مشي الطفل ليس بامر سهل فهو يتطلب نضج الطفل من الناحية العقلية والجسمية بما فيها حواس الطفل المختلفة..فكيف يتطور المشي وتتطور حواسه؟
إن مشي الطفل بخطوات ثابتة ومتوازنة يشكل سعادة حقيقية للأبوين فهو يعبرعن اكتمال نضج الطفل وانتقاله من مرحلة لأخرى. فالمشي فعل مركب ومعقد ويتطلب نضج الطفل من الناحية العقلية والجسمية بما فيها حواس الطفل المختلفة. وفي الحقيقة فإن تطور المشي وحواس الطفل يكون بشكل تدريجي وضمن مراحل معينة لها فترات زمنية محددة.
المشي:
يتطور المشي حسب المراحل التالية:
في عمر الثلاثة أشهر:
يرفع رأسه مع الحفاظ على هذه الوضعية لعدة لحظات.
في عمر الستة أشهر:
يمكن أن نضع الطفل بوضعية الجلوس مع المساعدة.
من عمر 6 أشهر يبدأ الطفل بالحبو (الزحف).
في عمر الثمانية أشهر:
يجلس الطفل دون مساعدة.
في عمر التسعة أشهر:
يستطيع الوقوف مع مساعدة الأبوين.
في عمر السنة الواحدة:
يستطيع الوقوف بدون مساعدة الأبوين.
أما المشي فتظهر أولى علاماته في عمر العشر أشهر مع خوف وتردد الطفل، مما يتطلب مساعدة الأبوين. وتكتمل هذه الوظيفة في عمر السنة والثلاثة أشهر وسطياً ومن الممكن أن يتأخر المشي حتى عمر السنة والنصف دون وجود أي آفة مرضية.
وكما أشرنا في البداية فإن نضوج واكتمال وظيفة المشي يترافق مع نضوج واكتمال وظائف الحواس المختلفة للطفل.
اللمس ومسك الأشياء (كالألعاب):
في عمر الثلاثة أشهر:
يمسك الطفل الألعاب أو الحاجات المنـزلية بيده وينظر إليها.
في عمر السبعة أشهر:
يستطيع أن ينقل الشيء الممسك به من يد لأخرى.
في عمر التسعة أشهر:
بإمكانه أن يمسك الأشياء بالسبابة والإبهام ولا تكتمل وظيفة السبابة والإبهام إلا عندما يصبح عمر الطفل سنة كاملة.
الرؤية:
بعد مرور ثمانية أو عشرة أيام على ولادته: يستطيع الطفل أن يثبت نظره ويتأمل اتجاه معين.
في عمر الشهرين: يبدأ الطفل بمتابعة حركة الأشياء (أمه مثلاً) ولكن بالمستوى الأفقي فقط. (أي ما يوازي مستوى نظره دون النظر للأسفل
أو الأعلى).
في عمر الثلاثة أشهر: يتابع حركة الأشياء في جميع الاتجاهات وبالتالي يبدأ الطفل باكتشاف الفراغ المحيط به.
السمع:
كما قلنا سابقاً فإن الطفل يسمع منذ الولادة ويتعرف على صوت أمه وأبيه اللذين يسمع صوتهما خلال فترة الحمل، وفي اليوم الثامن بعد الولادة يكون باستطاعتنا إجراء فحص حالة السمع للطفل. يتجه الطفل لمصدر الصوت في المرحلة بين الشهر الرابع والشهر السابع من عمره.
وأخيراً نذكر أن تطور وظيفة السمع يترافق مع تطور وظيفة الكلام.
الكلام:
الكلام يعبر عن النضج العقلي والنفسي للطفل: ويتم تطور الكلام بالتدريج أيضاً فيبدأ الطفل بإظهار بعض الأصوات غير المفهومة ثم ينطق بعض الحروف المنفصلة ثم يجمع بين حرفين أو ثلاثة حتى يستطيع أن ينطق كلمة كاملة.
