رضاعة أطفال الخداج

كتابة:
رضاعة أطفال الخداج

أطفال الخداج

تحدث الولادة في الحالة الطبيعية بعد إتمام 40 أسبوعًا من الحمل، وفي ظروفٍ معيّنة وقبل إتمام الأسبوع 37 قد تحدث الولادة المبكرة التي يولد فيها طفل سابق لأوانه أو المعروف أيضًا باسم طفل الخداج، ذلك قبل إتمام الأسابيع الأخيرة الحرجة في رحم الأم، وهي المرحلة المهمة التي تتطور فيها الأعضاء الرئيسة في جسم الجنين، ويكتسب الوزن قبل الولادة، وهو ما يستدعي إبقاء أطفال الخداج في المستشفى مدة أطول لتلقي الرعاية الصحية المناسبة.

ويمكن القول إنَّ ما يقارب 60% من الحمل بالتوائم يؤدي إلى حدوث ولادة مبكّرة، وتحدث الولادة المبكرة في 11-13% من المجموع الكلي للحمل في الولايات المتحدة، أمَّا في ما مضى فقد مثّلت الولادة المبكرة سببًا أساسيًّا لوفاة الأطفال في الولايات المتحدة، لكنْ مع تطوّر الرعاية الصحية بأطفال الخداج شهدت معدلات نجاة أطفال الولادة المبكرة ارتفاعًا ملحوظًا، وبالرغم من ذلك، ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها، فإنَّ الولادة المبكرة ما زالت سببًا رئيسًا لوفاة الرضع في أنحاء العالم جميعها، وهي أيضًا السبب الرئيس لظهور اضطرابات الجهاز العصبي عند الأطفال على المدى الطويل.[١][٢]


رضاعة أطفال الخداج

ينمو معظم الأطفال في وحدة العناية المركّزة للأطفال حديثي الولادة أو قسم الخداج بصورة بطيئة، إذ يبدو الطفل صغير الحجم عند خروجه من المستشفى، فرغم أنَّ تغذية طفل الخداج بالسوائل الوريدية تزوِّده بالعناصر الغذائية الضّرورية لنموه وتقويته؛ فهو يحصل على فائدة أكثر عند تغذيته بالحليب، خاصّةً أنَّ التغذية الجيدة في المرحلة الأولى تضمن حصول الطفل على العناصر الغذائية جميعها التي تساعد في اكتسابه الوزن، ونمو وتطوّر الدماغ.[٣] وتُنفّذ رضاعة اطفال الخداج عبر ما يأتي:

  • أنبوب تغذية الطفل، في المرحلة الأولى من ولادة الطفل مبكرًا، خاصةً عند ولادته قبل إتمام الأسبوعَين 34-36 في رحم الأم، فإنّ نضجه غير كافٍ ليطوِّر لديه القدرة على المص، والبلع، والتنفس، وتصبح التغذية الفموية غير آمنة للطفل في هذه الحالة؛ لذا يُستخدم أنبوب التغذية لتزويد الرضيع بحاجته من الحليب، ويمرَّر عبر الأنف أو الفم ويصل إلى المعدة.

ومن المضاعفات التي قد ترافق استخدام هذه الطريقة الإصابة بالتهاب معوي قولوني ناخر، ويعتمد حدوث هذا الاضطراب على عمر الحمل، ووزن الطفل عند ولادته، ويُوصَى باستخدام حليب الثدي لإطعام أطفال الخداج عبر أنبوب التّغذية؛ فهو يحتوي على العناصر الغذائية جميعها، والهرمونات، وعوامل النمو، والمناعة، التي تساعد في تطور ونمو الطفل، ويسهل هضم حليب الأم مقارنةً بالحليب الصناعي، وتشير بعض الدراسات إلى أنَّ حليب الثدي يقلل خطر الإصابة بعدم تحمل الطعام، أو اضطرابات الجهاز الهضمي، والتهاب معوي قولوني ناخر، إلى جانب أنَّ التغذية بحليب الثدي تقلل خطر الإصابة بالعدوى الشديدة، وهي إحدى الأسباب الرئيسة لحدوث الوفاة بين أطفال الولادة المبكّرة في الدول النامية.[٤]

وفي معظم الأحيان تُنصح الأم بجمع حليب الثدي ثماني مرات خلال اليوم، وعلى الأقلّ واحدة منها خلال ساعات الليل، إذ يسهل إخراجه من الثدي بواسطة اليد في الأيام الأولى بعد الولادة، وجمعه بعد ذلك في أنبوب صغير معقّم وتخزينه في حقنة، أمَّا في حال بدء إفراز كميات أكبر من الحليب في ثدي الأم فإنها تستخدم المضخة في جمعه،[٥] أمَّا في حالة عدم توفر الحليب الطبيعي من الثدي يلجَأ إلى استخدام تركيبة الحليب الصناعي البديل من حليب الأم، الذي يتميز بقدرته على زيادة سرعة اكتساب الطفل للوزن، وزيادة حجم الرأس، كما أنَّه يحسن التطور العصبي عند الطفل، ومقارنةً بتركيبة حليب الرضع الخاصة بالأطفال في حالة الولادة في الموعد الطبيعي، تحتوي تركيبة الحليب الاصطناعي الخاصة بأطفال الخداج على نسب أعلى من السعرات الحرارية، والبروتينات، والدهون، والكالسيوم، والفوسفات.[٤]

