دعاء صلاة الحاجة

كتابة:
دعاء صلاة الحاجة

دعاء صلاة الحاجة

ما الأدعية المأثورة في صلاة الحاجة؟

إنّ دعاء صلاة الحاجة من الأدعية ذائعة الصيت عند المسلمين، وكثير من الناس يبحثون عن دعاء الحاجة للزواج، ودعاء الحاجة لتيسير الأمور، وفيما يأتي بيان لأبرز الأدعية الواردة في دعاء صلاة الحاجة:[١]

  • (اللَّهمَّ أنت تَحكمُ بين عِبادِك فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ سبحانَ اللهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبعِ، ورَبِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللَّهمَّ كاشِفَ الغمِّ، مُفرِّجَ الهمِّ، مُجيبَ دعوةِ المضطرِّينَ إذا دعَوكَ، رَحمنَ الدُّنيا والآخرة ورحيمَهُما فارْحَمني في حاجَتي هذهِ بِقضائِها ونَجاحِها، رَحمةً تُغْنِينِي بِها عَن رحمةِ مَن سِواك).[٢]
  • (اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٣]
  • رُوِيَ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه علّم الصحابة دعاءً يدعونه بعد صلاة ركعتين: (لا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، أسألُك موجباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، والغنيمةَ من كلِّ برٍّ والسَّلامةَ من كلِّ ذنبٍ، لا تدَعْ لي ذنبًا إلَّا غفرتَه، ولا همًّا إلَّا فرَّجتَه ولا حاجةَ هي لك رضًا إلَّا قضيْتَها يا أرحمَ الرَّاحمين)،[٤] وهذا حديث ضعيف جدا يُروى في فضائل الأعمال.
  • عن عثمان بن حنيف -رضي الله عنه- قال:(أنَّ رجلًا ضريرَ البصَرِ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقالَ: ادعُ اللَّهَ لي أن يعافِيَني، فقالَ: إن شئتَ أخَّرتُ لَكَ وَهوَ خيرٌ، وإن شئتَ دعوتُ، فقالَ: ادعُهُ، فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيحسنَ وضوءَهُ، ويصلِّيَ رَكعتينِ، ويدعوَ بِهذا الدُّعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليْكَ بمحمَّدٍ نبيِّ الرَّحمةِ يا محمَّدُ إنِّي قد توجَّهتُ بِكَ إلى ربِّي في حاجتي هذِهِ لتقضى اللَّهمَّ شفِّعْهُ فيَّ)،[٥]وهذا ليس فيه توسل بذات النبيّ -صلى الله علَيه وسلم- ولا بجاهِه، وإنَّما كان تَوسُّلًا بدُعائه؛ فإنَّ النبيّ -صلى الله علَيه وسلم- دعا للرجل، وأمره أنْ يدعو هو الآخر، والتوسل بدعاء النبيّ -صلى اللّه عليه وسلم- يكون في حياته فقط.[٦]


كيفية صلاة الحاجة

كيف تُؤدّى صلاة الحاجة؟

تعددت أقوال الفقهاء في كيفية صلاة الحاجة وعدد ركعاتها، وفي ذلك ثلاثة أقوال:[٧]


القول الأول

وهي ركعتان، وقال بذلك المالكيّة والحنابلة والقول المشهور عند الشافعيّة وقولٌ عند الحنفيّة،[٧] وحجّتهم أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قد أرشد الصّحابِيَّين في الأحاديث السابقة إلى أن يصلّيا ركعتين.[٨]


القول الثاني

أربع ركعات، وهو مذهب الحنفيّة المشهور عنهم،[٩] وكيفيتها تكون بأن يصلي المسلم أربع ركعات بعد صلاة العشاء، يقرأ في الركعة الأولى الفاتحة مرّة وآية الكرسي ثلاث مرّات، وفي الركعات الثلاث الباقية يقرأ الفاتحة مرة والإخلاص مرة والمعوذتين مرة في كلّ ركعة، وقال ابن عابدين -أحد علماء الحنفية- إنّ مشايخه قد فعلوها وانقضت حوائجهم.[١٠]


القول الثالث

اثنتا عشرة ركعة، وهو قول الإمام أبي حامد الغزالي،[١١] وأمّا كيفيّتها فهي أن يصلّي المسلم اثنتا عشرة ركعة، ولم يُحدّد الزّمن، ويقرأ في كلّ ركعة سورة الفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص.[١٢]


