دعاء المنزل الجديد

كتابة:
دعاء المنزل الجديد

الدعاء

الدعاء لغةً: هو مصدرٌ للفعل دعا يدعو، واسم الفاعل داعٍ، ودعوتُ الله أي ابتهلتُ إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير، وهو بمعنى النداء، ويقال: دعا الرجلَ دُعاء أي: ناداه، ودعوتُ فلانًا صِحْت به واستدعيته، ودعوتُ زيدًا ناديتُهُ وطلبتُ إقبالَهُ، ودعا المؤذِّنُ النَّاسَ إلى الصلاةِ، فهو داعي الله، والجَمع: دعاة وداعون، ودعا زيدًا: استعانه، ودعا إلى الأمر: جثَّ عليه، وفي الاصطلاح: الكلام الإنشائي الدال على الطلب مع الخضوع، وهو طلب الأدنى من الأعلى، كطلب العبد من ربِّهِ، وهو عبادة تُقرِّبُ العبد من ربَّهِ، وسيتحدث هذا المقال عن دعاء المنزل الجديد في الإسلام.

دعاء المنزل الجديد

إنَّ الدعاء -كما وردَ سابقًا- عبادة تقرّب العبد من ربِّهِ، وقد وردتْ في الإسلام أدعية مخصصة تُقال في مواضع محددة، ومن هذه الأدعية دعاء المنزل الجديد وهو كما وردَ في صحيح السنة النبوية عن النبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- فيما وردَ عن خولة بنت حكيم -رضي الله عنهما- قالتْ: سمعتُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: "منْ نزلَ منزلاً ثمَّ قالَ: أعوذُ بكلماتِ الله التَّامات من شرِّ ما خلقَ، لم يضرهُ شيءٌ حتَّى يرتحلَ من منزلِهِ ذلكَ"، [١]، وهذا يشملُ من نزل منزلاً وأقام به بشكل مؤقت، ويشمل من أقام في منزل ما بشكل دائم، سواء أكان هذا المنزل ملكًا أو لا. [٢].

وقد وردَ عن ابن القيم -رحمه الله- أنّه قال: "قال الله -سبحانه وتعالى- في قصَّةِ الرجلين: "ولولَا إذْ دخلتَ جنَّتكَ قلْتَ مَا شاء اللَّه لَا قوَّةَ إلَّا باللَّه إن ترَنِ أَنا أقلَّ منكَ مالاً وولداً"، [٣]، فينبغي لمن دخل بستانه أو داره أو رأى في ماله وأهله ما يعجبه، أن يبادر إلى هذه الكلمة، فإنه لا يرى فيه سوءًا"، ووردَ أيضًا عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه سمعَ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول : "إذَا دخلَ الرَّجلُ بيتهٌ فذكرَ الله عندَ دخولهِ وعندَ طعامِهِ، قال الشََّيطَانُ: لَا مبيتَ لَكُم وَلَا عشاءَ، وإذَا دخلَ فلم يذكُرِ الله عندَ دخولِهِ، قالَ الشَّيطانُ: أَدركتمُ المَبيتَ، وإذا لم يذكُرِ الله عندَ طعامِهِ قالَ: أَدركتمُ المبِيتَ والعشاءَ"، [٤]، وهذا فيما يتعلّق بدخول كلِّ منزل وليس المنزل الجديد فقط، والله أعلم. [٥].

فضل الدعاء في الإسلام

إنَّ الدعاء من أعظم العبادات في الدين الإسلامي الحنيف، فمن دعا الله تعالى فقد تقرّب منه زلفى، ومما وردَ عن فضل الدعاء في الإسلام أنّ دعاء المسلم يردّ القضاء ويغالب البلاء بإذنِ الله تعالى، فقد وردَ عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: "لا يُغنِي حذرٌ منْ قدرٍ، والدُّعاءُ ينفعُ ممَّا نزلَ وممَّا لم ينزِلْ، وإنَّ البلاءَ لينزِلُ، فيتلقَّاهُ الدُّعاءُ، فيعتلجانِ إلى يَوْمِ القيَامةِ"، [٦]، ويعتلجان أي يصطرعان أو يتدافعان، ويقول ابن القيم -رحمه الله-: "للبلاءِ معَ الدعاء ثلاث مقامات: إمَّا أن يكونَ الدعاءُ أقوى من البلاء، فعندئذٍ يدفع الدعاءُ البلاءَ، وإمَّا أنْ يكون الدعاءُ أضعفَ من البلاء، فيقوى البلاءُ على الدعاءِ، فَيُصابُ به العبد، والمقام الثالث: أن يتقاوم الدعاءُ والبلاءُ، فيمنع كلٌّ منهما صاحبَه". [٧].

المراجع

  1. الراوي: خولة بنت حكيم، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2708، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  2. الدعاء المسنون لمن سكن منزلاً جديداً, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرّف
  3. {الكهف: الآية 39}
  4. الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2018، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  5. الأذكار الشرعية, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرّف
  6. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: ابن عدي، المصدر: الكامل في الضعفاء، الصفحة أو الرقم: 4/170، خلاصة حكم المحدث: فيه زكريا بن منظور ضعيف يكتب حديثه
  7. فضل الدعاء, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرّف
4453 مشاهدة
للأعلى للسفل
×