محتويات
فرط الحركة عند الأطفال
يُعد اضطراب فرط الحركة من الاضطرابات العصبية صعبة التشخيص نوعًا ما؛ كونها تصيب الأطفال في مرحلة ما قبل سن الدراسة، وهي المرحلة التي يكون فيها الطفل في حال استكشاف للعالم من حوله، بالإضافة إلى أنه قد لا يبدو السلوك المفرط لطفل مُعّين مفرطًا بالنسبة إلى شخص آخر، لذا يحتاج اضطراب فرط النشاط والحركة إلى الانتباه الشديد من الوالدين لتحديد ما إذا كان طفلهما يُعاني فعليًا من اضطراب فرط النشاط والحركة، أو أنّ نشاطه ضمن المستوى الطبيعي لنشاط الأطفال في عمره، فاضطراب فرط النشاط والحركة يعني زيادة حركة الطفل، والتشتت وقصر الانتباه، وزيادة الإجراءات الاندفاعية، وكثرة الكلام، وقلة الصبر، ويُسبّب العديد من المشاكل النفسية للطفل، إذ إنّ العديد من الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة لا يكونون سعداء، وبعضهم يعاني من الاكتئاب؛ وذلك بسبب أنّ اضطراب فرط الحركة يتداخل مع العمل المدرسي، والتحصيل الدراسي، وتكوين صداقات، والسلوك المفرط قد يجعل الطفل هدفًا للتنمُّر، ويُسبّب له العقوبة في المدرسة، ومشكلة فرط الحركة لا يُقصَر تأثيرها على الطفل فقط، بل إنّها مشكلة كبيرة يعاني منها كل من الوالدين في البيت، بالإضافة إلى المعلمين والطلاب في المدرسة، لذا عند تشخيص الطفل المصاب باضطراب فرط النشاط والحركة يبدأ الدور التكافلي بين الأهل والمدرسة والطبيب المختص لمساعدة الطفل في تخطّي الاضطراب، وتخفيف أعراضه، وتجاوز مضاعفاته الاجتماعية والنفسية[١]،[٢].
دواء فرط الحركة عند الأطفال
بعد التشخيص الدقيق لحال الطفل بأنه مصاب باضطراب فرط الحركة، تحدّد الخطة العلاجية الملائمة للحال، إذ أنّ علاج فرط الحركة يجرى عن طريق خطة متكاملة يتعاون فيها كلا الوالدين ومعلمو المدرسة إلى جانب الطفل لتخفيف الأعراض، وتجاوز المشكلة، وتحسين الأداء السلوكي للطفل، والاجتماعي، والأكاديمي، وذلك عن طريق بعض الورشات التدريبية التي يتلقّى فيها الوالدَان والمعلمون التدريب على مبادئ تعديل السلوك؛ مثل: التعزيز الإيجابي في المنزل والمدرسة، بالإضافة إلى التدريبات على استراتيجيات السلوك لتحسين السلوك العام والأداء الأكاديمي للطفل؛ كالتركيز على نقاط ضعف الطفل، ومساعدته في تجاوزها، وعلى السلوكيات التي يجب تعزيزها، ومكافأته عليها حين يلتزم بها، بالإضافة إلى أنّ الخطة العلاجية تتضمن جلسات العلاج النفسي والسلوكي للطفل نفسه لتدريبه على المهارات الاجتماعية، وإدارة الغضب، وحل المشكلات، وغيرها من المشاكل النفسية التي قد تصيبه جرّاء فرط النشاط والحركة وتوابعها. ومن الجدير بالذكر أنّ معظم حالات فرط الحركة لدى الأطفال تتطلب اللجوء إلى استخدام الأدوية الطبيَّة، التي تُساهم في تخفيف الأعراض، وتسريع عملية الشفاء، وتساعد في التركيز بشكل أفضل، وأن يكون الطفل أقل اندفاعًا، ويشعر بالهدوء، ويتعلم مهارات جديدة ويمارسها. وأهم الأدوية المستخدمة ضمن خطة العلاج هي المنشطات، التي تزيد النشاط في الدماغ، خاصة المناطق التي تلعب دورًا في التحكم بالانتباه والسلوك، ويجب أن يحرص الوالدان على تناول طفلهم الجرعة المُوصى بها عبر الطبيب؛ وذلك تجنبًا للإصابة بالآثار الجانبية للمنشطات، التي قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، ومن أهم المنشطات المستخدمة ضمن الخطة العلاجية لفرط الحركة عند الأطفال[٣]،[٤]:
- ميثيلفينيديت، وهو الدواء الأكثر استخدامًا في معالجة فرط النشاط والحركة لدى الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم خمس سنوات، وتوجد في الصيدليات بشكل أقراص ذات جرعات صغيرة تُؤخذ مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم، أو أقراص مُعًّدلة تُؤخذ مرة واحدة يوميًا.
- الديكسامفيتامين، ويوجد هذا الدواء في شكل أقراص، أو محاليل فموية تُؤخذ مرة واحدة أو مرتين في اليوم.
- اتومكيسيتين، يزيد دواء الاتومكيسيتين من كمية النورادرينالين في الدماغ، التي تنقل الإشارات ما بين خلايا الدماغ، وتساعد في زيادة التركيز، والسيطرة على النبضات، ويكون هذا الدواء في شكل كبسولة تُؤخذ مرة واحدة أو مرتين في اليوم.
أسباب فرط الحركة عند الأطفال
لا يزال السبب الدقيق لاضطراب فرط النشاط والحركة غير مفهوم بشكل كامل، إلَّا أنّ بعض الدراسات قد أثبتت وجود بعض العوامل التي قد تساهم في التسبب في هذا الاضطراب، ومن ضمن هذه العوامل[٣]،[٤]:
- العوامل الوراثية، هناك مجموعة من الطفرات التي قد يتوارثها الطفل من والديه، التي تتسبّب في إصابته بهذا الاضطراب.
- وظيفة الدماغ وهيكله، أشارت بعض الدراسات التي تتضمن فحوصات الدماغ إلى أنّ مناطق معينة من الدماغ قد تكون أصغر في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة، بينما قد تكون مناطق أخرى أكبر، أو وجود خلل في مستوى الناقلات العصبية في الدماغ، أو أنّ هذه المواد الكيميائية قد لا تعمل بكفاءة عالية.
- الولادة المبكرة، فالأطفال الذين ولدوا قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل تزيد فرصة إصابتهم بالمرض.
- السلوكات الخاطئة للأم أثناء الحمل؛ كالتدخين، والإجهاد، واستهلاك الكحول.
- التعرض للسموم وبعض المواد الكيميائية؛ كالمبيدات، والمنتجات الصناعية السامة، والرصاص.
- المشاكل النفسية والاجتماعية، إذ ترتبط المشكلات المبكرة الشديدة التي قد يتعرض لها الطفل، وانخفاض الدخل، والحرمان بمشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك اضطراب فرط الحركة.
المراجع
- ↑ "Hyperactivity and inattention (ADHD)", child-encyclopedia, Retrieved 2019-4-14. Edited.
- ↑ "Hyperactivity", medlineplus, Retrieved 2019-4-14. Edited.
- ^ أ ب "Hyperactive Child: Everything Parents Wanted To Know About ADHD", parentingforbrain, Retrieved 2019-4-14. Edited.
- ^ أ ب "Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)", nhs, Retrieved 2019-4-14. Edited.