دواء للزكام

كتابة:
دواء للزكام

الزكام

الزكام هو عدوى فيروسية تصيب الأنف والأذنين والحنجرة، وعادةً ما يستمرّ بضعة أيام، وهو ليس خطيرًا غالبًا، مع ذلك فإنه يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات أخرى، ويميل الأطفال الصغار -خاصّةً الأطفال دون سن الثالثة- إلى الإصابة بالزكام بصورة متكرّرة أكثر من البالغين؛ لأنّ أجهزتهم المناعية لم تتطوّر بكامل.

تجدر الإشارة إلى أنّ الزكام (Common Cold) ليس نفسه الإنفلونزا (Flu)؛ إذ إنّ سبب هذه الأخيرة فيروس مختلف (الإنفلونزا A أو B)، والإنفلونزا أكثر خطورةً من الزكام وقد تهدّد الحياة[١].


دواء الزكام

يجب توفير الدفء للأشخاص المصابين بالزكام، والراحة قدر الإمكان، ومحاولة تجنّب نشر العدوى إلى أشخاص آخرين من خلال البقاء في المنزل، بالإضافة إلى ضرورة شرب السوائل واستنشاق بخار الماء من المرذاذ للمساهمة في الحفاظ على قوام المخاط رقيقًا سهل الطرد.

الأدوية المضادة للفيروسات المتاحة حاليًا ليست فعّالةً في علاج الزكام، ولا تساعد المضادات الحيوية أيضًا على علاج الزكام، حتى عندما يُنتِج الأنف أو السعال مخاطًا سميكًا أو بلونٍ غير طبيعي، وقد اقتُرِحَ تناول مكملات الزنك وفيتامين ج كعلاج؛ إذ أظهرت بعض الدراسات الصغيرة أنّها فعّالة، بينما أظهرت أخرى أنّها غير فعّالة، لكن لم تؤكد أيّ دراسات سريرية كبيرة فاعليتها.

كما تساعد العديد من العلاجات غير الملزمة بوصفة طبية الشّائعة على تخفيف أعراض الزكام، ولا تعالج العدوى التي عادةً ما تُشفَى بعد أسبوعٍ بصرف النظر عن العلاجات التي جُرِّبت، ويقول الأطباء إنّ استخدامها اختياري، وهذا يتوقف على مدى شعور الشخص بالمرض، فتُستخدم عدة أنواع مختلفة من الأدوية، منها ما يأتي[٢][٣]:

  • الأدوية المزيلة للاحتقان، إذ تساهم في تقليل احتقان الأنف، ومن الأمثلة على هذه الأدوية قطرات أوكسيميتازولين، وقطرات فينيليفرين.
  • مضادات الهيستامين، التي قد تساهم في تخفيف سيلان الأنف، ومن الأمثلة عليها برومفينيرامين، وكلورفينيرامين، ودايفينهيدرامين.
  • الأدوية المضادة للالتهابات اللاستيرويدية أو الأسيتامينوفين، التي تخفف الآلام وتقلل الحمّى.
  • شرابات السعال أو المقشّعات، التي قد تجعل السعال أخفّ عن طريق تخفيف قوام المخاط ليصبح طرده سهلًا، ومثال عليها الشرابات ذات المادة الفعّالة غوايفنيزين.


علاج الزكام دون دواء عند الأطفال

يمكن التخفيف من حدّة أعراض الزكام عند الأطفال والبالغين من خلال عدد من الطّرق الآتية[٤]:

  • الإكثار من شرب الماء: من المهم جدًا للأطفال الذين يعانون من الزكام الحصول على الكثير من السوائل؛ فهذه الحالة تسبب جفاف الجسم بسرعة، لذا يجب الحرص على شربها بانتظام.
  • التغذية المتوازنة: قد لا يشعر الأطفال المصابون بالجوع كالمعتاد، لذا ينبغي البحث عن طرقٍ لمنحهم السعرات الحرارية والسوائل، فالعصائر والحساء خياران جيّدان لذلك.
  • الغرغرة بالماء والملح: فذلك يهدّئ من تهيّج الحلق، وبخاخات الأنف المالحة تساعد أيضًا على التخلص من احتقان الأنف.
  • الحمامات الدافئة: إذ تساعد أحيانًاعلى تقليل الحمى، وتخفيف الآلام الخفيفة والشّائعة المرافقة للزكام.


أسباب الزكام

يُسببّ الإصابة بالزكام أكثر من 200 فيروس مختلف، و50% من الحالات سببها فيروسات الأنف، بالإضافة إلى فيروسات أخرى، منها ما يأتي[٥]:

  • فيروسات نظير الإنفلونزا البشرية.
  • الفيروس التالي لالتهاب الرئة البشري.
  • الفيروسات من عائلة كورونا.
  • الفيروس التنفسي المخلوي البشري.
  • الفيروسات المعوية.

