دواء الليثيوم الاستطبابات، الآثار الجانبية والجرعة الآمنة

كتابة:
دواء الليثيوم الاستطبابات، الآثار الجانبية والجرعة الآمنة

دواء الليثيوم

يُعد عنصر الليثيوم من العناصر الطبيعيّة الموجودة بكميّاتٍ ضئيلة في كافّة الصخور، وجرى استخدام العنصر اليوم في تركيبة دوائيّة لمعالجة الأمراض العقليّة بصور عامّة، مثل اضطراب ثنائيّ القطب، الفصام والاكتئاب، ,قد يُساعد الليثيوم في معالجة الاضطرابات النفسيّة عبر رفع نشاط الأنشطة والرسائل الكيميائيّة داخل الدماغ،[١] حيث يؤثر هذا العنصر في عمليّة تدفّق الصوديوم عبر الخلايا العضليّة والعصبيّة داخل الجسم، بالتالي فهو يعمل على تثبيت المزاج والتحكّم في الاكتِئاب الهوسي ونوبات الهوس، والتي تتسبّب في فرط النشاط، سرعة في الكلام، قلّة النوم، الغضب والعدوانيّة،[٢] وفي هذا المقال، سيتم التطرّق إلى أبرز الاستطبابات، الآثار الجانبيّة، الجرعة الآمنة، المحاذير، التفاعلات الدوائيّة والجرعة الزائدة لدواء الليثيوم.

استطبابات دواء الليثيوم

يجري استخدام دواء الليثيوم لمعالجة الهوس، والذي يُعد جزء من اضطراب ثنائيّ القطب أو ما يُعرف بمرض الاكتئاب الهوسي، ويتم استخدام دواء الليثيوم بصورةٍ يوميّة لمعالجة هذا الاضطراب، وذلك لتقليل شدّة أو تقليل تكرار نوبات الهوس، ويُعاني مريض الاكتئاب الهوسيّ من بعض التغيرات في المزاج تختلف درجتها من الغضب والهيجان إلى شعور كاذب بالسعادة إلى حزنٍ واكتئاب، كما إنّ طريقة عمل دواء الليثيوم للتخلص من هذه التقلّبات المزاجيّة غير واضحة حتى الآن، لكنه بالتأكيد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ويُساعد المريض في التحكّم بمشاعره بصورة أكبر، كما يُساعد المريض في عمليّة التكيّف مع نمط حياته الصعب، وتختلف درجة تأثير هذا الدواء من شخص لآخر بناءً على استجابة الجسم واختلاف الجرعة.[٣]

الآثار الجانبية لدواء الليثيوم

يُعد دواء الليثيوم من الأدوية الآمنة في حال تم أخذه بصورةٍ مناسبة، مع مراقبة للاستخدام من قِبل الطبيب المشرف على حالة المريض، كما تمّت الموافقة على استخدام الليثيوم من قِبل إدارة الغذاء والدواء باعتبارها أدوية مسموحٌ باستخدامها بوصفةٍ طبيّة،[١] لكن، وكحال أي دواء آخر، لا بد للدواء من وجود بعض الأعراض الجانبيّة، ومن أبرز الآثار الجانبيّة’ التي يتسبّب بها دواء الليثيوم ما يأتي:[٤]

  • رعاش بسيط في اليدين.
  • جفاف الفم.
  • تغيّر في ذوق الطعام.
  • صداع في الرأس.
  • تراجع الذاكرة.
  • كثرة الالتباس في أمور الحياة.
  • وهن في العضلات.
  • زيادة في الوزن.
  • كثرة التعطّش، وزيادة عدد مرّات التبوّل.
  • قيء وغثيان خفيفان.
  • انخفاض الرّغبة الجنسيّة، وضعف جنسيّ.
  • تشوّهات في الكلى.
  • إسهال.

إنّ كثيرٌ من هذه الآثار الجانبيّة تختفي مع مرور الوقت والاستخدام المتكرّر للدواء، كما يمكن التخفيف من حدّتها في الأيام الأولى من الاستخدام، وذلك عبر تقسيم الجرعات مع وجبات الطعام، كما إنّ من المحتمل إصابة الجسم بالجفاف لكثرة التبوّل ولوجود الإسهال، فإنّ هذان العرضان قد يؤديان إلى زيادة احتماليّة حدوث سميّة بالليثيوم، بالتالي قد ينخفض ضغط الدم ويتغير معدّل ضَربات القلب بالانخفاض.

