ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم والسنة الشريفة

كتابة:
ذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم والسنة الشريفة

المسجد الأقصى المُبارك

إنّ المسجد الأقصى المُبارك هو المسجد الواقع في مدينة القدس الشريفة، وهو مسجد مبنيٌّ على رأس الجبل، وقد بناه الخليل إبراهيم عليه السّلام بعد بنائه لبيت الله الحرام الكعبة المشرفة، وقد قيل أنّ يعقوب عليه السّلام هو الذي قام بتأسيسه، وبين البناءين من العمر أربعون عاماً كما سيأتي في الأحاديث لاحقًا،[١] وللمسجد الأقصى عدة مسمّيات؛ لكن من أشهرها؛ بيتُ المَقدِس؛ أي البيت الذي يتم التطهر فيه من الذنوب والمعاصي، ويُسمّى بيتُ إيلياء؛ أي بيت الله، كما أنّه أولى القبيلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وموطنُ إسراء النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلَّم، الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، كما أنّه أحد المساجد الثلاثة التي قد كُرّمت على من سواها؛ أي هي مساجد تشدّ لها الرّحال، ولا تشدُّ إلا إليها، وهو مسجد مباركٌ؛ لأنّ الله تعالى باركه وبارك حوله، ويُعرف بالمسجد الأقصى لبعده عن المسجد الحرام، وهو أبعد مسجد عن أهل مكة في هذه الأرض يُعظّم المسلمون بالزيارة.[٢]


ذكرُ المسجد الأقصى في القرآن الكريم والسنة الشريفة

المسجدُ الأقصى في القرآن الكريم

  • إنّ المسجد الأقصى هو مسرى الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلَّم؛ وقد عُرج منه إلى السّموات العليا؛ أي أنّ المسجد الأقصى كان هو القبلة الأولى وقتئذ للمسلمين، فصلّى النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلَّم لقبلة بين المقدس، ثلاثة عشر عاماً، لمّا كان بمكة، وبعد أن هاجر للمدينة صلّى فيها سبعة عشر شهراً؛ إلى أن نزل القرآن الكريم؛ فأمره الله تعالى بالتوجه لبيته الحرام واتخاذه قبلة للمسلمين؛ أي أنّ المسجد الأقصى مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالمسجد الحرام؛ فقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[٣][٤]
  • إنّ المسجد الأقصى المبارك لم يذكر صراحةً باسمِه في القرآن الكريم إلا في موضع سورة الإسراء المذكور آنفاً؛ لكن قد ورد آياتٍ تدلّل عليه أو على مكانه الجغرافيّ، وذلك في الحديث عن الأمم السالفة، وتنوّع الأحكام والشرائع من أمةٍ لأمةٍ، ومن رسولٍ لرسولٍ؛ ففي حديثه عن إبراهيم ولوط عليهما السلام، قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)،[٥] أي هي بلاد الشام، وفي حديثه عن موسى عليه السلام وأخيه هارون عليه السلام أمر قومهما بالذهاب للأرض المقدسة؛ فأبوا؛ فأصابهم التِيَه؛ فقال تعالى على لسانهم: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)،[٦] وفي حديثه عن أتباع عيسى عليه السّلام بميراث الأرض، فهي لله تعالى يورثها من يشاء؛ فهي للمؤمنين قبل بني إسرائيل، وهي لهم من بعدهم؛ فقال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).[٧][٤]


المسجد الأقصى في السنة الشريفة

وردت أحاديث كثيرة في الحديث عن المسجد الأقصى المُبارك سواءٌ في ذكره أو في فضله، ومن أبرزها وصحيحها:[٨]

  • قالَ النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلَّم: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، .... قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ).[٩]
  • ما ورد عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلّم من حديث أبي ذر رضي اللَّه عنه قال: (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن أوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ؟ قالَ المَسْجِدُ الحَرَامُ قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ عَامًا، ثُمَّ الأرْضُ لكَ مَسْجِدٌ، فَحَيْثُما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ).[١٠]
  • قال النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى)،[١١] وقصد في مسجدي هذا، المسجد النبويّ الشريف.


المراجع

  1. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 134. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 232-231. بتصرّف.
  3. سورة الإسراء، آية:1
  4. ^ أ ب أحمد بن عبد العزيز الغامدي (5/10/2016)، "خطبة عن المسجد الأقصى المبارك"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
  5. سورة الأنبياء، آية:71
  6. سورة المائدة، آية:24
  7. سورة الأنبياء، آية:105
  8. "المسجد الاقصى في السيرة النبوية"، إسلام ويب، 22/6/2014، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2022. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، صحيح.
  10. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:520، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1397، صحيح.
6752 مشاهدة
للأعلى للسفل
×