دعاء سيدنا آدم عليه السلام
ما الدعاء الذي ألهمه الله -تعالى- لآدم يوم عصاه؟
ذكر أهل التفسير عند الحديث على قوله -تعالى- في سورة الأعراف: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}،[١] ذكروا أنّ هذه الآية هي دعاء ألهمه الله -تعالى- لآدم -عليه السلام- ليدعو به هو وزوجته بعد أن عصيا أمره وأكلا من الشجرة التي نهاهما عنها بعد أن أغواهما الشيطان، وقيل إنّ هذا الدعاء هو الكلمات المقصودة في قوله تعالى في سورة البقرة: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}،[٢][٣] وكان في جواب آدم وزوجته -عليهما السلام- إقرار بالمعصية وندم على على فعلتهما عكس إبليس اللعين الذي تحدّى وتكبّر فطُردَ من رحمة الله تعالى.[٤]
ما صحة دعاء آدم عند طوافه بالبيت سبعًا؟
لقد ورد في بعض الآثار حديث مرويّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "لمَّا أَهبطَ اللهُ آدمَ إلى الأرضِ قامَ وجاء الْكعبةَ فصلَّى رَكعتينِ فألْهمَهُ اللهُ هذا الدُّعاءِ اللَّهمَّ إنَّكَ تعلمُ سرِّي وعلانيَتي فاقبل معذِرَتي وتعلَمُ حاجتي فأعطِني سؤلي وتعلَمُ ما في نفسي فاغفِر لي ذَنبي اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ إيمانًا يباشِرُ قلبي ويقينًا صادقًا حتَّى أعلمُ أنَّهُ لا يصيبُني إلَّا ما كتبتَ لي وأرضِني بما قسمتَ لي فأوحى اللهُ إليْهِ يا آدمُ قد قبلتُ توبتَكَ وغفرتُ ذنبِكَ ولن يدعوَني أحدٌ بِهذا الدُّعاءِ إلَّا غفرتُ لَهُ ذنبَهُ وَكفيتُهُ المُهمَّ من أمرِهِ وزجرتُ عنْهُ الشَّيطانَ واتَّجرتُ لَهُ من وراءِ كلِّ تاجرٍ وأقبلَت إليْهِ الدُّنيا راغمةً وإن لم يرِدْها".[٥][٦]
وهذا الحديث ضعيف قد ضعّفه الإمام السيوطي والإمام ابن عساكر والإمام الطبراني وغيرهم، ولكن قد أورد الإمام السيوطي هذا الحديث باختلاف يسير من طريق بريدة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقال إنّ سنده لا بأس به، وقد أخرجه بهذا الإسناد البيهقي والأزرقي والطبراني وابن عساكر فالله أعلم بالصواب.[٦]
هل يمكن الدعاء للنفس بدعاء آدم عند طوافه بالبيت؟
إنّ الدعاء يكون مقيّدًا ومُطلقًا، فالمقيّد هو الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في زمان ومكان معيّن، فهنا الأولى هو متابعة النبي -عليه الصلاة والسلام- والدعاء بما دعا به وسنّه لأمّته من بعده، كالدعاء قبل دخول المسجد أو عند دخول الخلاء ونحو ذلك، وأمّا الدعاء المطلق فهو الدعاء في الزمان والمكان الذي لم يرد فيه دعاء مأثور، بل يجوز للإنسان عندها أن يدعو بما شاء،[٧] ولمّا لم يكن للطواف دعاء مأثور عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فإنّه يجوز للمسلم أن يدعو الله بما يشاء،[٨] وبذلك يجوز الدعاء بالدعاء آنف الذكر ما دام ليس فيه محظور شرعي يمنع من الدعاء به، ولكن مع التنبيه على أنّ هذا الحديث ضعيف.[٧]
كما يمكنك التعرّف على قصة النبي آدم مع ربّه بالاطلاع على هذا المقال: قصة سيدنا آدم عليه السلام
المراجع
- ↑ سورة الأعراف، آية:23
- ↑ سورة البقرة، آية:37
- ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 201. بتصرّف.
- ↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري _ جامع البيان، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الدر المنثور، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:313، حديث ضعيف.
- ^ أ ب السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 143. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 16. بتصرّف.