دولة الخلافة العباسية

كتابة:
دولة الخلافة العباسية

نشأة وقيام دولة الخلافة العباسية

ترجع أصول الدولة العباسية إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وقد أشيع في ذلك الوقت أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك سمم أحد بنو العباس، وهو أبو هاشم عبد الله بن محمد، وقد حمل ابن عمه محمد بن علي بن عبد الله بن العباس على عاتقه تنظيم أول دعوة عباسية للتخلص من خلافة بني أمية، وذلك عام 99هـ.[١]

وقد اختار محمد بن علي مركزين للدعوة وهما؛ الكوفة وخراسان، وذلك لعدة أسباب من أهمها؛ نقمة أهل الكوفة على بني أمية منذ واقعة مقتل الإمام علي، إلى جانب بعد خراسان عن مركز الدولة، وحداثة أهلها بالإسلام ووجود صراعات عصبية بها يمكن الاستفادة منها.[١]

وبالفعل أصبحت المدينتان مرتكزا الدعوة العباسية، إلى جانب إقامة الإمام في الحميمية بالأردن، وذلك حتّى توفى محمد بن علي في عام 125هـ، وتولي ابنه إبراهيم أمور الدعوة من بعده، مما زاد من نجاح الدعوة العباسية بتولي إبراهيم بن محمد؛ لمواكبة ذلك اشتداد الصراع في أرجاء الخلافة الأموية، إلى جانب تعرفه على أبو مسلم الخراساني الذي كان له الفضل الأكبر في قيام الخلافة العباسية.[١]

استطاع أبو مسلم السيطرة على إقليم خراسان بالكامل بحلول عام 131هـ، وفي العام التالي استطاع دخول الكوفة والسيطرة على معظم أراضي العراق، وقد شهد نفس العام وفاة إبراهيم بن محمد وخلافة أخيه أبو العباس السفاح، الذي حقق النصر الأخير على الأمويين وأعلن قيام الخلافة العباسية في عهده.[١]

حكم الدولة العباسية

انتهج العباسيون نهجاً مغايراً لسابقيهم الأمويون، حيث تركوا التركيز على الفتوحات غرباً في شمال إفريقيا والبحر المتوسط وجنوب قارة أوروبا والأراضي البيزنطية بصفة عامة، إلى التركيز على جهة الشرق، حيث انتقلت الخلافة من دمشق إلى العاصمة الجديدة التي أسسها أبو جعفر المنصور وهي مدينة بغداد، والتي أصبحت من أهم الحواضر في العالم في تاريخها.[٢]

وركزت الخلافة في ذلك الوقت على بلاد فارس والشرق بصفة عامة، وقد صاحب ذلك تغيرات جذرية في النظرة إلى الخلافة والقومية في التاريخ الإسلامي، فقد أعلنت خلافة أموية في الأندلس، وخلافة فاطمية في شمال إفريقيا في عهد العباسيين.[٢]

وقد تخلى العباسيون عن العصبية العربية في قوام الدولة، واعتبروا الإسلام هو العنصر الأساسي المكوّن لها، وذلك بسبب الدعم الفارسي في فترة نشأة الدولة، الأمر الذي أضفى طابعاً فارسياً على الخلافة من مظاهر الترف، ومع ذلك فقد اهتم العباسيون بالتأكيد على تحكيم الإسلام كقاعدة عامة للحكم.[٢]

سقوط الدولة العباسية

كان الضعف قد دب في أوصال الخلافة العباسية بعد تولي الخليفة المستنصر بالله في عام 623هـ، خلفاً لأبيه الظاهر بأمر الله، وكان المستنصر أحد الخلفاء الذين اشتهروا بالعدل بين الرعية، وفي عهده استطاع التغلب على بعض هجمات التتار، الأمر الذي زاد من رصيده لدى العامة.[٣]

وقد كان للمستنصر أخًا يدعى الخفاجي قد اشتهر أيضاً بالشجاعة والهمة والإصرار على مجابهة التتار، حتّى أشيع أنّه يرغب في دحرهم حتّى نهر جيحون، ولكن بوفاة المستنصر لم يتول الخفاجي الخلافة، وتولاها المستعصم بالله آخر خلفاء الدولة العباسية الأولى الذي كان ضعيف الرأي والقوة، ويروى أنّ وزيره مؤيد الدين العلقمي قد عمل لصالح التتار جاسوساً، وقد دخل التتار بغداد في عام 656هـ وأمعنوا في تدميرها وقتل سكانها مما أدى إلى سقوطها وسقوط الخلافة العباسية.[٣]

وفيما يلي تلخيص لأبرز أسباب سقوط الدولة العباسية:[٤]

  • إحكام سيطرة الحكام الإقليميين من الناحية العسكرية من خلال اعتماد الدولة العباسية على نظام جباية الضرائب، الأمر الذي أدى إلى سخط القبائل البدوية.
  • حدوث فجوة بين الشعوب والقيادات بعد إشغال الفرس والأعاجم لمعظم مناصب الدولة.
  • تمرد بعض الأفراد على سياسة الدولة العباسية.
  • ضعف الاستقرار المالي في الدولة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "نشأة الخلافة العباسية"، islamstory، 5-1-2006، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "ʿAbbāsid dynasty", Britannica,7-1-2018، Retrieved 28-2-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية"، islamstory، 14-4-2010، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2018. بتصرّف.
  4. "History of the Abbasid and Umayyad Dynasties", portland state university, Retrieved 26/4/2022. Edited.
7407 مشاهدة
للأعلى للسفل
×