رسالة اعتذار

كتابة:
رسالة اعتذار

رسالة اعتذار رسمية

سيادة المدير المحترم، تحية طيبة وبعد: أرسل لمعاليكم هذه الرسالة التي أكتبها وكلّي خجل ممّا قد بدر منّي من تقصير في العمل، ولكنّني أحبّ أن تعلموا أنّ ذلك التقصير ما كان ليقع لولا بعض الظروف التي قد مررتُ بها، أعلم أنّ الظروف الخاصّة عليها ألّا تعرقل سير العمل كما حصل معي، وأعلم كذلك أنّ الإنسان ينبغي له إذا ما دخل من باب مكان عمله عليه أن يترك مشكلاته الشخصيّة وحياته الشخصيّة كذلك عند الباب وأن يدخل وهو لا يحمل معه سوى شخصيّة العمل الإيجابيّة التي تبني ذلك العمل وتنمّيه وتجعله في مراتب متقدّمة في السوق وتكسبه سمعة حسنة.


لكن ماذا يفعل من هو من لحم ودمّ أيضًا؟ ماذا سيكون موقف ربّ الأسرة وهو يخرج من بيت تحيط به الرزايا؟ ماذا سيفعل الابن الذي يترك والدَيه في حال سيّئة ويأتي إلى العمل والنار تضرّم في خافقه ممّا يعانيان؟ لا بدّ أنّه سيتضعضع ولو مرّة في حياته العمليّة، وإنّني إذ أرجو الغفران منكم والصفح والعفو فلأمرين: الأوّل هو ما تعوّدته منكم من طيب الأصل وكرم المحتِد وصفاء النفس وسماحة الخلق، تلك السجايا النبيلة التي جعلتني أستمرّ معكم في العمل لما يربو على عقد من الزمن لم أكن فيها إلّا كما ترجون، وكنتم فيها فوق ما أرجو وأؤمّل.


ختامًا يا سيادة المدير المكرّم، حين دخلتُ الشركة أوّل مرّة منذ زمنٍ بعيد قلتَ لي: لا نريد في عملنا سوى الأكفياء، وبعد مرور وقت وبعد النجاحات الكثيرة التي أسهمت فيها في العمل قلتَ لي أمام جمعٍ من الموظفين: هذا هو رجُل شركتنا وإنّني أراهن عليه، وبعد كل تلك الخدمات التي قدّمتُها وأنا مسرور من غير أن يكون لي فيها منّة عليكم أقول لكم: إنّني أعدكم أن يكون هذا الخطأ هو الأول والأخير، وأعدكم أن أكون كما رأيتموني دائمًا مثالًا للتفاني والعطاء والإيجابيّة، وأعدكم أن أبذل وسعي لأعوّض عمّا فاتني، بل وأتجاوز ذلك وأقدّم كلّ جديد ومفيد بإذن الله.

رسالة اعتذار لصديق

صديقي العزيز، يا أخي، يا قسيم النفس والروح، يا من تجمعني به رابطة أقوى من الدم وأصفى، يا شريك الأيّام الجميلة والمرّة، يا مَن قد نشأنا معًا منذ الطفولة على جميل الأخلاق والسجايا، لا أدري من أين أبدأ اعتذاري، فالذي قد بدرَ منّي ما كان ينبغي له أن يخرج سوى من عدوّي وعدوّك، ولا أدري كيف طاوعتني نفسي أن أفعل هذا الأمر معك، ولكنّها النفس التي لا تستقيم على أمرٍ حسَن حتى تنقضه بما يسوء ويصمي.


إنّ هذه النفس التي أشكوها لك الآن قد كنتَ أقربَ الناس إليها، وما زلت، ولكنّها قد أطاعت الشيطان فأضلّها سواء السبيل، وما أبرّئ نفسي فإنّ الشيطان لولا أنّه قد وجد في نفسي أسباب الفساد ما اجترأ عليّ، وها أنا الآن أصفع شيطاني وأعود إليكَ محمّلًا بلوثي وطيني ومائي العكر، فهل تراك تصفح عنّي زلّتي؟ قديمًا كان الشعراء إذا ما نكبهم الملوك أو الأمراء فإنّهم كانوا يستعطفونهم برسائل من عيون أشعارهم، على أنّني لستُ بحاجة للكلام المدبّج إذا ما طلبتُ من الصفح والعفو، فهل يسع الروح أن تخاصم نفسها؟ فإذًا مصيرها الهلاك لا ريب.


