دعاء جمع الشمل وتأليف القلوب

كتابة:
دعاء جمع الشمل وتأليف القلوب


الدعاء المأثور لجمع الشمل وتأليف القلوب

هل ورد حديث ثابت يؤكّد مسألة دعاء لم الشمل؟

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنّه- قال: "كان يُعلِّمُنا كلِماتٍ، ولم يكُنْ يُعلِّمُناهنَّ كما يُعلِّمُنا التشهُّدَ: اللَّهمَّ ألِّفْ بينَ قلوبِنا، وأَصلِحْ ذاتَ بينِنا، واهدِنا سُبُلَ السلامِ، ونَجِّنا مِن الظُّلماتِ إلى النورِ، وجنِّبْنا الفواحشَ ما ظهَرَ منها وما بطَنَ، وبارِكْ لنا في أسماعِنا، وأبصارِنا، وقلوبِنا، وأزواجِنا، وذرِّيَّاتِنا، وتُبْ علينا، إنَّك أنت التوَّابُ الرَّحيمُ، واجعَلْنا شاكِرينَ لنعمتِك، مُثْنينَ بها قابِليها، وأَتِمَّها علينا".[١][٢]


أدعية متنوعة لجمع الشمل وتأليف القلوب

ماذا يمكن أن يقول العبد إذا أراد أن يدعو بنفسه؟

هناك عدّة أدعية لتصفية القلوب، وتأليف القلوب بين الإخوة، وللصلح بين المتخاصمين، ومنها ما يأتي:

  • اللهم ألِّف بين قلوبنا كما ألّفتَ بين المهاجرين والأنصار، وألّف اللهمّ بيننا وبين عبادك الصالحين.
  • اللهم ارزقنا الإنصاف في القول والفعل، وجنّبنا أن نؤذي فيك أحدًا.
  • اللهم اجعل شرعك وسنّة نبيّك الحاكم لأخلاقنا، واجمع شملنا تحت لواء لا إله إلّا الله محمّد رسول الله.
  • اللهم نقِّ ألسنتنا من أمراض الغيبة والنميمة تلك التي تعكر صفو محبتنا.
  • اللهم نسألك عونًا على إصلاح نفوسنا وقلوبنا، وامنحنا يا ربّ الشجاعة في رد المظالم إلى أهلها.
  • اللهم احفظنا بحفظك واحفظ لنا أحبتنا ولا تُرِنا فيهم بأسًا ولا ضُرًّا يا رب العالمين.
  • اللهم أغِث أحبتنا بغيثٍ من السعادة يَسقي فؤادهم فيُزهر بالمحبة.
  • اللهم سخر لي ولأحبتي من حظوظ الدنيا أجملها، واصرف عنّا كل ما هو شر.
  • اللهم يا جواد جُد علينا بلم شلمنا فإنّ قلوبنا من البعد اكتَوَت.
  • اللهم طهّر لنا قلوبنا واحفظ أحبتنا واكفِنا اللهمّ شرّ ما يخفيه عنّا الغيب.
  • اللهم يا واصل المنقطعين أوصلنا إليك ولمن أحبنا فيك.
  • اللهم قلبًا صادقًا محبًا منصفًا لا يظلم ولا يُظلم.
  • اللهم زدني قربًا وحبًا ممن أحبني فيك.
  • اللهم ردَّ إلينا غائبنا واجمع شملنا برضاك وعفوك.
  • اللهم أدِم بالوفاق والحبّ وصلنا بين الأحبة.
  • اللهم احفظنا بحفظك العظيم، واجعلنا في ودائعك، اللهم احفظ علينا أنفسنا واحفظ لنا أهلنا ومن نحب يا رب العالمين.
  • اللهم اجعلنا إخوةً متحابين فيك ولا تفرّقنا.
  • اللهم يا جامع الناس اجمع شمل أسرتنا.
  • اللهم أنت وحدك المطّلع على قلوب عبادك فاجعلها دائمة التواصل بأحبتها.
  • اللهم يا جابر القلوب ويا مُجير كلّ مكروب اجبر قلوبنا برباط الأُخوّة وأجِرنا من الافتراق، اللهمّ إنّا نعوذ بك من الخذلان وفراق الأهل والخلّان والخراب في الأوطان.
  • اللهم إنّا نعوذ بك من الفرقة بين الأصحاب، ومن أن يتسلّط على عبادك الصالحين شياطين الإنس والجنّ فيفرّقوا بينهم.


