دور وسائل الاعلام في انقاذ حياة الناس

كتابة:
دور وسائل الاعلام في انقاذ حياة الناس

المعلومات الطبية في وسائل الإعلام تزيد من وعي الناس واهتمامهم في صحتهم, وبالتالي تساعدنا بالوقاية من الأمراض الخطيرة.

مع ارتفاع معدل الأعمار المتوقع (Life expectancy)، فإن عدد الأشخاص المسنين يرتفع أيضا، وتزداد الحاجة للحفاظ على صحتهم والاهتمام بها. نحن نتحدث عن جمهور واسع من الأشخاص المعرضين بشكل كبير لمخاطر واحتمالات الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات، بينما هنالك صعوبة جمة في أن نوصل لهم المعلومات الطبية التي قد تدفعهم للتحرك من أجل الكشف المبكر عن إمكانية إصابتهم بهذه الأمراض. 

في إطار بحث علمي جديد، تم إجراؤه في الولايات المتحدة الأمريكية، تم إلقاء الضوء (ببعض التفاؤل) على الوضع القائم، وعلاقته بموضوع الاطلاع على المعلومات الطبية عبر وسائل الإعلام. فقد كشف البحث الذي أجري مؤخرا على مجموعة من النساء المسنات أن الاطلاع على هذه المعلومات يشجع النساء على التوجه لإجراء فحوص الكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان الامعاء الغليظة، كما أنه يساهم في زيادة اهتمام الجمهور عامة بتكرار إجراء هذه الفحوص، بالإضافة لإجراء فحوص أخرى إضافية.

من أجل إجراء البحث، تم تحليل كمية كبيرة من المعطيات المتعلقة بالجمهور، والتي فحصت مصادر المعلومات عن سرطان الثدي والأمعاء الغليظة لدى النساء المسنات في مختلف أرجاء الولايات المتحدة. تم جمع هذه المعطيات في إطار استطلاع توجهات الجمهور ومصادر معلوماته ابتداء من العام 2003 إلى حين إجراء البحث. 

كانت الفرضية المركزية التي اعتمد عليها البحث تقول إن مصادر معلومات المشاركين به بالنسبة لأمراض السرطان هي مصادر محدودة. كذلك، تم التشديد على النساء المسنات اللاتي لم يكن لديهن تاريخ طبي يتضمن الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان الامعاء الغليظة، من أصول عرقية متنوعة، بما في ذلك النساء الأمريكيات من أصول أفريقية ولاتينية. 

خلال البحث، اعتمد الباحثون على الإجابات التي توفرت لديهم من خلال سلسلة الأسئلة المفصلة التي تم طرحها على النساء المشاركات بالبحث، والتي تضمنت أسئلة حول الفحوص الطبية والصحية المتنوعة، نمط الحياة، والاطلاع على وسائل الإعلام. تم تقسيم المشاركات إلى مجموعات وفق أعمارهن، كما تم تحليل النتائج وفقا للجيل. 

عند تحليل نتائج البحث، تبين أن النساء بجيل 75 عاما وما فوق، أجرين عددا أقل من فحوص التصوير الإشعاعي للثدي (Mammography) خلال السنتين الأخيرتين، بالمقارنة مع مجموعة النساء اللاتي تترواح أعمارهن بين 65 و 74 عاما. كذلك، في كلا المجموعتين العمريتين، كانت معدلات إجراء الفحوص منخفضة جدا لدى النساء من أصول لاتينية ولدى ذوات الدخل المنخفض. أما معدلات إجراء فحص سرطان الأمعاء الغليظة عبر فحص الدم الخفي في البراز خلال السنة الأخيرة، أو عبر فحص التنظير الداخلي (Endoscopy) خلال السنوات الخمس الأخيرة، فكانت هي الأخرى متدنية لدى النساء ذوات الأصول الأفريقية أو اللاتينية بالمقارنة مع النساء الأخريات من نفس الفئة العمرية.

وكما أسلفنا، فحص البحث اطلاع النساء على وسائل الإعلام، وقام الباحثون بمقارنة وتحليل المعطيات المتعلقة بهذا المجال، فتبين لهم أن النساء اللاتي أجرين فحص التصوير الشعاعي من أجل الكشف المبكر عن سرطان الثدي، كنّ على اطلاع أوسع على المعلومات الطبية عبر وسائل الإعلام من النساء اللاتي لم يخضعن لهذا الفحص مؤخرا. كذلك، تم اكتشاف اهتمام أكبر - لدى النساء اللاتي خضعن لفحوص الكشف عن سرطان الأمعاء الغليظة - بالمعلومات الطبية التي توفرها وسائل الإعلام، مقارنة  بالنساء اللاتي لم يخضعن لهذا الفحص، واللاتي قلن إن أفضل وسيلة بالنسبة لهن لتلقي المعلومات الطبية، هي وسائل الإعلام المطبوعة.

من خلال تحليل مجمل معطيات البحث، يظهر لدينا استنتاج واحد لا يقبل الشك، بإمكان المهتمين والمختصين في مجال الصحة استخدامه والاعتماد عليه، وهو أن  من شأن المعلومات الطبية المتعلقة بإجراء فحوص الكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان الأمعاء الغليظة، المخصصة للنساء المسنات، أن تساهم وتدفع هؤلاء النسوة لاتخاذ إجراءات وقائية، وأن تنقذ حياتهن. 

4326 مشاهدة
للأعلى للسفل
×