دعاء سيدنا سليمان عليه السلام

كتابة:
دعاء سيدنا سليمان عليه السلام

دعاء سليمان عليه السلام

كانَ دعاء نبي الله سليمان -عليه السلام- أن يهبَه الله الملك الذي لا يكون لأحد غيره فكان يقول: ربِّ اغفرْ لي وهبْ لي ملكًا لا ينبغي لأحد من بعدي، حيث قال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}،[١] ولمَّا آتاه الله تعالى المُلك الذي لم يكن إلا له عرفَ نعمة الله عليه وشكرَ الله حيثُ قال تعالى: {قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.[٢][٣]


تفسير دعاء سليمان في القرآن الكريم

وفيما يأتي تفسير دعاء سليمان كما وردَ في أشهر كتب التفسير:

ابن كثير

سألَ نبي الله سليمان ربَّه أن يُعطيه مُلكًا لا يكون لأحدٍ من البشر بعده، ولا ينال أحدٌ من البسر مثل هذا المُلك، وقيل: إنَّ معنى لا ينبغي لأحدٍ من بعدي أي لا يصلح لأحد أن يسلبه منه.[٤]

وهذا التفسير هو ما تدلُ عليه الآيات في ظاهرها، وهو ما وردت أحاديث صحيحة توافقه حيثُ روى أبو هريرة -رضي الله عنه - إن رسول الله قال: "إنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ البارِحَةَ - أوْ كَلِمَةً نَحْوَها - لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاةَ فأمْكَنَنِي اللَّهُ منه، وأَرَدْتُ أنْ أرْبِطَهُ إلى سارِيَةٍ مِن سَوارِي المَسْجِدِ، حتَّى تُصْبِحُوا وتَنْظُرُوا إلَيْهِ كُلُّكُمْ، فَذَكَرْتُ قَوْلَ أخِي سُلَيْمانَ: {رَبِّ هَبْ لي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِن بَعْدِي}، قالَ رَوْحٌ: فَرَدَّهُ خاسِئًا".[٥][٤]


الطبري

إن نبي الله سليمان -عليه السلام- دعا ربّه راغبًا إليه، بأن يستر الله ذنبه الذي أذنبه بينه وبين الله تعالى، ويرجوه بأن لا يعاقبه به، وأن يرزقه مُلكًا لا يُسلب منه ولا يكون لأحدٍ من بعده، وقال بأن لا يُسلب منه كما سلبَهُ منه الشيطان من قبل ذلك، وبهذا قال أهل التأويل.[٦]


القرطبي

دعا سليمان -عليه السلام- أن يغفر الله تعالى ذنبه، ويؤتيه الملك الذي لا يكون لأحدٍ من بعده، وإن قيل كيف يطلب نبي الله سليمان الملك في الدنيا مع أن الله تعالى ذمَّها، وجواب ذلك أن هذا محمولٌ على أداء حقوق الله تعالى، وسياسة ملكه، فهو من يعطي الخلقَ منازلهم ويأمر بإقامة حدوده وتعظيم شعائره وغيرها، ونبي الله سليمان لم يُكن دعائه طلبًا للدنيا ذاتها، فهو نبي والأانبياء من أزهد الناس في الدنيا، لكنَّه طلب مملكتها لله، كما طلب نوح هلاكها لله، فأجابهما الله تعالى فأهلك من عليها بدعاء نوح وأعطى سليمان المُلك بدعائه.[٧]


البغوي

قال عطاء بن أبي رباح: "يريدُ هب لي ملكًا لا تسلبنيه في آخر عمري وتعطيه غيري، كما استلبته فيما مضى من عمري"، وقيل إنَّه سأل الله بذلك ليكون دلالةً على رسالته وتكون معجزة من الله تعالى يؤيده فيها، وقيل سأل ربَّه لهذا لتكون علامة من الله على قبول توبته؛ فالله تعالى استجاب له وأعطاه ملكه وقال مقاتل بن حيان: "كان لسليمان ملكًا ولكنَّه أراد بقول: {لا ينبغي لأحد من بعدي}، تسخير الرياح والطير والشياطين، بدليل ما بعده".[٨]


السعدي

دعا سليمان ربَّه بأن يهبه الملك ويغفرَ له، فاستجاب تعالى لدعائه وغفر له وردَّ عليه ملكه بل وزاده فيه بشيءٍ لم يحصل لأحدٍ من بعده وهو أن سخَّر له الشياطين، يغوصون في البحر لاستخراخ الحُلي منه، ويبنون له، ومن يعصي أمره منهم يُقرِّنه في الأصفاد ويشدُّ وثاقه.[٩]


ولقراءة المزيد حول النبي سليمان يرجى الاطلاع على مقال: معلومات عن النبي سليمان


أدعية الرزق

لا شك بأن الرزق بيد الله تعالى والإنسان رزقه مكتوب كما كُتبَ أجله، حيث قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ الرَّزقَ لَيطلُبُ العبدَ أكثرَ مما يطلبُه أجلُه"،[١٠] فعلى الإنسان أن يأخذ بالأسباب التي تُهيئ له الرزق ويتوكَّل على الله تعالى ويدعوه،[١١] ويعدُّ الاستغفار والتوبة لله تعالى من أسباب جلب الرزق.[١٢]


لقراءة المزيد عن أدعية جلب الرزق يرجى الاطلاع على هذا المقال:

دعاء جلب الرزق


كما يمكنك قراءة المزيد عن أدعية الرزق من القرآن الكريم في هذا المقال:

أدعية من القرآن للرزق

المراجع

  1. سورة ص، آية:35
  2. سورة النمل، آية:19
  3. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 251. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 70. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4808، حديث صحيح.
  6. أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري، صفحة 199. بتصرّف.
  7. شمس الدين القرطبي، تفسير القرطبي، صفحة 204. بتصرّف.
  8. أبو محمد البغوي، تفسير البغوي، صفحة 94. بتصرّف.
  9. عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي، صفحة 712. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو الدرداء ، الصفحة أو الرقم:1703، صحيح لغيره.
  11. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1416. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح. بتصرّف.
5219 مشاهدة
للأعلى للسفل
×