وعندما يفرغ من الصلاة يسجد ويقول: (سُبحَانَ الذي لبِس العِزَّ وقَال بِه، سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ بالمَجدِ وتَكَرَّمَ بِه، سُبحَانَ الذي أحصى كُل شَيءٍ بعلمِه، سُبحَانَ الذي لا ينبغي التَّسبيحُ إلَّا له، سُبحَانَ ذي المنِّ والفضل، سُبحَانَ ذي العزِّ والكرَم، سُبحَانَ ذي الطَّوْل، أسألكَ بِمَعَاقِدِ العزِّ من عَرْشِكَ، ومنتَهى الرَّحمة من كتابكَ وباسمكَ الأعظمِ وَجَدِّكَ الأعلَى، وكلماتكَ التامات العامَّات التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فَاجِرٌ أن تُصَلِّي على محمَّدٍ وعلى آل محمَّدٍ)، وبعدها يسأل حاجته شرط ألّا يكون فيها معصية لله، فتُستجاب بإذن الله.[١٣]


ما هي صلاة الحاجة؟

الصلاة لغةً؛ هي الدّعاء، واصطلاحًا؛ هي أقوال وأفعال بنيّة مخصوصة مُفتتحة بالتكبير مُختتمة بالتسليم بشروط خاصّة.[١٤]

وأمّا الحاجة لغة؛ هي ما يفتقر إليه الإنسانُ ويطلبه، والحاجة اصطلاحاً؛(هي ما يُفتَقَرُ إليه من حيث التَّوسِعَةُ ورفعُ الضِّيقِ المُؤدِّي في الغَالبِ إلى الحَرَج والمشقَّة اللاحقةِ بفوتِ المَصلَحَة، فإذا لم تُراعَ دخَلَ على المُكَلَّفينَ -على الجملة- الحرَجُ والمشقَّة).[١٥]


حكم صلاة الحاجة

ما حكم صلاة الحاجة عند فقهاء المذاهب الأربعة؟

لقد اتّفقت المذاهب الإسلاميّة الأربعة على أنّ صلاة الحاجة مشروعة ومُستحبّة.[١٦]


في أيّ وقت أصلّي صلاة الحاجة؟

لقد ذكر الفقهاء كيفية صلاة الحاجة، ولكنّهم لم يذكروا وقتًا مُعيّنًا لأدائها،[١٧] إلّا أنّ الحنفيّة ذكروا أنّها تُستحبُّ بعد العشاء.[١٨]


ما هي الحالات التي لا تجوز فيها صلاة الحاجة؟

قال العلماء إنّ للدّعاء شروطًا ليُستجاب، منها:[١٩]

  • ألّا يكون الدّعاء لغرضٍ فاسد، مثل:[٢٠]
    • أن يدعو الدّاعي على نفسه بالموت أو بالشر.
    • أن يدعو على أبنائه بالشر.
    • أن يدعو لقيام حرب.
    • أن يدعو لحدوث إثم ومعصية كقطيعة الرحم ونحو ذلك.
    • أن يعتدي الدّاعي في الدعاء، كأن يطلب منزلة لا تنبغي حتى للأنبياء.
  • ألّا يكون الدعاء لاختبار الله سبحانه وتعالى.
  • ألّا يشغلَ الدعاءُ صاحبه عن فريضة حاضرة كصلاة جماعة.


هل الصلاة على النبي سبب في قضاء الحوائج؟

إنّ من المعلوم للمسلمين أنّ الصلاة على النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لها فضائل عظيمة لا تكاد تنحصر، ولكن من تلك الفضائل أنّها سبب في قضاء الحوائج للمسلم، وهذا قد نصّ عليه غير واحد من أئمّة الإسلام كالإمام ابن القيّم، ودليلهم على ذلك الحديث الذي يقول فيه -عليه الصلاة والسلام- لأُبي بن كعب -رضي الله عنه- حين قال أُبيّ إنّه سيجعل دعائه كلّه صلاة على النبي: (إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ)،[٢١][٢٢]



ما هو سبب تأخر قضاء الحاجة؟

من بعض الحِكَم التي ذكرها العلماء في باب تأخّر الإجابة:[٢٣]


ابتلاء المؤمنين

فالله -عزّ وجلّ- يقول في سورة الأنبياء: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً)،[٢٤] فإذا ابتلى الله -تعالى- عبادَه المؤمنين بتأخير استجابة الدعاء فلا ينبغي لهم أن يَضجَروا من كثرة الدّعاء، بل المؤمن يتعبَّدُ بكثرة الدعاء لله -تعالى-.[٢٥]



