دعاء الصفا والمروة في العمرة

كتابة:
دعاء الصفا والمروة في العمرة

أصل السعي بين الصفا والمروة

إن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج، فالصفا والمروة جبلين بمكة المكرمة، وسمّي الصفا بهذا الاسم لأن حجارته من الصفا وهي حجارة ملساء صلبة، أما المروة فسبب تسميته أنه من المرو وهي حجارة بيضاء لينة، وللصفا والمروة قيمة كبيرة في نفوس المسلمين لعدة أسباب منها وجود بعض الآثار التي تخبر بأن سيدنا آدم -عليه السلام- قد وقف على جبل الصفا ووقفت زوجته على جبل المروة، وكذلك فإن أصل السعي بين الصفا والمروة من الأحداث التاريخية والمشاعر المقدسة المؤثرة في النفوس، حيث سعت السيدة هاجر بين الصفا والمروة ولم تكن إلا هي وابنها النبي إسماعيل -عليه السلام- فتفجرت عند قدميه نبع زمزم، وسيتم الحديث في هذا المقال عن دعاء الصفا والمروة في العمرة.[١]

دعاء الصفا والمروة في العمرة

عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- في صفة سعي الرسول بين الصفا والمروة، قال: "ثمَّ خرجَ منَ البابِ إلى الصَّفا حتَّى إذا دنا منَ الصَّفا قرأَ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، نبدأُ بما بدأ اللَّهُ بِه، فبدأ بالصَّفا فرَقِيَ علَيهِ حتَّى رأى البيتَ فَكبَّرَ اللَّهَ وَهلَّلَهُ وحمِدَهُ وقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه لَه المُلكُ ولَهُ الحمدُ يُحيي ويميتُ وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه أنجَزَ وعدَهُ ونصرَ عبدَهُ وَهزمَ الأحزابَ وحدَه، ثمَّ دعا بينَ ذلِكَ وقالَ مثلَ هذا ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ نزلَ إلى المرْوةِ فمشَى حتَّى إذا انصبَّت قدماهُ رمَلَ في بطنِ الوادي حتَّى إذا صعِدَتا - يعني قدَماهُ - مشَى حتَّى أتَى المرْوةَ ففَعلَ علَى المرْوةِ كما فعلَ علَى الصَّفا"،[٢] الدعاء الوارد في الحديث الشريف هو دعاء الصفا والمروة في العمرة المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذه هي صفة السعي الصحيحة التي يجب الالتزام بها لمن أراد الحج أو العمرة، ومن دعاء الصفا والمروة في العمرة دعاء المعتمر بخيري الدنيا والآخرة إذ أن الدعاء في تلك الأماكن المقدسة مظنة استجابة وقبول -بإذن الله-، فالمسلم الكيّس الفطن يتحرى أماكن إجابة الدعاء وأوقاتها.[٣]

أذكار السعي بين الصفا والمروة

بالإضافة إلى دعاء الصفا والمروة في العمرة فإن للسعي بين الصفا والمروة أذكار مأثورة وردت عن السلف الصالح، ومنها الدعاء الوارد عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، وهو: "لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلا اللهُ ولا نعبدُ إلا إيَّاه مخلِصينَ له الدينَ ولو كرِه الكافرونَ، ثم يدعو يقولُ: اللهم اعصِمْني بدينِكَ وطواعيتِكَ وطواعيةِ رسولِكَ، اللهم جنِّبْني حدودَكَ، اللهم اجعَلْني ممن يحبُّكَ ويحبُّ ملائكتَكَ ويحبُّ رسلَكَ، ويحبُّ عبادَكَ الصالحينَ، اللهم حبِّبْني إليكَ وإلى ملائكتِكَ، وإلى عبادِكَ الصالحينَ، اللهم يسِّرْني لليُسرى، وجنِّبْني العُسرى، واغفِرْ لي في الآخرةِ والأولى، واجعَلْني مِن أئمةِ المتقينَ، واجعَلْني مِن ورثةِ جنةِ النعيمِ، واغفِرْ لي خطيئتي يومَ الدينِ، اللهم إنَّكَ قلت ادعُوني أستجِبْ لكم وإنكَ لا تُخلِفُ الميعادَ، اللهم إذ هدَيتَني للإسلامِ فلا تَنزِعْه مني، ولا تَنزِعْني منه حتى توفَّاني وأنا على الإسلامِ، اللهم لا تُقَدِّمْني لعذابٍ، ولا تؤخِّرْني لسيئِ الفتنِ"،[٤] إن هذا الدعاء من الكلم الطيب وجوامع الدعاء لاشتماله على طلب خيري الدنيا والآخرة وسؤال العصمة من الفتن والثبات على الدين، وهذا أعظم ما يرجوه المسلم ويتمناه ومن هنا يترجح ضرورة الحرص على هذه الأدعية المأثورة والدعاء بها في مواطنها، كما أن لاستشعار هيبة المكان وقدسيته أثر عظيم في نفس الحاج والمعتمر يرقى به إلى درجة عالية من الروحانية والإخلاص.[٥]

المراجع

  1. "الصفا والمروة.. سبب تسميتهما.. ومكانتهما"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2512، صحيح.
  3. "فصل‏:‏ في أذكار السعي"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
  4. رواه ابن تيمية، في شرح العمدة "المناسك"، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2/457، إسناده صحيح.
  5. "الأذكار الواردة في الحج وشيء من فقهها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-07-2019. بتصرّف.
7506 مشاهدة
للأعلى للسفل
×