]

وإنَّ الوافد للحجِّ قد غنِمَ النَّفع في الدِّين والدُّنيا؛ أمَّا في الدِّين فقد نال اكتمال الإيمان ورضا الرَّحمن، والنَّجاة من النِّيران، وتمام الإسلام، ومحو الخطايا والآثام، ووعدهم الله -تعالى- بأن يجزيهم الأجر الجزيل على الصُّعوبات والمشقَّات التي يجدونها في رحلتهم للبيت العتيق.[٦]

كما وعد الله -تعالى- الحاجَّ، بإعلاء درجاته، وخصَّه بمنحٍ دنيويَّةٍ؛ منها تجنيبه الفقر، وإغنائه من فضل الله، وصلاح حاله، ونيله لمطالبه وما يحبُّ، ونجاته من كلِّ ما يؤذيه، فيالها من عبادةٍ عظيمةٍ! ومنحٍ جليلةٍ! إذ إنَّ الوافد إلى بيت الحرام ينال الخير في دنياه وآخرته، فهم وافدون عند ملك الملوك، لذا تفضَّل عليهم وأعطاهم مطالبهم، وزاد عليها مغفرةً منه ورضوان.[٦]

معشر المسلمين، اعلموا أنَّ الحجَّ فريضةٌ على العباد، وقد جاءت الأدلَّة على ذلك من القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة وإجماع أهل العلم، يقول الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)،[١٠] ويقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاةَ، وتؤتي الزكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتحجَّ البيتَ).[١١][١٢]

والحجُّ أيُّها الإخوة ركنٌ من أركان الإسلام الثَّابتة التي بُنيَ عليها، وقال الفاروق عمر -رضي الله عنه-: "لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من له جدة -أي أنّه غنى- ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين".[١٢]

عباد الله، إنَّ الحجّ فرضٌ على المسلمين القادرين عليه، ومن أنكر هذه الفريضة فقد كفر، ومن لم يؤدِّها كسلًا منه وتهاوناً بها فهو يسير نحو الهلاك، فالله -تعالى- ذكر أنَّه غنيٌّ عن عباده بعدما صرَّح بوجوب هذه الفريضة، فكيف للمسلم المقتدر على فريضة الحجِّ مادِّياً وجسدياً أن يتركها وهو يعلم علم اليقين أنَّ الحجَّ فرضٌ أمر به الله -تعالى- في كتابه وصدَّقه نبيه.[١٢]

هل يخشى الفقر والله وعده بالغنى؟ أم هل يخشى على نفسه التَّعَب؟ فإنَّ الحياة الدُّنيا هي دار النَّصب، والحجُّ لا يكون إلَّا مرَّةً واحدةً، فكيف للقادر على الحجِّ أن يُؤخِّر هذه الفريضة في كلِّ عامٍ للعام الذي يليه، وهو لا يعلم إن كان يستطيع الوصول إليها في عامه المقبل أم لا.[١٢]

أيُّها الكرام، متى ما كان المسلم قادراً على الحجِّ وجب عليه؛ فالحجُّ يجب على الفور، فمتى كان الإنسان قادراً عليه بتوفر المال الكافي، وبقدرته الجسديَّة فليس له أن يُؤخِّره، لأنَّ الإنسان لا يعلم ما قد يحدث معه، فقد يذهب المال وتذهب الصِّحة وغير ذلك ممَّا يقع عائقاً لأدائه للفريضة، ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد حثَّ المسلمين على التعجُّل في أداء الفريضة.[١٣]

وحسب الإنسان أن يسمع قول الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[١٤] حتى يسعى لأداء الحجِّ، والله -تعالى- يدعو عباده في أكثر من موضعٍ في كتابه لأداء فريضة الحجِّ.[١٣]

وأمَّا من السنَّة فإنَّ ما يدلُّ على وجوب الحجِّ وفرضيَّته ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: (خَطَبَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا، فَقالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يا رَسولَ اللهِ؟ فَسَكَتَ حتَّى قالَهَا ثَلَاثًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو قُلتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَما اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قالَ: ذَرُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، فإنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ، وإذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَدَعُوهُ)،[١٥][١٣] فالله -تعالى- لا يكلِّف الإنسان إلاَّ وسعه، ولا يحمِّله ما لا يقدر عليه، فسبحان من جعل فريضة الحجِّ مرَّةً واحدةً؛ كي يستطيع النَّاس أن يؤدوها من غير مشقَّة ولا تكلُّف.[١٣]