نصائح لمن أراد لمّ شمل المتخاصمين وتأليف قلوبهم

إنَّ جمع شمل المتخاصمين وتأليف قلوبهم هو ممّا أمر به الدّين الإسلامي وحثّ عليه وجعل فيه الأجر الكبير، وفيما يأتي نصائح لمن أراد لمّ شمل المتخاصمين وتأليف قلوبهم:

  • استشعار أنّها عبادة عظيمة واحتساب الأجر فيها لله.
  • كون من يُريد الإصلاح ذا خُلق ودين؛ وذلك ليعرف كيف من الممكن أنْ يجمع شمل المتخاصمين.
  • اختيار الوقت المناسب لجمع الشمل.
  • معرفة أصل الخصومة وأسبابها.
  • استخدام من يريد الإصلاح بين المتخاصمين عبارات مليئة بالأدب واللباقة والحياد والإقناع، وله أن يكذب من أجل الإصلاح بينهم.
  • استخدام أسلوب الوعظ والنصيحة بتذكير المتخاصمين بعواقب الاستمرار بالخصومة وفضل العفو والتجاوز، بدليل قوله تعالى في سورة الشورى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ}، إلى أنْ يصل بهم إلى حلِِ باتفاق الطرفين يَحفظ به حبائل الودِّ ويقطع العداوة.


ملخّص: مَن أراد الإصلاح بين المتخاصمين وتأليف قلوبهم؛ حريٌّ أن ينوي ذلك في سبيل الله، ويستشعر عظمة هذه العبادة، ويحرص على معرفة أسباب الخصومة وحلولها، ليكون معولاً للبناء لا الهدم، ويختار الوقت والأسلوب المناسب.


فضل من يصلح بين المتخاصمين ويؤلّف قلوبهم

ماذا أعدّ الله تعالى لمن يصلح بين المتخاصمِين؟

شُرع الإصلاح بين المتخاصمين في كتاب الله وسنة نبيه، إذ يقول تعالى في سورة النساء: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "كلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ النَّاسِ صَدَقَةٌ".


فالإصلاح أمر مستحب وقربة عظيمة إلى الله -عزّ وجلّ- ينال بها المصلح الفضل والأجر العظيم، والصلح مشروع بين المتخاصمين سواء كان بين الأقارب أم الأزواج أو الجيران ونحو ذلك، فالصلح خير والخير يعود على المصلح الذي يوفقه الله ويسدد خطاه وهو يسعى في هذا الإصلاح، فيكون سببًا في إزالة البغضاء والعداوة والحقد؛ لتصبح عندها المجالس مجالس خيرٍ وودٍّ وجمعٍ للقلوب بكلّ محبّة وسلام.


ملخّص: الإصلاح بين المتخاصمين وتأليف قلوبهم مستحبّ؛ فقد ورد الحثّ عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية، وله أثرٌ عظيم على المجتمع والناس.


آيات توجيه المسلمين للإصلاح بين المتخاصمين

ما أبرز الآيات الدالّة على الإصلاح والألفة؟

هناك عدة آيات تحثّ على التسامح والعفو وتُوضّح مكانة وأهمية الإصلاح بين الناس، أهمها:

  • قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.[٣][٤]
  • قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.[٥][٦]
  • قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.[٧][٦]
  • قال تعالى: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.[٨][٦]
  • قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}.[٩][٤]
  • قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ}.[١٠][٦]
  • قال تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[١١][١٢]
  • قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}.[١٣][١٤]


أخي في الله: اعلم أنّ الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة، ويا لهناء من سخّره الله سبحانه لذلك! فقد نال الأجر العظيم، وفاز بمحبّة الله ومحبّة الناس، وتعدّى نفعه لغيره، فكن -بارك الله فيك- أهلاً لذلك واحتسب الأجر عند الله تعالى.

المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:969، صحيح موقوفا.
  2. الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 118.
  3. سورة آل عمران، آية:103
  4. ^ أ ب الخطابي، كتاب العزلة للخطابي، صفحة 5.
  5. سورة الأنفال، آية:1
  6. ^ أ ب ت ث عبدالله الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 2.
  7. سورة الحجرات، آية:10
  8. سورة النساء، آية:114
  9. سورة آل عمران، آية:105
  10. سورة الحجرات، آية:9
  11. سورة البقرة، آية:182
  12. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 367.
  13. سورة النساء، آية:128
  14. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 648.
4072 مشاهدة
للأعلى للسفل
×