الجرعة الآمنة لدواء الليثيوم

تختلف جرعة الليثيوم من شخصٍ لآخر بناءً على العمر، الوزن، التاريخ الطبيّ، حيث يجب أنّ يتمّ تناول دواء الليثيوم بدقّة، وفق تعليمات الطبيب المعالج، يتم تناول عقار الليثيوم عبر الفم بأشكالٍ متعدِّدة، مثل الكبسولات، الأقراص أو المحلول السائل، ويبدأ تأثير عقار الليثيوم لعلاج اضطراب ثنائيّ القطب بعد أيامٍ عديدة،[٥] ويمكن تحديد الجرعة الآمنة للبالغين والأطفال كما يأتي:[١]

  • جرعة البالغين: يتم صرف دواء الليثيوم لنوبات الهوس الحادّة أو ما يُعرف باضطراب ثنائيّ القطب بجرعة 1.8 جرام لكل كيلو جرام من كربونات الليثيوم بشكلٍ يوميّ، وبقدر 2-3 جُرعات، مقسّمة لنوبات الاكتئاب الشديد والهوس، أمّا بالنسبة للجرعات المستخدمة لمنع حدوث نوباتٍ أخرى جديدة، فيتم تقسيمها من 2 إلى 4 جرعة يوميّة، بمقدارٍ يتراوح ما بين الـ 900 ملغم وحتى 1200 ملغم من الليثيوم، و24-32 مايكروغرام من سيترات الليثيوم، وينبغي ألّا تتجاوز جرعة الليثيوم اليوميّة 2.4 جرام، أو 65 مايكروغرام من سيترات الليثيوم، ومن الممكن أن يؤدي توقف استخدام الليثيوم بصورةٍ مفاجئة إلى ارتفاع فرص عودة أعراض اضطراب ثنائيّ القطب؛ لذلك ينبغي التقليل من جرعة الليثيوم بصورةٍ تدريجيّة، وخلال 14 يومٍ على الأقل.
  • جرعة الأطفال: يتم تقسيم جرعة اضطراب ثنائيّ القطب للأطفال بمقدار 15-60 ملغم لكل كيلو غرام من الليثيوم، أو 0.4-1.6 مايكروغرام لكل كيلو غرام من سيترات الليثيوم بشكلٍ يومي.

محاذير استخدام دواء الليثيوم

رغم فوائد عقار الليثيوم في معالجة بعض الاضطرابات النفسيّة، لكن يوجد بعض المحاذير التي يجب الالتفات إليها قبل تناول هذا الدواء، ومن أبرز هذه المحاذير ما يأتي:[٣]

  • التحقّق من تأثير الدواء بصورةٍ جيّدة على حالة الأطفال الصحيّة في زياراتٍ منتظمة للطبيب، وقد يحتاج الطبيب إلى أخذ عيّناتٍ من البول والدم للتأكّد من الآثار الجانبيّة الخطيرة.
  • بالنسبة للحوامل، فلا يُعد عقار الليثيوم آمنًا للجنين، بالتالي ينبغي استخدام وسائل منع حمل فعّالة؛ منعًا لحدوث مشاكل للأم أو الجنين في وقتٍ لاحق.
  • في حال تعرّض المريض لأعراض القيء، الإسهال، الرّعاش، ضعف العضلات وصعوبة التحكّم بها أو عدم القدرة على المحافظة على الثبات، ينبغي التواصل مع الطبيب فورًا، لأنّ تلك الأعراض هي أعراض التسمم بالليثيوم في الغالب.
  • في حال كان المريض مصابًا بمتلازمة بروجادا، ينبغي أن يُخبر الطبيب بذلك، حيث إنّ المتلازمة تلك تُعد مهدِّدةً للحياة، وتتطلب عنابة طبيّة فائقة، وبما أنّ الدواء يؤثر على نبضات القلب، فقد يؤثر بصورةٍ كبيرة على مرضى متلازمة بروجادا.
  • قد يتسبب دواء الليثيوم في ورم كاذب، حيث يعمل على زيادة الضغط في دماغ المريض، ويمكن تمييز أعراض هذا الضغط في حال إصابة المريض بضعف في الرؤية، آلام في العين، الدوار، القيء والغثيان والصداع الشديد، بالتالي، يجب على المريض الاتصال بطبيبه فورًا عند الشعور بهذه الأعراض.
  • ينبغي الانتباه عند تناول دواء الليثيوم مع أي عقار آخر لمعالجة الأمراض العقليّة؛ منعًا لحدوث تفاعلٍ كيميائي.
  • تجنّب اتّباع نظام غذائي لتقليل الوزن، كما يجب التنبّه من فقدان الماء بغزارة، وأخذ الاحتياطات الكافية عند تناول الدواء في الصيف وعند ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التعرّق.
  • ينبغي التحقُّق من عدم وجود حساسيّة لعقار الليثيوم قبل الشروع بأخذه، كما يجب إخبار الطبيب في حال وجود أيّة أعراض أخرى، مثل الأصباغ والأطعمة والحيوانات وغيرها.

