خنة الصوت ما أسبابها؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

كتابة:
خنة الصوت ما أسبابها؟ وكيف يمكن التخلص منها؟

ما هي خنة الصوت؟

عندما نبدأ بالكلام، يندفع الهواء من الرئتين ليعبُر خلال الحنجرة، ومنها إلى الفم والأنف للحصول على ما يُعرف بنوعيَّة الصوت، أو الذي يُطلق عليه أيضًا تردُّدات الرنين،[١] إذْ يُعبِّر رنين الصوت عن الطريقة التي يهتز فيها الصوت خلال التراكيب في الفم، والأنف، والحلق، خلال الكلام، وهو أحد خصائص صوت الإنسان.[٢]


أمَّا خنة الصوت أو اضطراب الرنين فهو أحد اضطرابات الكلام التي تحدث بسبب وجود شيء أو عائق يؤدي إلى تغيير طريقة اندفاع الهواء خلال الفم أثناء الكلام.[٢]


ما أسباب خنة الصوت؟

قبل توضيح أسباب خنة الصوت، سنتحدث عن الصمام الشراعي البلعومي (The velopharyngeal valve)؛ وهو الصمام الذي يفصل التجويف الفموي عن التجويف الأنفي، ويبقى مفتوحًا أثناء التنفس، وعند البدء بالحديث يُساهم غشاء الحنك_الجزء الخلفي من سقف الفم في إغلاق الصمَّام الشراعي البلعومي لتوجيه الهواء إلى الفم، أمَّا في حالة اضطراب وظيفة الصمام الشراعي البلعومي، أو عدم قدرة الحنك الرخو على إغلاق الصمام بصورة كاملة، أو قِصر الحنك الرخو مقارنةً بوضعه الطبيعي، أو عدم تعلم الطفل كيفيَّة التحكم بحركة الهواء خلال الفم والحلق، تظهر خنة الصوت حينها بسبب اندفاع الكثير من الصوت خلال الأنف أثناء الكلام.[٢]


وفي الحقيقة، توجد مجموعه من الأسباب التي قد تكمن وراء حدوث اضطراب الصمام الشراعي البلعومي وظهور خنة الصوت، منها ما يأتي:[٣]-

  • الحنك المشقوق (Cleft palate): هو أحد الاضطرابات التي تظهر منذ الولادة، وذلك عندما يحدث خلل أثناء تطوُّر فم الطفل وهو في رحم أمه خلال الحمل، وعلى الرغم من احتماليَّة خضوع الأطفال الذين يعانون هذه المُشكلة لجراحة تساهم في إصلاح المشكلة، فإنَّ المُعاناه من مشكلة الصمام الشراعي البلعومي تستمر مع عدد كبير منهم بعد الجراحة.
  • متلازمة دي جورج (DiGeorge syndrome): تحدث متلازمة دي جورج بسبب وجود خلل في الكروموسومات التي تؤثر على تطور العديد من أجهزة الجسم، وربما رافقها مشكلة الحنك المشقوق، وغيرها من المشكلات.
  • جراحة اللحمية: تحدث خنة الصوت مؤقتًا بعد استئصال اللحمية، ويُعزى ذلك إلى تكوُّن حيزًا فارغًا في مؤخرة الحلق بعد إجراء هذه الجراحة، والذي يُمكِّن الهواء من المرور خلال الحيز ليخرج عبر الأنف.
  • سوء التّحكم بإصدار الأصوات: لا يتمكَّن بعض الأطفال من تعلم كيفيَّة إصدار أصوات الكلام بالصورة الصحيحة.
  • قِصر الحنك أو سقف الحلق: وفي هذه الحالة يتسرَّب الهواء بسبب وجود فراغ كبير جدًّا بين الحنك والحلق.
  • إصابات الدماغ أو الأمراض العصبية: بعض المشكلات الصحية كالشلل الدماغي، أو إصابات الدماغ الرضيَّة، قد تكون سببًا في إعاقة حركة الحنك الرخو، وحدوث خنة الصوت.


أمَّا في حالة وجود شيء يسدّ التجاويف الأنفيَّة، ويمنع تدفق الهواء بشكله الاعتيادي خلال الفم والأنف، فإنَّ خنة الصوت تظهر بسبب اندفاع القليل جدًّا من الصوت عبر الأنف،[٢] وتحدث هذه المشكلة بصورة مؤقَّتة في حالة الإصابة بالحساسية، أو الزكام، أو عدوى الجيوب الأنفيَّة، وربما تحدث في حالة وجود مشكلة في التراكيب، كنموّ السلائل الأنفيَّة، وتضخم لحميَّة الأنف، وانحراف حاجز الأنف.[٣]


ما الأعراض المرافقة لظهور خنة الصوت؟

تظهر خنة الصوت المُصاحبة لزيادة دخول الهواء إلى الأنف كما لو أنَّك تتحدث من أنفك، وربما تكون مصحوبة بعدد من الأعراض الأخرى، منها:[٣]

  • دخول الهواء إلى الأنف أثناء النطق ببعض الأصوات مثل  s، ch، sh.
  • مشكلة في نطق الحروف الساكنة التي تتطلب وجود ضغط هواء عالي، مثل t، p، k.


