محتويات
خطورة انعدام الأخلاق في المجتمع
معنى الأخلاق
الأخلاق: هي صفات مستقرَّةٌ في النفوس محمودة أو مذمومة لها تأثير في السلوك سلباً أو إيجاباً، وهي فطرية أو مكتسبة.[١] والحقيقة أنَّ الأخلاق الإنسانية مجموعة من الأضداد المتناسبة عكساً، فالصدق ضده الكذب ولا ينمو أحدهما في نفس إلا على حساب اضمحلال الآخر، وكذلك كل الأخلاق، والمقصود بالمقال مناقشة انعدام الأخلاق الحسنة المحمودة بسبب نماء الأخلاق الفاسدة المذمومة.
الأفراد في المجتمع كالأعضاء في الجسد
وهذا ظاهر لا يحتاج إلى برهان، والمقصود التنبيه على فكرة أن الضرر الذي يصيب الأفراد يؤثر في المجتمع كله، فإذا اعتلَّ منه أفراد فإنَّ ذلك سيضعفه ويجعله في حالة مَرضية تشغله بإصلاحه وتطبيبه كانشغال المريض بتطبيب علَّته المرضية.[٢]
والمجتمع الذي يعيش هذه الحالة لا تقوم له قائمة إلا إذا غلب مرضه وتعافى منه وذلك لا يمكن أن يتحقق إن لم يكن أفراده ساعين بحسن أخلاقهم إلى التعافي ثم الرقي.[٢]
الفساد الخُلقي متعدّي الضرر لا محالة
بما أنَّ الأخلاق صفات مؤثرة في السلوك وهي وثيقة الصلة بالعلاقات بين الناس فإنَّ انعدامها مُتعدي الضرر غير مقتصر على صاحبه فقط، ولو افترضنا جدلاً أنَّ أثر سوء الخُلق مقتصر على صاحبه فإنَّ تعدّيَه إلى الآخرين بالتأثر بالتأسي، فمن رأى أباه أو أمه أو معلمه على خلق فاسد فإنه سيقتدي به ويتبعه وسيظل الأمر في تسلسل متتابع حتى تسود تلك الأخلاق الفاسدة في الناس.
أمثلة أخلاقية مع بيان أثر فقدها على المجتمعات
هذه ثلاثة أمثلة تُبين حجم الفساد الحاصل في المجتمع في حال فقد الأخلاق، وليس الأمر مقتصراً على هذه الأمثلة فقط، بل كل خلق حسن إذا انعدم في مجتمع كان له مثل ما لانعدام هذه الأخلاق من التأثير:
- الصدق
إذا فقد مجتمع ما الصدق بين أفراده فإنَّ ذلك سيكون سبباً ظاهراً فاعلاً في انتشار الكذب، وإذا كان الحال كذلك فإنَّ الصلة بين الناس ستكون منهارة مبنية عل فقد الثقة في كل شيء، فلن تستطيع أخذ تَصَوُّر صحيح عن إنسان أو منتج أو صفة واقعٍ أو غير ذلك، ولك أن تتصور كيف ستكون حياة الناس متفككة في أمة أفرادها لا يصدقون.
- الأمانة
لنعلم أثر فقدان الأمانة في مجتمع، يكفينا أن نتصور مجتمعاً قائماً على الخيانة؛ خيانة بين المرء ونفسه، خيانة بين الزوجين، خيانة بين العامل وصاحب العمل، خيانة في التشريع والقضاء والتنفيذ، خيانة في الصناعات على اختلاف تنوعها، خيانة في التربية والتعليم، خيانة في إسداء الأمور والوظائف، في سلسلة لو تمكنت في مجتمع جعلته هالكاً في كل علاقاته.
- العدل
بعد عِلمنا أنَّ الخلق الحسن إذا فُقِدَ فقد نما الخلق القبيح المناقض له، والعدل قيمة عظمى بها تُحفظ كرامة الناس وتُصان حقوقهم وينتصر للضعيف وتُحفظ الأموال والأعراض والأنفس من الإتلاف أو الاعتداء عليها.[٣]
فالمجتمع الذي لا يسود بين أفراده العدل فهو محكوم بالظلم الذي بفشوِّه وانتشاره تضيع الحقوق وتهدر الكرامة وتتحول المجتمعات الإنسانية إلى شريعة غاب الكلمة والقرار النافذ فيها للقوي ولو أتخم بالباطل والعدوان.[٣]
المراجع
- ↑ عبدالرحمن حبنكة، الأخلاق الإسلامية وأسسها، صفحة 10. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد أمين، الأخلاق، صفحة 47 -49. بتصرّف.
- ^ أ ب مجيد خدوري، مفهوم العدل في الإسلام، صفحة 149. بتصرّف.