فيا نفسي منّي، ويا من أستقي منه الحب والحكمة والرأي السديد، يا مَن تعلّمتُ منه التروّي أدعوك أن تروّي فيّ، وتعيد النظر وتقلّبه قبل أن تحكم في أخيك، فإنّي -والله يشهد- لم أفعل ما فعلتُ عن سوء نيّة أو طويّة، ولكنّ حسن الظنّ يقود أحيانًا إلى سوء الاختيار إن كان نبع من نفسٍ طيّبة لم تأثم قبلًا، فإن كانت المغفرة هي الخلق الذي تعلّمناه من ديننا أفلا تغفر؟ إنّني أقسم عليك بما آمنت به العرب أن تكون سمحًا كما علمتُك وتغفر لأخيك وتقبل اعتذاره إليك، وإنّني أعاهدك على ألّا أنكث هذا العهد ولا أخلف وعدي وأن أكون لك خيرًا ممّا تريد وترجو، فاقبل اعتذاري، إنّني أنا أخوك.

رسالة اعتذار لحبيبتي

حبيبتي، في شوق لكِ أنا، حبيبتي، هل يهون الحبّ عندكِ لزللٍ قد بدر منّي أو خطأ قد جررته على نفسي ولا يضرّك سوى أنّني أنا من جنيته؟ إنّني إذ أذنبتُ معك فلأنّ الحياة قد ألزمتني خِيارًا لم أعِ أنّ عاقبته ستكون هجركِ لي، أفتعلمين كيف صرت بعدك وكم أشتاق لك؟ كجُنديٍّ ظامئ للأرض أنا، أرهقته سبعُ خيباتٍ عِجافٍ، حتى إذا أتاها لم يجدها بل ربّما وجد الضّلال أشتاقُ لكِ، كصبيّةٍ راعها بُعدُ الحبيب وقد تشظّت في دِماها روحُهُ أشتاقُ لكِ، كقذيفةٍ عجلى تسعى لتأثَمَ من دمِ امرئ عبَثَ الزّمانُ به طويلًا فارتمى يسجدُ للذي خلق الأرض والسّماواتِ العُلا أشتاقُ لكِ.


أرسل لكِ هذه الرسالة وأنا أعلمُ أنّك نائمة كملاكٍ قد هبط من الجنان ليكون فيه تجلّي الحكمة الإلهيّة في جمال الخلق، فأيّ سخف هذا الذي كنتُ فيه إذ أتركك من حين لآخر لأردّ على غيرك وأنت التي وهبتني قلبك، وهل بعد القلب هبةٌ تُعطى، فكيف أعتذر إليكِ يا سيّدتي؟ وكيف أكفّر عن خطئي في حضرة حبّك؟ أعن خطئي أكفّر، أم عن ابتعادي عنكِ؟ لا أدري حقيقة، ولكن كلّ ما أدريه أنّ قلبي إذ ينبض كل يوم فهو نابضٌ باسمك، وإن كان من سبب يجعله يتفاءل بيومه فهو أنّني أعدُهُ بأنّك ستضمّينه بين ذراعيك حيث سيجد الجنّة التي يحلم بها.


فهل تعطفين على قلبي الباكي وتصفحين عنه ليعدكِ بأنّه لن يفارقكِ حتى تفارق روحه بدنه؟ هل تصفحين عنه ليعود كالعصفور الذي يطير من عشّه أوّل مرّة فرحًا بجناحيه اللذَين يرى العالم من خلالهما لا من خلال عينيه.



لقراءة مزيدٍ من رسائل الاعتذار، اخترنا لك هذا المقال: رسالة اعتذار للزوج.

4070 مشاهدة
للأعلى للسفل
×