أمَّا خنة الصوت المصاحبة لقلة دخول الهواء للأنف، فإنَّها تظهر كما لو بدأت التحدُّث أثناء إغلاقك الأنف، وقد يصاحب هذه المشكلة بعض الأعراض الأخرى، من أبرزها:[٣]

  • صعوبة التنفس خلال الأنف.
  • السعال.
  • التهاب الحلق.
  • فقدان حاسة التذوق والشمّ.
  • نزول إفرازات من الأنف.
  • سيلان الأنف أو انسداد الأنف.
  • الشعور بألم حول العينين، والوجنتين، والجبين.
  • رائحة الفم الكريهه.
  • الشخير.
  • الصداع.



كيف يمكن التخلص من خنة الصوت؟

يهدف علاج خنة الصوت إلى تحسين رنين الصوت والنطق بصورة كافية تسمح بالتواصل الشفوي، ويُؤخَذ بعين الاعتبار الأسباب التي أدَّت إلى حدوث هذه المشكلة، وحالة الشخص الصحيَّة، والقدرات الحسيَّة والجسدية لديه، والحالة العقلية، إضافةً إلى الخلفية الثقافية واللغوية وغير ذلك الكثير،[٤] وفي الآتي توضيح لعدد من طرق علاج خنة الصوت:


العلاج الجراحي

يُعتبر العلاج الجراحي من أكثر العلاجات المُستخدمة شيوعًا لحالات خنة الصوت الناجمة عن حدوث خلل في الصمام الشراعي البلعومي، ومن أنواع الجراحات التي تنندرج ضمن هذا الجزء، جراحة رفرف البلعوم (Pharyngeal flap)، وجراحة تضخيم جدار البلعوم (Pharyngeal wall augmentation، وغيرها من أنواع الجراحات.[٤]


بينما تُستخدَم أنواع أخرى من الجراحات لتصحيح الانسداد وعلاج خنة الصوت الناجمة عن نقص تدفق لهواء عبر الأنف، ومن هذه الجراحات:[٤]

الحاجز الأنفي]. 
  • إزالة السلائل الأنفية.
  • العلاج الجراحي لإزالة النسيج أو العظم في الممرات الأنفية، لعلاج رتق قمع الأنف (Choanal atresia).
استئصال اللوزتين (Tonsillectomy). 
  • الجراحة الترميمية (Surgical reconstruction).



الأجزاء الصناعية

في الحالات التي لا يتمكَّن فيها العلاج الجراحي من تقويم الخلل، أو الحالات التي لا يتقبل فيها الفرد فكرة الخضوع للجراحة، تُستخدَم الأجزاء الصناعيَّة للسيطرة على المشكلة، ومن الأمثلة على ذلك؛ استخدام السدَّادة الأنفية (Nasal obturator) في علاج الأشخاص الذين يعانون من خلل في الصمام الشراعي البلعومي، أو عدم القدرة على تخفيف تدفق الهواء أثناء الكلام، مع عدم إمكانيَّة استخدام الرفع الحنكي (Palatal lift).[٤]



العلاج الدوائي

يلجأ الطبيب لوصف الأدوية في الحالات التي تكون فيها خنَّة الصوت ناجمة عن الإصابة بحساسية أو تهيُّج معيَّن يُسفر عنه تورم والتهاب في التجاويف الأنفيَّة، يُساهم في تقليل تدفق الهواء إلى الأنف، ومن الأدوية التي قد يصِفها الطبيب في هذه الحالة الستيرويدات، ومضادات الهستامين سواءًا كانت على شكل علاجات فموية أو بخاخات أنفيَّة.[٤]



علاج النطق السلوكي

يوصَى بهذا النوع من العلاجات في حال كانت خنَّة الصوت ناجمة عن مشكلة في النطق، وليست لأسباب متعلقة بالتراكيب كما يظهر خلال التقييم الطبي، [٤] فيمكن اعتماد علاج النطق السلوكي بحدِّ ذاته لعلاج المٌشكلة، وأحيانًا يمكن اللجوء إليه قبل أو بعد الجراحة، وفيه يبدأ المعالج بتقييم حالة النطق عند الفرد للبحث عن أفضل الطرق العلاجيَّة الملائمة، ويتضمَّن العلاج تعليم الفرد تغيير حركة الشفاه والفكين للتمكُّن من إصدار الأصوات بالشكل الصحيح، كما يتعلم الفرد كيفيَّة اكتساب سيطرة أكثر على الصمام الشراعي البلعومي.[٣]


المراجع

  1. "Nasal Speech: What Parents Need to Know", nationwidechildrens, 2016-08-21, Retrieved 2020-09-03. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "A to Z: Resonance Disorder", kidshealth, Retrieved 2020-09-03. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Stephanie Watson , "What It Means to Have a Nasally Voice", healthline, Retrieved 2020-09-03. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Resonance Disorders", asha, Retrieved 2020-09-03. Edited.
10922 مشاهدة
للأعلى للسفل
×