ففي نهاية السنة الأولى من عمر الطفل ينطق الطفل كلمات محددة العدد، وخلال السنة الثانية من عمره يزداد عدد كلمات الطفل ويبدأ بتشكيل الجمل التي غالباً ما تكون غير مترابطة في البداية والتي تصبح جمل صحيحة ومترابطة في السنة الثالثة من عمره حيث يستطيع التعبير والاتصال بمن حوله من الأشخاص.
ويجب الإشارة إلى أن تطور وظيفة الكلام عند الطفل لا يتم إلا بالاهتمام به والتكلم معه باستمرار منذ ولادته.
ويجب أن يكون الكلام واضحاً وغير مشوه اللفظ حتى يستقيم لفظ الطفل ولا يعتاد على الكلمات غير الصحيحة التي قد يصعب إزالتها من ذاكرته في المستقبل، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة تؤخر عملية النطق الصحيح للكلمات نفسها. ومن الوسائل المساعدة على تعليم الطفل النطق الصحيح: قصص الأطفال القصيرة، ذات الكلمات البسيطة والسهلة اللفظ.
حاسة الذوق والشم:
يربط الطفل بين الأطعمة والمواد وروائحها ومذاقها بشكل تدريجي ويتطور ذلك مع نمو الطفل وتقدمه بالسن. ويتبع هذا التطور التجربة والاحتكاك بهذه المواد والأطعمة. ويوجد اختبارات معقدة لكشف تطور هاتين الحاستين ولكن يصعب تطبيقها في السنوات الأولى من عمر الطفل.
وأخيراً فإن زيارة طبيب الأطفال بشكل دوري تساهم في متابعة المراحل المختلفة لتطور مشي الطفل وكلامه وحواسه، وبالتالي تقويم نضج الطفل في جميع جوانبه الجسمية والعقلية والنفسية، والكشف عن أي تأخر في أي مرحلة من المراحل المذكورة سابقاً، والبحث عن أسبابها وإعطاء النصائح أو العلاج المناسب لها.
ويجب أن نعلم أن المدة الفاصلة بين هذه المراحل هي مدة وسطية وتقريبية، فقد تظهر بعض الاختلافات البسيطة بين طفل وأخر والتي غالباً ما تكون سليمة وغير مثيرة للقلق إلا في حال وجود تأخير طويل المدة بالمقارنة مع بقية الأطفال.
نظافة الطفل وتحكمه بوظيفتي البول والغائط:
يمكن أن نعلّم وندرب الطفل على أمور النظافة (تحكمه بالبول والغائط) إذا قمنا باختيار الوقت المناسب لهذا التدريب، بحيث يستطيع الطفل فهم وإدراك وتنفيذ ما نطلبه منه. ويمكن تحديد هذه الفترة بين عمر السنة والثلاثة أشهر والسنة والأربعة أشهر. نبدأ عادة بتعليم الطفل أمور النظافة النهارية ثم ننتقل ببعدها إلى النظافة الليلية.
النظافة النهارية:
تكتسب بشكل عام بعمر السنتين أو السنتين والنصف.
النظافة الليلية:
نبدأ بطلبها بعد أن يضبط الطفل نظافته النهارية بشكل جيد، وتكتسب النظافة الليلية في عمر الأربع سنوات أو الأربع سنوات ونصف ولكن يوجد اختلافات كبيرة بين الأطفال، وغالباً ما تعتمد هذه النظافة على النضج النفسي للطفل.
وأخيراً نذكر أن الفترات الزمنية المذكورة في هذا الفصل، التي تحدد تطور وظائفه وحواسه ونضجها بما فيها نظافته وتحكمه بالبول والغائط، هي فترات تقديرية ووسطية حيث تختلف مدتها بين طفل وآخر، وتتأثر بشكل كبير ببيئة الطفل بما فيها الأشخاص المحيطين به، خاصة والدته حيث أن لها دوراً هاماً في تحريض ودعم وتوجيه خطواته الأولى في الحياة.