إخوتي الأفاضل، إنَّ الحجَّ فريضةٌ على المسلم مرَّةً واحدةً، ومن زاد عليها فله الأجر، ويكون تطوُّعاً منه، ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم يحج في حياتِه إلَا مرَّةً واحدةً، وذلك في السَّنة العاشرة للهجرة، وهي حجَّة الوداع، إذ إنَّ الحج فُرِضَ على المسلمين في السَّنة السَّابعة للهجرة، وقيل في السَّنة التَّاسعة، وقد أخرج البخاري في صحيحه: (أنَّهُ حَجَّ بَعْدَما هَاجَرَ حَجَّةً واحِدَةً، لَمْ يَحُجَّ بَعْدَهَا؛ حَجَّةَ الوَدَاعِ).[١٦][١٣]

وقد جعل الله -تبارك وتعالى- الحجّ منفعة للمسلمين، قال -تعالى- في كتابه: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١٧] فللحجُّ العديد من الفوائد التي ينتفع بها المسلمون، وله آثارٌ تعود على المجتمع والفرد بالخير الكبير، ومن ذلك أيُّها الأخوة أنّه:[١٣]

  • دليلٌ على محبَّة العبد لخالقه، وأنَّ المسلم يُعظِّم خالقه في نفسه، فالذي يدفعه لتحمل عبء السَّفر وفرقة الأهل هو استجابة لنداء الله -تعالى-.
  • يعوِّد المسلم على الصَّبر وتحمُّل المشقَّة والتَّعب، ويهيئه لتحمُّل العيش الصَّعب، وترك الكسل والرَّفاهية والرَّاحة، ليكون قلبه يقظًا، وحسِّه مستيقظًا للدِّفاع عن الدِّين الإسلامي إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
  • يقوي إيمان العبد بربِّه، فهو مهذِّبٌ للنَّفس، ومكفِّرٌ للذَّنب، فالمسلم يخرج للحجِّ ولا يملأ قلبه شيء إلَّا التَّفرُّغ للطَّاعة والعبادة، وليس له هدفٌ من ذلك سوى إرضاء الله -تعالى-.
  • يظهر عدل الإسلام وعدم مفاضلته بين الخلق، وأعظم المظاهر التي تُبرز ذلك في الحجَّ الوقوف بعرفة؛ فالحجَّاج جميعهم يقفون على صعيدٍ واحدٍ، لا فرق بين عربيٍِّ وأعجميٍّ منهم، ولا فضل لأبيضٍ على أسودٍ، ولا لوزيرٍ ولا رئيسٍ على غيره، وميزان التَّفاضل عند الله -تعالى- هو التَّقوى ولا شيء غيره، فيترسَّخ بذلك لدى المسلمين معنى المساوة في الدِّين الإسلاميِّ بعدما رأوها بصورة عمليَّة تطبيقيَّة أمامهم.
  • فيه تبادلٌ للثقافات بين الشُّعوب؛ فالحجُّ يجمع المسلمين من شتَّى بقاع الأرض، فيعرفون أخبار بعضهم ويتبادلون ثقافاتِهم، ويشعرون ببعضهم؛ لأنَّهم اجتمعوا على ذات السَّبب؛ وهو أداء فريضة الحجِّ وكسب رضا الله -تعالى-.
  • يجعل المسلم شاهداً على الأرض التي ولد بها الإسلام، ويستحضر المواقف التي مرَّ بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فكما تعلمون أيُّها الأفاضل أنَّ مكَّة المكرمة هي أطهر بقاع الأرض، وهي التي شهدت بداية الدِّين الإسلاميِّ، وتضحية رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومن معه مع أصحابه الخيرين، فيستذكر المسلم عزَّة الإسلام وكرامته، ويحفِّز في نفسه ضرورة النُّهوض بالدِّين الإسلامي واستعادة أمجاده.

وللحجَّ فوائد عامَّةٌ للأمَّة؛ كتآلف المسلمين ووحدتهم، وتهميش الحدود التي تفرِّق بينهم، وجمع الأمَّة وتوحيد كلمتها، فجميعهم لهم نفس الدِّين ويؤمنون بالله وحده، ويصدِّقون نبيَّه المرسل، وجميعهم بلباس الإحرام وقد اجتمعوا لهدفٍ واحدٍ وذكرٍ واحدٍ وهو التلبية، فما أعظمه من منظرٍ! والمسلمون جميعهم يطوفون حول البيت العتيق ويلهجون بلسان واحد: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إن الحمد والنعمة لك لا شريك لك".

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عدوان إلَّا على الظَّالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أيُّها النَّاس، إنَّ الحجَّ سببٌ في تربية نفس المسلم على الانقياد لأمر الله -تعالى- والتَّسليم له، فالله -تعالى- أمر المسلم في الحجِّ أن يؤدِّي مناسك معينه كطوافٍ وسعيٍ وغيره.

