دعاء نية الأضحية

كتابة:
دعاء نية الأضحية

دعاء نية الأضحية

النية تُعد من شروط قبول العمل عند الله -تعالى- فقد قال في الله محكم آياته: (فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)،[١] إذاً فقد حُكِم بوجوب أداء العبادة مقترنةً بالنية، ومن تلك العبادات: الأضحية، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الأضحية سنة مؤكدة.[٢]

ولا بد من أن ينويَ المضحي عند شروعه بذبح الأضحية؛ إذ أنّ النية من الشروط الواجبة على المضحي، وهي شرط في صحة الأضحية؛ لأنّها عبادة.[٣]

وقد تعددت صيغ نية الذبح كما وردت في أحاديث كُثُر، ولا ضيرَ في هذا؛ إذ إن العبرة بالمقصود والمعنى لا باللفظ والمبنى، ومنها:

  • (بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ، اللهم هذا منك ولك).[٤]
  • (باسْمِ اللهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ).[٥]
  • (إنِّي وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا منَ المشرِكينَ إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَهُ وبذلِكَ أمرتُ وأنا أوَّلُ المسلمينَ اللَّهمَّ مِنْكَ ولَكَ).[٦]

وقت دعاء نية الأضحية

يدعو المضحي دعاء الذبح في عيد الأضحى عند ذبح الأضحية وجوبًا؛ وذلك لِعِظَمِ أثر النية في العمل، فيقول الذابح: اللهم هذه منك وإليك؛ أي نعمة صادرة منك، تقربت بها إليك،[٧] فيكون دعاء المضحي استحبابًا ومزيدَ قربةٍ إلى الله -تعالى-.

حكم التلفظ بدعاء نية الأضحية

لا تتعين الأضحية إلا بالنية؛ إذ أنها غير كَونها تميز العمل إن كان لله أو لغيره، فإنها تميز أيضًا نوع القربة التي أُريدَ بها وجه الله -تعالى-، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).[٨]

ويكفي المضحي أن ينوي بقلبه، ولا يشترط أن يقول بلسانه ما نوى بقلبه كما في الصلاة؛ لأن النية عمل القلب، والذكر باللّسان دليل عليها، فلا يعد التلفظ بها من شروط ذبح الأضحية.[٩]

حكم الجمع في نية الأضحية مع العقيقة

تعددت أقوال الفقهاء في هذه المسألة، وبيانُها كالآتي:[١٠]

  • القول الأول:

تجزئ الأضحية عن العقيقة، وبه قال: الحسن البصري، ومحمد ابن سيرين، وقتادة وهشام -من التابعين-، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وبه قال الحنفية، وترى هذه الطائفة من أهل العلم أن المقصود بالأضحية والعقيقة يحصل بذبح واحد، وفي ذلك نوع شَبَهٍ من الجمعة والعيد إذا اجتمعتا.

  • القول الثاني:

لا تجزئ الأضحية عن العقيقة وهو قول: المالكية، والشافعية، والرواية الأخرى عن الإمام أحمد، وحجة هؤلاء أن كلاً من الأضحية والعقيقة ذبحان بسببين مختلفين، فلا يقوم الواحد عنهما، كدم التمتع ودم الفدية.

ملخص المقال: يدعو المضحي دعاء نية الأضحية المذكور سابقاً عند ذبح الأضحية وجوبًا؛ وذلك لِعِظَمِ أثر النية في العمل، ويكفيه أن ينوي بقلبه عند الذبح.

المراجع

  1. سورة الزمر، آية:2
  2. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 76. بتصرّف.
  3. محمد أنور مرسال ، فقه الأضحية، صفحة 150. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1152، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1966، صحيح.
  6. رواه أبو داود، في سن أبي داود، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2795، سكت عنه وكل ما سكت عنه فهو صالح.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 736. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  9. علاء الدين الكاساني، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، صفحة 71. بتصرّف.
  10. حسام الدين عفانة، المفصل في أحكام العقيقة، صفحة 26. بتصرّف.
4844 مشاهدة
للأعلى للسفل
×