حكمة لله تعالى يخفيها

فالعبد قد يرى في الدعاء مصلحة ظاهرة له، ولكن حكمة الله -تعالى- تقتضي عدم حصول ذلك الأمر؛ لأنّ مصلحة المؤمن التي يراها الله -تعالى- خير له قد يراها المؤمن شرّ له، وبذلك يصبح المنع هو عينُ العطاء، كالطبيب مثلًا -ولله عزّ وجلّ المثل الأعلى- قد يكون في الجراحة التي يجريها أذى في الظاهر، ولكنّ في داخلها خيرٌ كثير.[٢٦]



الإجابة يكون فيها زيادة في الشر

فقد روى عن بعض الصالحين من السّلف أنّه كان يسأل الله -تعالى- الغزو والجهاد في سبيل الله، فهتفَ به هاتف من السماء أنّه إن غزا فسوف يُؤسر، وإذا أُسِرَ تنصّرَ وارتدّ عن الإسلام، وفي ذلك شرٌّ عظيمٌ لو استُجيبت دعوة الداعي، ومن هنا على المؤمن أن يُؤمن أنّ استجابة الدّعاء أو منعه يكون لحكمة لا يعلمها العبد، فما عليه سوى التسليم لأمر الله تعالى.[٢٧]



اختيار الله تعالى الخير للعبد

وفي هذه الحال على العبد أن يوقنَ أنّ الله -تعالى- يختار الذي فيه الخير للعباد، ومن هنا فعلى المؤمن ألّا يدعو إلّا بما فيه خيرٌ له، وذلك بأن يسأل الله العافية والعفو وحسن العاقبة، وإن أراد المسلم أن يدعو بقضاء حاجته في الدنيا؛ فإنّه يدعو الله بأن يحقّق له هذا الأمر إن كان فيه خير، والله أعلم.[٢٨]



مانع سببه العبد

قد يكون في تأخّر الإجابة مانِعٌ سببه العبد؛ فقد يكون ملبسه من حرام، أو أن يكون مأكله من حرام، فإذا تلبّس العبد بالحرام كأن صار عليه غطاءٌ مانِعٌ له من إجابة دعائه، فيكون ذلك بمثابة الإنذار من الله -تعالى- للعبد ليراجع نفسه، ويعلم ما السبب الذي منع استجابة الدّعاء، لذلك يُسارع المسلم إلى الإستغفار والتوبة ممّا حال بينه وبين إجابة دعائه، والله أعلم.[٢٩]


تأخير الإجابة للآخرة

فقد يستجيب الله -تعالى- للعبد دعاءه ولكنّ العبد لا يعلم بذلك؛ لأنّ الله -تعالى- ربّما يكون قد ادّخرَ للعبد الإجابة إلى يوم القيامة والحياة الآخرة، فذلك خيرٌ عظيمٌ لا يعلمه الإنسان، لذلك ينبغي له التسليم لأمر الله تعالى، والله أعلم.[٣٠]

المراجع

  1. النووي، الأذكار، صفحة 184. بتصرّف.
  2. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن عثمان بن حنيف، الصفحة أو الرقم:1145، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2688، حديث صحيح.
  4. رواه السخاوي، في القول البديع، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:330، حديث ضعيف جدا يكتب في فضائل الأعمال.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عثمان بن حنيف ، الصفحة أو الرقم: 3578، صحيح.
  6. ناصر العقل، شرح كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، صفحة 8. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 213. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 212. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 213. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 213. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 51. بتصرّف.
  15. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 211. بتصرّف.
  16. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 211. بتصرّف.
  17. "صفة صلاة الحاجة"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-06. بتصرّف.
  18. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 213. بتصرّف.
  19. محمد جميل زينو، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 384. بتصرّف.
  20. محمد جميل زينو، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع، صفحة 382. بتصرّف.
  21. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:2457، حديث حسن صحيح.
  22. أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 17. بتصرّف.
  23. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 532. بتصرّف.
  24. سورة الأنبياء، آية:35
  25. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 533. بتصرّف.
  26. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 534. بتصرّف.
  27. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 534. بتصرّف.
  28. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 535. بتصرّف.
  29. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 537. بتصرّف.
  30. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 538. بتصرّف.
5867 مشاهدة
للأعلى للسفل
×