عندما يتمكّن الفيروس من التغلّب على الجهاز المناعي للجسم تحدث العدوى، فخط الدفاع الأول لهذا الجهاز هو المخاط، الذي يُنتَج في الأنف والحنجرة بواسطة الغدد المخاطية، ويحبس هذا المخاط أي شيء يُستنشَق، مثل: الغبار، والفيروسات، والبكتيريا، وهو سائلٌ زلق تنتجه أغشية الأنف، والفم، والحلق، والمهبل، فعندما يخترق الفيروس المخاط يدخل إلى الخلية، ويتولى السيطرة، ويستخدم آلية الخلية لتصنيع المزيد من الفيروسات، التي بدورها تهاجم الخلايا المحيطة بها، كما أنّ بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بالزكام من غيرهم، منهم[٥]:

  • الأطفال دون سن السادسة.
  • كبار السن.
  • الأفراد الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
  • المدخنون.

كما أن أيّ شخص له تواصل وثيق مع الأفراد المصابين بالزكام معرّضٌ للإصابة، ويبدو أنّ الإصابة بالزكام تكون أكثر في فصلي الخريف والشتاء، لكنه قد يحدث في أي وقتٍ من السنة[٥].


مضاعفات الزكام

تؤدي الإصابة بالزكام إلى حدوث المضاعفات الآتية[٥]:

  • التهاب الشعب الهوائية الحاد: الذي يحدث عندما تلتهب الشعب الهوائية؛ أي الأنابيب الصغيرة في الرئتين، نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ولا تُستخدَم المضادات الحيوية إلّا في علاج العدوى البكتيرية، أمّا إذا بدت فيروسيةً فمن الشّائع تخفيف حدّة الأعراض فقط حتى تختفي العدوى مع مرور الوقت؛ لأنّ هذه المضادات لا تؤثر على الفيروس، وتؤخذ عينة من البلغم وتُفحَص تحت المجهر لتحديد مستويات البكتيريا، وتتضمن الأعراض الصّفير، وضيق التنفس، والسعال، والبلغم.
  • الالتهاب الرئوي: يحدث الالتهاب في الحويصلات الهوائية المملوءة بالسوائل، ويعدّ سببه البكتيريا أو الفيروسات، مع ذلك فإنّ فيروسات الزكام لا تسبب الإصابة به، لكن إذا حدث كأحد مضاعفات الزكام فمن المُرجّح أن يكون بسبب العدوى البكتيرية، لذلك تُوصَف المضادات الحيوية، وتتضمّن الأعراض الظاهرة الألم في الصدر، والسّعال، والحمى، وصعوبة التنفس.
  • التهاب الجيوب الأنفية البكتيري الحاد: يحدث عندما تصيب البكتيريا الجيوب الأنفية، وتُستخدَم مزيلات الاحتقان لتخفيف حدّة الأعراض، مع ذلك فإنّ المضادات الحيوية ضرورية لعلاج الحالة، ومنع تطوّر العدوى إلى حالاتٍ أخرى، مثل التهاب السحايا الجرثومي في حالات نادرة، وتتضمّن الأعراض الصداع، والإفرازات الأنفية.


الوقاية من الزكام

نظرًا لوجود العديد من الفيروسات التي تسبب الزكام فمن الصّعب تطوير لقاح ضدّه[٥]، مع ذلك توجد بعض الاحتياطات التي تساعد على تجنّب الإصابة، تتضمن ما يأتي[٥]:

  • تجنب الاتصال الوثيق بشخص مصاب بالزكام.
  • تناول الكثير من الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات؛ للمساهمة في الحفاظ على قوة الجهاز المناعي.
  • عند العطس في اليدين يجب الحرص على غسلهما بالصابون والماء على الفور.
  • غسل اليدين بانتظام؛ إذ تنتقل فيروسات الزكام من شخص إلى آخر عن طريق اللمس، كما ينتقل المزيد من الجراثيم من خلال المصافحة أكثر من التقبيل.
  • المحافظة على نظافة الأسطح في المنزل، خاصةً في المطبخ أو الحمام.
  • تجنّب لمس الوجه بعد العطس، خاصّةً الأنف والفم.


المراجع

  1. "Common cold", healthywa.wa.gov.au, Retrieved 14-12-2019. Edited.
  2. "Common Cold", www.msdmanuals.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  3. "Drugs to Relieve Common Cold Symptoms", www.healthline.com, Retrieved 11-03-2020. Edited.
  4. "Everything You Need to Know About the Common Cold", www.healthline.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "All about the common cold", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×