محتويات
ما هي خطوات كتابة البحث العلمي؟
اشتُقّ مصطلح البحث العلمي من مفهومِه العامّ في اللغة، حيث يعرف بأنّه السعي في طلب الأمر وتقصّي حقيقته،[١] ولم يخرج مفهوم البحث العلمي عن نطاقه المعجمي في اللغة سوى أنّه اكتسب تخصيصًا بفعل نسبته إلى لفظ العلمي، ليكون هذا اللون من البحث مخصصًا للعلوم والمعارف وحسب، وكسائر المواد الاصطلاحية، فقد تعدّدت الآراء واختلفت في تحديد مفهوم اصطلاحي للبحث العلمي خصوصًا مع وجود العديد من الأنواع للبحث العلمي.
إلا أنّها على اختلافها هذا كانت تدور في فلك العملية الاستقصائية التي يقوم بها المدرَّب الخبير في مجالٍ ما في محاولة منه للوصول إلى الحقيقة من خلال نفي فرضية سابقة وإثبات غيرها أو تطوير فكرة ما وتعديل مسارها وفق براهين تثبت صحة ما توصل إليه.
لا بُدّ للباحث أن يعمد إلى ترتيب خطوات بحثه، ليسهل على نفسه إنجاز بحثه العلمي في الوقت المحدد دون الوقوع في الخطأ والحشو والتكرار، والتشعب غير المرغوب به، وتكمن هذه الخطوات فيما يأتي:
اختيار موضوع البحث
وذلك وفق معطيات تخصصه العلمي وتحصيله المعرفي، والحرص على جدة الموضوع، فلا يبحث في موضوع قد طرح سابقًا، ولتجنب الوقوع في مثل هذا الخطأ يتوجب على الدارس أن يستعين بخبير أو بمشرف علمي ذي اطلاع واسع على الدراسات السابقة.[٢]
انتقاء عنوان البحث
حيث إنّ على الباحث بعد اختيار موضوع البحث أن يحرص على تشكيل عنوان جاذب ومعبّر عن موضوع الدراسة بدقة فيقول مثلًا: قراءة في شعر نازك الملائكة "قصيدة الكوليرا أنموذجًا، حتى يتجنب التشعيب غير المرغوب.[٢]
إعداد خطة بحثية أولية
وفيها تدرج فصول البحث ومحاوره، والمنهج المتّبع في البحث العلمي، وأسئلة البحث ومشكلة الدراسة وأهدافها وأهميتها، وكذلك تدرج بعض المصادر والمراجع المقترحة للدراسة إضافة إلى الدراسات السابقة، وتنسق الخطة بحيث تسهل على الباحث تتبع خطواته المنجزة وقت الرجوع إليها.[٢]
مرحلة الكتابة
وفيها يبدأ الباحث كتابة بحثه بالتمهيد له من خلال ذكر استهلالة عامة تهيئ لبحثه العلمي، ثم يُتابع كتابة فصوله على ترتيبها، بذكر استهلالة عامة لكل فصل على حدى، ثم البدء بكتابة مباحثه.[٢] وفيما يأتي أبرز مراحل الكتابة:
كتابة قسم المنهجية (Methodology)
يعد هذا القسم من أهم الأقسام التي تُقدَم في البحث العلمي، وهو عبارة عن سجل يوضح جميع تفاصيل البحث المتعلقة بإعداده وسياساته وضوابطه، ولا يجب كتابة نتائج البحث في هذا القسم.[٣]
كتابة قسم النتائج ومناقشتها (Results and Discussion)
يُقدم هذا القسم توضيحًا للبيانات والأشكال التي سيقدمها البحث، ويكون ذلك بشرح نتائج البيانات المُقدمة، وتوضيح الرابط بينها وبين الفرضية المطروحة، وتوضيح صلتها في المجال الذي تطرحه فيها والذي يكون عبارة عن رأي الباحث الخاص، حيث يجب أن يكون وصف البيانات كمي ومحدد.[٣]
كتابة قسم الاستنتاج (Conclusion)
تكمن أهمية هذا القسم في أنّه يساعد القارئ على فهم هدف الدراسة، بحيث يكون القارئ قادر على إدراك أهمية نتائجها، لذلك يجب أن يُركز هذا القسم على توضيح رؤية الباحث، وتكرار نتائج الدراسة وأهميتها بالإضافة إلى تقديم ملخص لكل ما كُتب فيها.[٣]
كتابة المقدمة (Introduction)
تستعرض المقدمة نبذة عن المشكلة التي سيقدمها البحث، وفرضية الباحث والنتائج المتوقعة التي سيضيفها البحث للمعرفة بشكل عام ولمجال البحث بشكل خاص، كما وتُرفق المراجع الخاصة بالباحث في المقدمة.[٣]
كتابة الملخص(Abstract)
يُكتب ملخص البحث بحيث لا تقل كلماته عن 150 كلمة، ولا تزيد عن 300 كلمة، ويتضمن وصفًا لأهمية المجال الذي يُطرح فيه هذا البحث، والتحديات المتوقع أن يحلها البحث وكيف يمكنه ذلك، بالإضافة إلى ذكر نتائجه المحتملة وتأثيرها في المستقبل.[٣]
توثيق المصادر والمراجع
على الباحث أن يدرج في هامش بحثه العلمي معلومات عن المصدر كما يأتي: يذكر اسم عائلة المؤلّف، ثمّ اسمه الأول فالثاني، ثمّ يضيف سنة النشر بين قوسين، ثمّ يذكر اسم المصدر بخطّ مميّز.[٤]
ثمّ يذكر مكان دار النشر واسمها مفصولًا بينهما بنقطتين رأسيتين، ثم يذكر رقم الطبعة، ويُنهي توثيقه بذكر رقم الصفحة مفصولًا بين كلّ ذلك بفاصلة.[٤] مثلًا: أدونيس 2012، زمن الشعر، بيروت: دار الساقي، ط7، ص80. بتصرّف.