التفاعلات الدوائية لدواء الليثيوم

ينبغي على المريض أن يخبر طبيبه عن كافّة الأدوية التي تؤخذ بوصفة أو بدون وصفة، الأعشاب، الأغذية التي يتناولها؛ وذلك لدراسة التفاعلات الدوائيّة التي قد تحدث بالتزامن مع تناول دواء الليثيوم، ومن أخطر الأدوية تفاعلًا مع عقار الليثيوم هي أدوية مضادات الاكتئاب، والتي تؤثر على مستوى هرمون السيروتونين برفعه عن الحد الطبيعي، بالتالي فقد تحدث بعض المشاكل في القلب، الارتعاش، القلق وغيرها،[١] ومن الأدوية التي قد تتفاعل مع دواء الليثيوم عقار الأسيتازولاميد، أدوية مثبطات إنزيم محوِّل الأنجيوتنسين، الأدوية المضادّة لمستقبلات الأنجيوتنسين 2، الأدوية المضادّة للحموضة مثل بيكربونات الصودِيوم، العقارات التي تحتوي على مادة الكافيين، فمن الممكن أن يؤثر الكافيين على فعاليّة الدواء، الأدوية الحاصرة لقنوات الكالسيوم، دواء الكاربامازيبين، الأدوية المعالجة للأمراض العقليّة كدواء الهالوبيريدول، دواء الميثيل دوبا، دواء الميترونيدازول، أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويديّة، أدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائيّة، عقار الثيوفيلين، وعقار يوديد البوتاسيوم وغيرها من الأدوية التي ينبغي إخبار الطبيب عنها منعًا لحدوث مشاكل وتعارض دوائي.[٦]

الجرعة الزائدة من دواء الليثيوم

إنّ في زيادة جرعة الليثيوم عن القدر المعقول يؤدي إلى حدوث سميّة في الجسم، كما إنّ الجرعة المناسبة لعلاج عرَض الهوس الناتج من اضطراب ثنائيّ القطب تتراوح ما بين 900 وحتى 1200 ملغم يوميًا، مقسّمة على 2-3 مرات، لذلك، تُعد جرعة الـ 1500 ملغم يوميًا من الجرعات السامّة، أمّا جرعة ال 2000-3000 فتُعد من الجرعات التي تُهدِّد الحياة، وتحتاج إلى تدخلِ طبيٍ طارئ، ويحتاج المرضى الذين يتناولون عقار الليثيوم إلى المراقبة الحثيثة، والتأكّد من الجرعة يوميًا، حيث قد ينسى المريض أنّه تناول جرعته، فيتناول حبّة أخرى بدون قصد، أو قد يقوم بتناولها مع أدوية أخرى تُسهم في رفع تركيز الليثيوم، كما إنّ الجفاف وعدم شرب كميّات كافية من الماء قد تتسبّب في رفع درجة سميّة الليثيوم، بشكلٍ عام، إذا تعرّض المريض إلى بعض الأعراض مثل الصداع، آلام المعدة، وهن في العضلات، النعاس الشديد، التقيؤ أو الإسهال، يجب عليه الانتباه لأنها أعراض التسمّم البسيط، أمّا إذا تجاوزت الجرعة الحد المعقول، فقد يُصبح هناك سميّة عالية، وأعراض أخرى أشد من سابقتها، تبدأ بنوبات الصرع، والهذر في الكلام، الفشل الكلويّ، تسارع نبضات القلب زغللة العين، انخفاض ضغط الدم، ارتفاع درجة الحرارة، الغيبوبة والهذيان، فيحتاج المريض حينها لتدخّل من الطوارئ فورًا.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "LITHIUM", www.webmd.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
  2. "Lithium", www.drugs.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
  3. ^ أ ب "Lithium (Oral Route)", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-12. Edited.
  4. "lithium (Lithobid)", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
  5. "Can Lithium Help Treat Depression?", www.healthline.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
  6. "What is Lithium?", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
  7. "The Facts About Lithium Toxicity", www.healthline.com, Retrieved 2020-05-12. Edited.
4203 مشاهدة
للأعلى للسفل
×