  • التغذية الوريدية، في الحالات التي يولد فيها الطفل قبل أوانه بمدة طويلة قد يعاني من مشاكل هضمية تتمثّل في تأخّر تفريغ المعدة، وبطء حركة الأمعاء، لذا يصبح التأقلم مع استخدام أنبوب التّغذية بطيئًا، وفي هذه الحالة قد يحتاج الطفل إلى التغذية الوريدية إلى وقت إمكانية استعمال أنبوب التغذية، أو عدم إمكانية ذلك؛ كالذي يحدث نتيجة عدم استقرار التنفس، أو عدم التأقلم مع الطعام، أو الإصابة بأمراض خطيرة في المعدة والأمعاء، أمَّا التغذية الوريدية فهي سوائل تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية للطفل تعطى مباشرةً في الوريد.[٤][٥]
  • توجيه الطفل لثدي الأم، بعد جمع الحليب منه يوضع الطفل عليه، لذا فهو قد يبدأ بلعق الحلمة والرضاعة تدريجيًّا، وخلال ذلك يُدمَج بين التغذية بالأنبوب والتّغذية من الثدي إلى حين تمكُّن الطفل من الحصول على الرضاعة الكاملةً من ثدي الأم، وتُستخدَم أداة تسهيل الرضاعة، وهي أنبوب صغير يوضع إلى جانب حلمة الثدي يحصل الطفل على الحليب منه ومن ثدي الأم أثناء إمساكه.[٥]


علامات أطفال الخداج

يتميز أطفال الخداج بعدد من السمات المختلفة، وفي الآتي بعض منها:[٢][٦]

  • صغر حجم الطفل، وظهور الرأس كبيرًا مقارنةً بباقي حجم الجسم.
  • احتواء الجسم على كميات قليلة جدًّا من الدهون.
  • ظهور الجلد رقيقًا، ولامعًا، وجافًّا، ومتقشرًّا، وأكثر شفافية؛ إذ يسمح برؤية الأوعية الدموية أسفله.
  • ظهور الشعر الرقيق على الكتفين والظهر، الذي يُعرف باسم زغب الجنين، إلى جانب احتمال وجود شعر خفيف جدًّا على فروة الرأس.
  • ملامح الطفل أكثر حدة وأقل استدارة.
  • إحساس الطفل بالبرودة عند وجوده في درجة حرارة الغرفة؛ لذا يوضع أطفال الخداج في الحاضنة مع ضبط درجة الحرارة داخلها.
  • ملاحظة صغر حجم الأعضاء التناسلية للطفل، كما أنَّها قد تظهر غير متطورة.


مضاعفات تصيب أطفال الخداج

من المضاعفات التي قد تؤثر في الأطفال خلال الأسابيع الأولى من الولادة المبكّرة ما يأتي:[٧]

  • مشاكل القلب، ومنها الإصابة بالقناة الشريانية السالكة، وانخفاض ضغط الدم.
  • مشاكل التنفس، قد يعاني الطفل منها بسبب عدم اكتمال نمو الرئتين، كما أنَّه قد يُعرّض للإصابة بالمشاكل الرئوية؛ مثل: خلل التنسج القصبي الرئوي، وانقطاع التنفس.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي، كالإصابة بالتهاب معوي قولوني ناخر.
  • اضطرابات الأيض، ومنها انخفاض سكري الدم.
  • اضطرابات الجهاز المناعي، هو ما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي قد تنتشر إلى مجرى الدم بسرعة مسببة تسمم الدم.
  • الإصابة بمشاكل الدم، التي منها فقر الدم؛ الذي يترافق مع انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء ونقص كمية الأكسجين في جسم الطفل[١]
  • الإصابة بمشاكل أخرى، التي تتضمن نزيف الدماغ، وعدم قدرة الجسم على الاحتفاظ بدرجة حرارته ثابتة.[١]

إضافة الى ظهور بعض المضاعفات على المدى الطويل، ومنها:[٦]

  • وجود مشاكل في النمو والحركة.
  • تأخر اللغة.
  • مشاكل اجتماعية وعاطفية.
  • وجود مشاكل في السمع والبصر.
  • المعاناة من مشاكل التسنين.
  • مشاكل في التعلم والتفكير.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Sandy Calhoun Rice, "Premature Infant"، www.healthline.com, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  2. ^ أ ب "Caring for a Premature Baby: What Parents Need to Know", www.healthychildren.org, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  3. Cheryl Bird, "How Much Should a Premature Baby Eat at Home?"، www.verywellfamily.com, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  4. ^ أ ب ت William McGuire (2004-11-20), "Feeding the preterm infant"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Breastfeeding your premature baby", www.nhs.uk, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  6. ^ أ ب "Premature baby", www.pregnancybirthbaby.org.au, Retrieved 2019-12-8. Edited.
  7. "Premature birth", www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-12-8. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×