الحرم المكي
تطلق كلمة الحرم ويُراد به المسجد الحرام الذي هو أول وأعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة وتتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين، والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}،[١] والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تُشد لها الرحال، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ومَسْجِدِ الأقْصَى"،[٢] كما أن للصلاة والدعاء في المسجد الحرام فضيلة عظيمة، ومن الأدعية الواردة بهذا الشأن دعاء دخول الحرم المكي.[٣]
دعاء دخول الحرم المكي
إن الحرم المكي هو رقعة تم تحديديها على وجه الدقة وقد ذكرت جهاتها بالتفصيل وعُرف ما هو داخل ضمنها وما هو خارجها، وللحرم المكي أحكام شرعية خاصة به يجب مراعاتها،[٤] وقد وردت أحاديث بهذه الأحكام ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة: "إنَّ هذا البلَدَ حرامٌ حرَّمَهُ اللهُ يومَ خلق السمواتِ والأرضِ فهو حرامٌ حرَّمَهُ اللهُ إلى يومِ القيامةِ ما أُحِلُّ لأحدٍ فيهِ القتلُ غيري ولا يَحِلُّ لأحدٍ بعدي فيهِ حتى تقومَ الساعةُ وما أُحِلَّ لي فيهِ إلا ساعةً من النهارِ فهو حرامٌ حرَّمَهُ اللهُ -عزَّ وجلَّ- إلى أن تقومَ الساعةُ ولا يُعْضَدُ شوكُهُ ولا يُختلى خلاهُ ولا يُنَفَّرُ صيدُهُ ولا تُلتقطُ لقطتُهُ إلا لمُعَرِّفٍ"،[٥][٦]
ومثلما أن للحرم أحكام خاصة فإن له دعاء خاص ويُسمى دعاء دخول الحرم المكي ويُقصد بالحرم المسجد الحرام فمن الأدعية الواردة عند دخوله عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخَل أحدُكم المسجدَ فلْيُسَلِّمْ على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وليقُلِ: اللَّهمَّ افتَحْ لي أبوابَ رحمتِك وإذا خرَج فلْيُسَلِّمْ على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وليقُلِ: اللَّهمَّ أجِرْني مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"،[٧] ومن دعاء دخول الحرم المكي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول إذا دخل المسجد: "أعوذُ باللهِ العظيمِ وبوجهِه الكريمِ وسلطانِه القديِمِ من الشَّيطانِ الرَّجيمِ".[٨][٦]
آداب زيارة الحرم المكي
تقدم الحديث الوارد في أحكام الحرم المكي وكذلك توجد آداب يجب مراعاتها عند زيارة الحرم ومنها ما هو متعلق بالمسجد الحرام على وجه الخصوص فهو من أقدس البقاع وأشرفها على وجه الأرض ويتعيّن على المسلم تعظيمه لمكانته وتنزيهه وقدسيته ولاحتوائه على الكعبة المشرفة بيت الله، ومن هذه الآداب ما يأتي:[٩]
- تقديم الرجل اليمني والإتيان بدعاء الدخول.
- تحية البيت وهي ركعتان يؤديها المسلم، أما من قَدِم مُحرمًا فيبدأ بالطواف أولًا.
- تنزيه المسجد عن الخصومة ورفع الصوت.
- الاستكثار من الطاعة لما في المسجد الحرام من مضاعفة الحسنات، فيُكثر من الطواف والصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، ولا يضيع وقته فيما لا يعود عليه بالنفع في الآخرة.
- اجتناب المعاصي والسيئات، فالموطن موطن عبادة، ويكفي في التحذير من المعاصي في المسجد الحرام أن الله يؤاخذ فيه بالهمّ بالسيئة فضلًا عن فعلها، قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.[١٠]
- تجنب مزاحمة الناس، ولاسيما عند الحجر الأسود؛ فإن استلام الحجر مستحب، ومزاحمة الناس إذا ترتب عليها إضرار بهم حُرِّمت.
- دعاء الخروج، فإذا أراد المسلم الخروج من المسجد فيُستحب أن يقدِّم رجله اليسرى، ويُستحب أن يقول عند الخروج: "اللهم إني أسألك من فضلك" أو يقول: "رب اغفر لي، وافتح لي أبواب فضلك"، وذلك بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية: 96.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
- ↑ "المسجد الحرام"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هي حدود الحرم المكي ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/103، إسناده صحيح.
- ^ أ ب "الأذكار الواردة في الحج وشيء من فقهها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2047، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/380، لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما.
- ↑ "آداب زيارة المسجد الحرام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية: 25.