وفعل الحاج لهذه المناسك هي تربية لنفسه على اتِّباع أمر الله -تعالى-، وإتيان ما يأمره به، واجتناب ما ينهى عليه، وخليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- قد دعا الله -تعالى- أن يعلِّمهما كيف يعبدانه وكيف يحجَّان، فقال -تعالى-: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).[١٨][١٩]

أيُّها المسلمون، إنَّ في الحجِّ ومناسكه عِظة وعبرة للمسلمين، ولعلَّ أكثر هذه العبر تأثيراً في النَّفس؛ اجتماع المسلمين في مكانٍ واحدٍ، وعلى صعيدٍ واحدٍ، لسببٍ واحدٍ، وكلُّهم مسلمون موحّدون لله -تعالى-، فهذه أبهى صورة لالتحام المسلمين وأخوَّتِهم واجتماعهم وتوحُّدهم.[٢٠]

وجميعهم هدفهم واحد ألا وهو طاعة الله -تعالى- وحده، وهذا أوَّل ما ينبغي على الحاجِّ أن يدركه؛ وهو تجريد حجّه من كلِّ ما يخالف الشَّريعة الإسلاميَّة، وأن ينوي حجَّه خالصًا لوجه الله -تعالى-.[٢٠]

ولتعلموا أيُّها الكرام أنَّ الله -تعالى- قد أمر عباده بأداء الحجِّ بإخلاصٍ وإيمانٍ تامٍّ، ونيَّةٍ صادقة لا يعتريها رياءٌ ولا شكٌّ، ولا يكون المسلم كأهل الجاهليَّة؛ حيث كانوا يستغلُّون مواسم الحجِّ ليستعلوا المنابر فيه، ويبدأون بالمفاخرة فيما بينهم، فهذا يفاخر بنسبه الرَّفيع، وهذا يفاخر بنفسه وبفعلِه.

لذا أنزل الله -تعالى- قوله: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)،[٢١] أي أخلصوا الحجَّ لله -تعالى- ولا تجعلوه لغيره، ولا تتفاخروا فيه بالأنساب والآباء، فالحجُّ عبادةٌ عظيمةٌ، وأجرها كبيرٌ، فلا يجوز تضييعها بأمورٍ كهذه.[٢٠]

الدعاء

  • اللهمَّ هيِّئ لنا حجَّ بيتك الكريم، وتقبَّل منَّا ومِن سائر المسلمين، وارفع عنَّا الآثامَ والذُّنوب، وتقبَّل منَّا واقبلنا يا ربَّ العالمين، إنَّك على كلِّ شيء قدير.[٢٢]
  • اللهمَّ صرِّف قلوبنا لطاعتك، وارزقنا زيارة بيتك الكريم، مُلبِّين لك تائبين زاهدين في طاعتك يا ودود يا كريم.
  • أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يجمع قلوبنا على طاعته، وأن يجعلنا وإياكم ممن يتعاونون على البرِّ والتَّقوى.
  • ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
  • وصلِّ الله وسلِِّم وبارك على رسول الله محمَّد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.[٢٣]

عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

المراجع

  1. ابن عثيمين، الضياء اللامع من الخطب الجوامع، صفحة 473. بتصرّف.
  2. سورة آل عمران، آية:102
  3. "وأذن في الناس بالحج"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  4. سورة الحج، آية:27
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5943، حديث صحيح.
  6. ^ أ ب ت ث ج عبد الرحمن السعدي، الفواكه الشهية في الخطب المنبرية والخطب المنبرية على المناسبات، صفحة 182-183. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1773 ، حديث صحيح.
  8. رواه الألباني، في مشكاة المصابيح، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2458، حديث صحيح.
  9. رواه ابن عثيمين، في مجموع فتاوى ابن عثيمن، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:240، حديث صحيح.
  10. سورة آل عمران، آية:97
  11. رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن رجل، الصفحة أو الرقم:269، حديث صحيح.
  12. ^ أ ب ت ث ابن عثيمن، الضياء اللامع من الخطب الجوامع، صفحة 473. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح "فضل الحج"، الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  14. سورة آل عمران، آية:96 97
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1337، حديث صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم:4404، حديث صحيح.
  17. سورة الحج، آية:28
  18. سورة البقرة، آية:128
  19. "الحج شوق واستعداد"، الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  20. ^ أ ب ت عبد العزيز آل الشيخ، امع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ، صفحة 36. بتصرّف.
  21. سورة البقرة، آية:200
  22. "خطبة عن فضائل الحج"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  23. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 211. بتصرّف.
5599 مشاهدة
للأعلى للسفل
×