سبب تسمية أبو هريرة

كتابة:
سبب تسمية أبو هريرة

سبب تسمية أبي هريرة

سُئل أبو هُريرة -رضيَ الله عنه- عن سبب تكنيته بذلك، فأجاب بأنّه وجد هرةً ووضعها في كُمّه، فسُمّيَ بِذلك، وقيل: إنّه وجد هرّةً وحشيّة فأخذ أولادها ووضعها في حِجره، فسأله أبوه عمّا في كُمّه، فأخبره بأنّها هرّة، فقال له: أنت أبو هُريرة، وقيل: إنّه كان وهو صغيرٌ يعمل برعي الغنم ومعهُ هِرّته يُلاعِبُها خلال النّهار، وعند اللّيل يضعها في الشجرة، فكان النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- يقول له: يا أبا هر كما ورد في صحيح البُخاريّ،[١] وكُنيّ بأبي هُريرة؛ لأنه كان يحمل معه دائماً قطةً صغيرة،[٢] فسُمّيَ أو لُقّب بذلك؛ بسبب حمله هرّة، أو لأنّه كان يُلاعبُها.[٣]


اسم أبي هريرة ونسبه

أبو هُريرة هو عبد الرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس اليمانيّ، فهو من قبيلة دوس الأزد من العرب القحطانيّة من أشهر قبائل العرب وأعظمها، وأُمّه ميمونة بنتُ صخر، وقيل: أُميمة،[٤] وجاء عن الطبرانيّ أنّ اسم أُمّه ميمونة بنتُ صَبيح، وتعدّدت أقوالُ العُلماء في اسمه؛ وأشهرُها عبد الرحمن بن صخر، وهو أرجح الأقوال عند العلماء، وقيل: ابنُ غنم، وقيل: عبدُ شمس، وعبدُ الله، وقيل: سَكين، وقيل: عامر، وقيل: بَرير، وقيل: عبدُ بن غَنم، وقيل: عمرو، وقيل: سَعيد، وجاء عن هشام الكلبيّ: عُمير بن عامر بن ذي الشرى بن طريف من قبيلة دوس الأزديّ.[٥][٤]


وقيل: عبدُ نهم، وقيل: عمرو بن عبد غَنم، وقيل: عامر بن عبد شمس، وقيل: عبد ياليل، وقيل عبد العُزّى، وقيل: عامر بن عُمير، وقيل: عُمير بن عامر، وقيل: سعد بن الحارث، وقيل: سُكين بن دَزمة، وقيل: سُكين بن مُل، وقيل: سَكَن بن صَخر، وقيل: سُكين بن هانئ، وقيل غيرُ ذلك،[٦] وأشهرُ أسمائه كما جاء عنه: أنّه كان يُسمّى في الجاهليّة عبدُ شمس، وفي الإسلام سمّاه رسول الله عبد الرحمن، وجزم بذلك الإمامُ البُخاريّ.[٧]


صفات أبي هريرة

اتّصف أبو هُريرة -رضيَ الله عنه- بالكثير من الصِّفات الحميدة، نذكر بعضها فيما يأتي:

  • الورع والزُّهد، وكثرة التّحري والاحتياط، وقد كان عالماً بالقُرآن ومعانيه،[٨] بالإضافة إلى أنّه كان من حُفّاظ الصّحابة الكِرام، وكان كثير الصّدق، والحفظ، والدّين، والعِبادة، وكان يُكثرُ من الأعمال الصّالحة.[٩]
  • عفيف النّفس مع ما كان عليه من الفقر، كريماً، مُحباً للخير، مُكرماً لِضيوفه، بعيداً عن البُخل، حتى أنّه اشتُهر بِكرمه وجوده، فقد ذُكر أنّه تبرّع لمواليه بدارٍ له في المدينة، وأعتق مملوكةً لله -تعالى-.[١٠]
  • عابداً، كثير الصّلاة، فقد كان يقوم اللّيل ويصوم النّهار، ويتناوب في قيامه مع ابنته وزوجته، وكان صابراً على فقره، شديد الالتزام بِسُنّة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-، بعيداً عن الدُّنيا وملذّاتها، يأمر بالمعروف وينهى عن المُنكر، وكان شديد الخشية لربّه في السرّ والعلن، ويدعو النّاس إلى الطّاعة ومخافة الله -تعالى-.[١١]
  • حافظاً للسُنّة، وكان من المُكثرين في رواية الحديث، بالإضافة إلى أنّه من أعلام الصّحابة وَحُفّاظِهِم.[١٢]


المراجع

  1. محمد عجاج خطيب (1982م)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة الثالثة)، مصر: مكتبة وهبة، صفحة 67-68. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 365، جزء 10. بتصرّف.
  3. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، مصر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 91. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد عجاج خطيب (1982م)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة الثالثة)، مصر: مكتبة وهبة، صفحة 67. بتصرّف.
  5. شمس الدين الذهبي (1985م)، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 578-579، جزء 2. بتصرّف.
  6. أبو نعيم أحمد الأصبهاني (1998م)، معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 1885، جزء 4. بتصرّف.
  7. عبد الستار الشيخ (2003م)، أبو هريرة راوية الإسلام وسيد الحُفاظ الأثبات (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 31-35. بتصرّف.
  8. أحمد بن محمد الأدنه وي (1997م)، طبقات المفسرين (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة العلوم والحكم، صفحة 6. بتصرّف.
  9. عبد المحسن العباد (1409هـ)، عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 240. بتصرّف.
  10. محمد عجاج خطيب (1982م)، أبو هريرة راوية الإسلام (الطبعة الثالثة)، مصر: مكتبة وهبة، صفحة 84-86. بتصرّف.
  11. محمد عجاج الخطيب (1980م)، السنة قبل التدوين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 413، جزء 1. بتصرّف.
  12. الحجوي (1995م)، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 306، جزء 1. بتصرّف.
5735 مشاهدة
للأعلى للسفل
×