الرصافي
يعدُّ معروف الرصافي أحد أشهر شعراء العراق، هو معروف بن عبد الغني الجباري والده كردي من عشيرة الجبارة التي تسكن في مدينة كركوك، ولدَ عام 1875م في مدينة بغداد ونشأ فيها، عمل مدرسًا في مدرسة الراشدية ثمَّ مدرسًا للأدب العربي في الإعدادية في بغداد، في عام 1920م عمل مدرسًا في دار المعلمين في القدس، عاد بعد ذلك إلى بغداد وأصدر جريدة الأمل وانتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية في دمشق، وبذلك كان له مسيرة حافلة في سلك التدريس والعلوم والأدب وفي النهاية عين أستاذًا للغة العربية في دار المعلمين العالية عام 1927م، توفي عام 1945م، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول ديوان الرصافي وحول شعر من ديوان الرصافي. [١]
ديوان الرصافي
كان لمعروف الرصافي شهرة كبيرة في عالم الأدب العربي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد تنقل بين العديد من المناصب وزار عددًا من المدن الإسلامية وعمل في التدريس وكان له تجربة واسعة في الحياة، استطاع من خلال شعره أن يعبر عن كل ما يدور في نفسه من مشاعره وهواجس وأحاسيس، ويعد ديوان الرصافي من أهم آثار ومؤلفات معروف الرصافي، وقد تميز أسلوب ديوان الرصافي بالمتانة في اللغة والرصانة في الأسلوب، جمع فيه الرصافي مواضيع شتى في الدين والاجتماع والكون والفسلفة والحرب والتاريخ والسياسة وغيرها، وناقش كثيرًا من المواضيع التي تمسُّ المجتمع بكل ألوانه ومكوناته وقد اشتهر بأنه هاجم ظلم الحكام واستبداد السلطان العثماني عبد الحميد ودعا إلى عزله، فكان الرصافي بمثابة المتحدث باسم جيل كامل في تلك الفترة الزمنية، وفي ديوان الرصافي كان يدعو الرصافي إلى نهضة الشعوب الإسلامية من سباتها، ودعا إلى الاهتمام بالعلوم وبناء المدارس، ودافع عن الدين الإسلامي دفاعًا مستميتًا ورفضَ ما يُقال حول الإسلام من أنه عثرة أمام طريق التقدم والتطور، وأيضًا احتوى ديوان الرصافي على قصائد رثاء رثى فيها الرصافي عددًا من الشخصيات الهامة في التاريخ الإسلامي مثل الحسين بن علي -رضي الله عنه-، وأحمد شوقي وغيرهم، لذلك يمكن اعتبار ديوان الرصافي موسوعة شعرية شاملة وغنية بالكثير من المواضيع. [٢]
شعر من ديوان الرصافي
بعد الحديث عن ديوان الرصافي لا بدَّ من إدراج بعض القصائد من الديوان، فقد تناولت أشعار الرصافي كثير من المواضيع الحسّاسة والتي تمسُّ قضايا المجتمع الاجتماعية والسياسية، مثل الطلاق ورعاية الأيتام والتعليم وظلم الحكام وغيرها، وفيما يأتي بعض الأشعار من ديوان الرصافي: [٣]
- القصيدة الأولى: يتناول فيها الرصافي موضوع الأخلاق ودور الأمهات في تربية الأبناء وتهذيب أخلاقهم: [٤]
هي الأخلاقُ تنبتُ كالنباتِ إذا سُقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهَّدها المُربي على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساقٍ كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحًا بأزهارٍ لها متضوِّعات
ولم أر للخلائق من محلٍّ يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمِّ مدرسة تسامتْ بتربية ِ البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسنًا بأخلاق النساءِ الوالداتِ
وليس ربيبُ عالية ِ المزايا كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنانٍ كمثل النبت ينبت في الفَلاة
- القصيدة الثانية: يتناول الرصافي في هذه القصيدة السبات الذي كانت تعيشه الأمة الإسلامية ورقادها الطويل الذي أنهكها: [٥]
إلى كم أنت تهتف بالنشيدِ وقد أعياك إيقاظ الرقود
فلست وإن شددت عرى القصيد بمجدٍ في نشيدكَ أو مفيدِ
لأن القوم في غيٍّ بعيدِ
إذا أيقظتهم زادوا رقادا وإن أنهضتهم قعدوا وثادا
فسبحان الذي خلقَ العبادا كأنَّ القوم قد خلقوا جمادا
وهل يخلو الجماد عن الجمودِ
أطلت وكاد يعييني الكلامُ ملامًا دون وقعته الحسام
فما انتبهوا ولا نفع الملامُ كأنَّ القوم أطفال نيام
نهز من الجهالة في مهود
إليكِ إليكِ يا بغداد عني فإني لستُ منكِ ولستِ مِني
ولكني وإن كبر التجني يعزُّ عليَّ يا بغداد أني
أراك على شَفَا هول شديد
- القصيدة الثالثة: من القصائد التي كان يحثُّ فيها على التعليم وبناء المدارس واستنهاض الهمم لإعادة بناء المجد بالعلم والعمل: [١]
ابنوا المدارس واستقصوا بها الأملا حتى نطاول في بنيانها زحلا
جودوا عليها بما درَّت مكاسبكم وقابلوا باحتقارٍ كلَّ مـن بخلا
لا تجعلوا العلم فيها كلَّ غايتكم بل علموا النشء علمًا ينتج العملا
ربُّوا البنين مع التعليم تربيةً يمسي بهـا ناقصُ الأخلاق مكتملا
فجيِّشوا جيشَ علمٍ من شبيبتنا عرمرمًا تضـرب الدنيا به المثلا
إنا لمن أمَّة في عهدِ نهضتنا بالعلم والسيفِ قبلًا أنشات دولا
المراجع
- ^ أ ب معروف الرصافي, ، "www.marefa.org"، اطلع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرف
- ↑ ديوان معروف الرصافي, ، "www.abjjad.com"، اطلع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرف
- ↑ ديوان معروف الرصافي, ، "www.adab.com"، اطلع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرف
- ↑ هي الأخلاق تنبت كالنبات, ، "www.adab.com"، اطلع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرف
- ↑ إلى كم أنت تهتفُ بالنشيد, ، "www.adab.com"، اطلع عليه بتاريخ 27-3-2019، بتصرف