دوار الوضعة الانتيابي الحميد دليلك الشامل

دوار الوضعة الانتيابي الحميد (Benign paroxysmal positional vertigo) هي حالة من نوبات الدوار المتكررة والمفاجئة والمتمثلة بأحاسيس كاذبة ومزعجة مثل الشعور بأن الأشياء من حولنا تدور، ومن خلال الآتي سنذكر أبرز المعلومات عن هذه الحالة: 

دوار الوضعة الانتيابي الحميد

دوار الوضعة الانتيابي الحميد هو إحدى الاضطرابات الأكثر شيوعًا المسببة للدوار والدوخة، وغالبًا ما يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا بالرغم من أنه قد يُصيب جميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.

تُشير كل عبارة من مصطلح دوار الوضعة الانتيابي الحميد إلى وصف طبيعة الدوار الحاصل، فعبارة الوضعة (Positional) تُشير إلى أن الدوار يتحفز عند تغير وضعية الرأس، مثل: رفع الرأس إلى الأعلى أو خفضه إلى الأسفل، أو تحريكه على الوسادة عند الاستيقاظ، أو عند الاستلقاء أو النهوض من السرير.

بالإضافة إلى أن عبارة الانتيابي (Paroxysmal) تُشير إلى أن الدوار يستمر لفترة وجيزة ويحدث فجأةً، أما عبارة الحميد (Benign) فدلت على أن هذه الحالة ليست خطيرة أو مُهددة للحياة.

وبصورة عامة يُسبب دوار الوضعة الانتيابي الحميد أعراضًا مزعجة قد تعيق المصاب من أداء مهامه وأنشطته اليومية، وتكمن خطورته عندما تكون نوبات الدوار شديدة جدًا ومُتكررة، مما يُؤدي إلى اختلال توازن المريض وجعله عرضة للسُقوط وتعرضه للإصابات الجسدية.

أعراض دوار الوضعة الانتيابي الحميد

يُسبب دوار الوضعة الانتيابي الحميد نوبات قصيرة من الدوار تتراوح شدتها من الطفيفة إلى الشديدة، وتستمر لفترة زمنية قصيرة تتراوح من عدة ثوان إلى بضع دقائق، وقد يُرافق الدوار أعراضًا أخرى والتي تتضمن ما يأتي:

• الدوخة.
• إحساس المريض بدوران جسمه أو أن الأشياء المحيطة به تدور أو تتحرك.
• الشعور بخفة الرأس.
• القيء أو الغثيان.
• فقدان السيطرة على التوازن وعدم القدرة على الثبات.
• حركات سريعة لاإرادية في العينين، وتُسمى هذه الحالة بالرأرأة (Nystagmus).

أسباب دوار الوضعة الانتيابي الحميد

في معظم الحالات قد لا يُوجد سبب معين يوضح الإصابة بهذا النوع من الدوار، وهذه الحالة تسمى دوار الوضعة الانتيابي الحميد مجهول السبب، أما في الحالات الأخرى قد يحدث دوار الوضعة الانتيابي الحميد نتيجة أسباب عدة، وهي كالآتي:

1. اضطرابات الأذن الداخلية

تحتوي الأذن الداخلية على مجموعة من الأعضاء المسؤولة عن توازن وتنظيم حركات الرأس المختلفة، فعلى سبيل التوضيح توجد في الأذن الداخلية ثلاث قنوات نصف دائرية تُسمى مُجتمعة بالمتاهة الدهليزية والتي تحتوي على مستشعرات سائلة تقوم بتنظيم حركة الرأس الدورانية.

إضافة إلى وجود تراكيب أخرى تسمى غبار التوازن والتي تمتلك مستشعرات صلبة تسمى بلورات كربونات الكالسيوم (Calcium carbonate) التي تستجيب للجاذبية، ووظيفتها التحكم بتوازن وحركات الرأس المرتبطة بالجاذبية، مثل: إمالة الرأس للأعلى أو الأسفل، أو تحريكه يمينًا ويسارًا.

فعندما يحدث اضطراب ما في الأذن الداخلية، مثل: إصابة الأذن، أو التهاب الأذن الداخلية، أو حتى مع التقدم بالعمر قد تنفصل بلورات كربونات الكالسيوم وتنتقل إلى القنوات النصف دائرية خاصة عند تحريك الرأس.

قد يتسبب انتقال البلورات وتراكمها في القنوات النصف دائرية بتعطيل حركة السوائل فيها وتعطيل نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ مسببة بذلك حدوث دوار الوضعة الانتيابي.

2. أسباب أخرى

في الآتي بعض المشكلات التي يُمكن أن تُؤدي إلى الإصابة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد:

• تعرض الرأس لضربة شديدة.
• الجلوس نصف مستلقيًا على الظهر كما هو الحال عند الجلوس على كرسي طبيب الأسنان لفترة طويلة.
• تعرض أنسجة الأذن للضرر أثناء إجراء جراحة ما.
• الإصابة بالصداع النصفي قد يسبب هذا النوع من الدوار.

تشخيص دوار الوضعة الانتيابي الحميد

عادةً يتم تشخيص الحالة عن طريق أخذ المعلومات الضرورية المتعلقة بالأعراض والتاريخ الطبي للمريض وإجراء بعض الفحوصات اللازمة لتحديد المشكلة، وتتلخص هذه الإجراءات بالآتي:

• فحص بدني، وفحص الأذن.
• اختبار يسمى مناورة ديكس هولبيك (Dix-Hallpike maneuver)، وهو فحص بدني يقوم به الطبيب للتحقق من وجود الدوار ورأرأة العين أثناء استلقاء المريض على ظهره وتحريك رأسه.
• التصوير بالرنين المغناطيسي للتحقق من وجود مشكلات صحية في الرأس أو الأذن الداخلية.
• تخطيط كهربية الرأرأة للتحقق من حدوث الرأرأة بالاستجابة إلى الضوء أو تحريك الرأس.
• مخطط كهربية الدماغ للتحقق من وجود مشكلات عصبية أخرى.

علاج دوار الوضعة الانتيابي الحميد

عادةً يزول دوار الوضعة الانتيابي الحميد من تلقاء نفسه دون تدخل علاجي خلال عدة أسابيع أو أشهر، بالإضافة إلى أنه تتوفر عدة طرق علاجية لتخفيف الأعراض، والتي تشمل ما يأتي:

• تمارين خاصة تسمى مناورة إيبلي (Epley maneuver) يتم إجراؤها في عيادة الطبيب لإعادة وضعية غبار قناة الأذن.
• استخدام بعض الأدوية لفترة قصيرة لتخفيف أعراض الدوار، مثل: اللورازيبام (Lorazepam)، أو الديازيبام (Diazepam)، أو الميكليزين (Meclizine).
• الجراحة في حالات نادرة.