ما هي شروط البحث العلمي؟
يمتاز البحث العملي باستناده إلى قواعد وشروط تكفل له قيمته العلمية والمعرفية، وتجعله في معزل عن العيب والتغليط، كما قد تسهل على الباحث في أدائه البحثي وتضمن للمتلقي أو المتعلم حصوله على الكمّ المعرفيّ الوافي والصائب، ومن هذه الشروط:
- أن يكون موضوع البحث مستجدّ الطرح، لم يتطرّق إليه أحد من قبل، ليكون البحث ذا نفع فيما يكمل المسيرة العلمية ويطورها.
- أن يكون البحث من ضمن اختصاص الباحث ونطاقه المعرفي، فلا يمكن لمختص في العلوم الدينية أن يجري بحثًا في موضوع طبي، وإلا فإنّ النتائج لن تحقق مقدار الجهد المبذول من التوقعات المرجوة.
- أن يكون البحث مبنيًا ومنظمًا وفق خطوات تكفل له الوضوح المعرفي والتسلسل المنطقي للنتائج.
- أن يلم البحث بحيثيات القضية المدروسة بشكل وافٍ.
- أن يكون بعيدًا عن الأخطاء المعرفية واللغوية والطباعية التي من شأنها أن تفقد البحث موثوقيته ومشروعيته.
- أن يستند البحث إلى مراجع ومصادر معرفية موثقة تظهر اطلاع الباحث وأمانته العلمية.
- ألا يحتوي البحث على مراجع ومصادر تخرج عن نطاق الموضوع البحثي، أو لم يسبق للباحث أن أفاد منها في مادته البحثية.
- أن يقوم البحث على منهجية بحثية محددة منذ بدايته حتى النهاية، فلا يخلط الباحث بين المناهج البحثية التي من شأنها أن تعيق عملية الوصول إلى النتائج.
- أن يكون عنوان البحث مطابقًا للموضوع الدراسيّ المبحوث ودقيقًا في الإشارة إليه، فلا يكون عامًا متشعبًا ولا يكون خاصًا مقصرًا عن تغطية لب الموضوع.
- أن يكون البحث مشبعًا بالرغبة والفضول اللذين يتأتّيان من الباحث نفسه، فيكتسب قوة وجاذبية فكرية وأسلوبية.
ما هي أهمية البحث العلمي؟
تكمن أهمية البحث العلمي فيما يأتي:[٥]
- إثبات مدى صحة نظرية أو فرضية ما في مجال معين ضمن أصول البحث العلمي.
- تعزيز المعرفة التي تفتح الأبواب للابتكار والتطور في كافة مجالات الحياة.
- دحض الادعاءات والفرضيات الكاذبة التي تعتمد على أدلة ضعيفة وغير دقيقة.
- تطوير مجال الصحة من خلال فهم الأنظمة الحية، وبالتالي المساعدة في اكتشاف الأمراض ومعرفة طرق علاجها.
المراجع
- ↑ مجمع اللغة العربية (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، القاهرة: دار الشروق الدولية، صفحة 40. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث مركز البيان للدراسات والتخطيط (2017)، خطوات كتابة البحث العلمي في الدراسات الإنسانية (الطبعة الأولى)، العراق: دار الكتب والوثائق العراقية، صفحة 11. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج Andrea Armani (1/1/2020), " 10Simple Steps to Writing a Scientific Paper ", spie, Retrieved 13/12/2021. Edited.
- ^ أ ب كلية الدراسات العليا والبحث العلمي (2010)، دليل كتابة الرسائل الجاكعية في جامعة الشارقة (الطبعة الثالثة)، الشارقة : جامعة الشارقة ، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ June Kane (15/9/2017), "The Importance of Scientific Research", ourpastimes, Retrieved 15/12/2021. Edited.