رواية كوابيس بيروت مذكرات غادة السمّان عن الحرب

كتابة:
رواية كوابيس بيروت مذكرات غادة السمّان عن الحرب

صاحبة رواية كوابيس بيروت

غادة السمان كاتبة وأديبة سورية الأصل من مواليد دمشق 1942م، تنتمي غادة السمان لأسرة شامية عريقة، كان والدها محبًا للأدب العالمي والقراءة وهذا ساعد في صقل شخصية غادة السمان وتنمية موهبتها الأدبية الفذة، درست في جامعة دمشق وحصلت على بكالوريوس اللغة الإنجليزية، تابعت دراستها العليا في الجامعة الأمريكية في بيروت عن مسرح اللا معقول، وبعدها سافرت إلى بلدان عدة.[١]

صدرت لها الكثير من الأعمال الأدبية، وأوّلها مجموعة تحمل عنوان "عيناك قدري" سنة 1962م، وكانت تنهج طريق الأدب النسوي في كتاباتها، وتتابعت أعمالها، وصارت غادة السمان رمزًا للحرية بالنسبة لكثير من القراء المهتمين بأدبها وطريقة عرضها للأفكار، وقد حصلت على جوائز عدة، مثل جائزة جامعة تكساس، وجائزة أنلوسيا الإسبانية عن كتابها المترجم إلى الإسبانية وهو كتاب بيروت 75.[١]


تعريف حول رواية كوابيس بيروت

رواية كوابيس بيروت، رواية لغادة السمان صدرت سنة 1976م في طبعتها الأولى، ولهذه الرواية ست طبعات، وقد تُرجمت رواية كوابيس بيروت إلى البولونية سنة 1984م، وإلى الروسية سنة 1987م، والموضوع الرئيس للرواية يدور عن الحرب التي اندلعت في لبنان، وبدأت غادة السمان توثقها عن طريق الكوابيس، وجعلتها في 197 كابوس، لكل واحد قصة وحكاية.[٢]


أهدت غادة السمان روايتها لعمال المطبعة الذين يطبعون الرواية وأصوات الرصاص والقنابل تصم آذانهم، وقد رأت فيهم مشاعل النور التي تتقد لتنير دروب الأجيال القادمة.[٣]


شخصيات رواية كوابيس بيروت

إنّ كوابيس بيروت هي سيرة ذاتية أكثر من كونها مجرد رواية، فهي تسرد أحداثًا عاشتها الكاتبة حقيقةً، ولكن الشخصيات فيها كثيرة بسبب كثرة الكوابيس التي سردتها، إلا أنّ أبرزها.[٤]


  • الراوي: شخصية رئيسة وهي غادة السمان نفسها، تروي ما حصل معها، وكيف انقطعت في منطقة خطرة وسط قتال الطرفين المتنازعين في الحرب الأهلية في لبنان.
  • أخو غادة السمان: شخصية ثانويّة، كان شريكًا معها عند انقطاعهما وسط القتال، وتعرض للسجن فيما بعد.
  • جار غادة السمان: شخصية ثانويّة، برزت في إحدى الكوابيس وكانت قد التجأت إليهم الراوية لأن منزلهم في طابق سفلي، لتأمن غدر القنص والرصاص.
  • الطفل: شخصية ثانويّة، في الكابوس 117 ظهرت شخصية طفل هرب من حبس البيت بسبب الحرب، وكيف يموت في آخر الليل متجمدًا من برده بعد انعدام الأمل بالسفر خارج لبنان.


ملخص رواية كوابيس بيروت

عمدت غادة السمان إلى رصد كل تفاصيل لبنان خلال اندلاع الحرب الأهلية، فصورت الانحلال الأخلاقي والتقهقر السياسي والفساد الثقافي، وسيطرة الدم والرصاص والقتل والموت على كل النواحي، ولم تنس تصوير الحياة اليومية للأشخاص العاديين خلال فترة الحرب، والذين كان همهم تأمين قوت يومهم دون التفكير بمصير وطنهم ومآله بعد حرب استنزفت كل طاقاته وفتكت ببنائه من الصميم، فقد كانت رواية تاريخية رصدت تفاصيل مرحلة عصيبة من مراحل تاريخ لبنان، وكانت تصور تفصيل الحصار الذي عاشته خمسة عشر يومًا، إلا أن كوابيسه أكثر من لياليه، وفي الختام بيّنت أن رواية كوابيس بيروت التي كتبتها كانت ستحترق، ولعلّه رمز لأنّ هذه الكتابة هي التي وثّقت تفاصيل الحرب وآهاتها.[٥]


السمات الفنية والأسلوبية في رواية كوابيس بيروت

من أبرز سمات رواية كوابيس بيروت على الصعيد الفني والأسلوبي:[٤]

  • الإسقاط والرمزية: اعتمدت رواية كوابيس بيروت كثيرًا على الرمزية، مثل التمثيل للموت برجل عجوز يحصد أرواح الموتى ليلًا، والتعبير عن واقع لبنان بمحل للحيوانات الأليفة.
  • مزج التاريخي بالرمزي: إنّ الرواية وثقت لفترة مهمة من تاريخ لبنان بناء على مبادئ الرمزية، فقد كانت تحمل أبعادًا ودلالات لكل قارئ أن يفهمها كما يريد، ولكنها تؤدي إلى النهاية والخلاصة نفسها في آخر المطاف.
  • النمط السردي: اعتمدت غادة السمان في روايتها طريقة السرد لسيرة ذاتية، فغلبت الأنا على كثير من تفاصيل روايتها، وذلك لأنها هي الشخصية الرئيسة.
  • الوصف الدقيق: إضافة إلى السرد ففد اتّضحت غلبة الوصف على تفاصيل الرواية وهو ما يحتاجه هذا النوع من الروايات؛ أي السيرة الذاتية والسرد، وقد غلب الفعل الماضي على الرواية، وهذا ما يتناسب مع النمط السردي الذي غلب على الرواية.[٤]


اقتباسات من رواية كوابيس بيروت

من العبارات المؤثرة في رواية كوابيس بيروت:

  • لا تستطيعُ أن تعيشَ في سلامٍ وتموتَ في سلامٍ ما دامَ في الدنيا ظلمٌ، أيّ إنسانٍ مظلوم في أي ركنِِ من الكرةِ الأرضيةِ هو أنتَ ومن واجبكَ تجاهَ نفسِكَ أنْ تحاربَ الظلمَ.[٥]
  • إنّها الثورةُ، ومأساتُها التعقيد، مأساتُها سقوطُ عددٍ كبيرٍ من الضحايا الذين وُجدِت هي أصلًا لإنقاذِهِم، مأساتُها استغلالُ الكثيرينَ الحقيرُ لأغراضِها النبيلةِ، مأساتُها اندساسُ القتلةِ بين صفوفِ المقاتلينَ الشرفاءِ، مأساتُها مع الذين يمارسونَ الإرهابَ تحتَ غطاءِ الثورةِ ويمارسونَ القتلَ والسرقةَ والإيذاءَ تحت يافطَتِها.[٥]


لقراءة المزيد، انظر هنا: كتابات غادة السمان.

المراجع

  1. ^ أ ب "كوابس بيروت"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2021. بتصرّف.
  2. غادة السمان، كوابيس بيروت، صفحة 6. بتصرّف.
  3. غادة السمان، كوابيس بيروت، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "كوابيس بيروت" التي رأتها غادة السمان !"، رقيم، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "كوابيس بيروت"، جودريدرز، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2021. بتصرّف.
5219 مشاهدة
للأعلى للسفل
×