محتويات
سبب تسمية سورة الطارق باسمها
سُمّيت سورة الطارق بهذا الاسم؛ لأنّ الله -تعالى- أقسم في بدايتها بالسّماء والطارق في قوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ).[١][٢]
معنى كلمة الطارق
تطلق كلمة الطّارق على ما يطرقُ باللّيل، وأصلها الطرق وهو الدقّ؛ حيثُ إن مَن يأتي باللّيل يحتاج إلى الطرق ليُنبّه غيره، ومنها أُخذت كلمة المطرقة والطريق، وأطرق؛ أيّ أمسك، وقيل إنّ معنى كلمة الطّارق هي الساكن.[٣]
وذهب المُفسرون إلى أنّ الطارق هي الكواكب؛ لأنّها تطرقُ باللّيل وتختفي في النهار، وقال الفرّاء إنّ الطارق هو النّجم؛ لأنّه يظهر في اللّيل، وكُل ما يأتي في اللّيل فهو طارق، وتُطلق على كُلّ ما طُرق ليلاً، وكذلك تسميه العرب، لقوله -تعالى-: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى).[٤][٥]
وأُضيفت إليه أل التعريف التي للعهد؛ للدلالة على أنّه نجمٌ معروف يُطلق عليه اسم النّجم؛ ولأنّه يطلع في أول ظُلمة اللّيل، وهو الوقت الذي يطرقُ فيه الطارقين في العادة، وقيل هو النّجم المُسمّى بالشاهد، يظهر بعد غُروب الشمس، وقيل إنّه نوعٌ من الشُهُب.[٦]
سبب نزول سورة الطارق
نزلت سورة الطّارق في أبي طالب عمّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندما جاء إلى النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وأعطاه خبز ولبن، فبينما هو جالس يأكل إذ وقع نجمٌ فامتلأ بالماء ثُمّ بالنار، فخاف أبو طالب، وسأل النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- عن ذلك، فأجابه أنّه نجمٌ رُمي به وهو من آيات الله -تعالى-، فتعجّب أبو طالب، فأنزل الله -تعالى- على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بدايات سورة الطارق: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ).[٧][٨]
موضوعات سورة الطارق
تناولت سورة الطارق العديد من الموضوعات، من أهمّها ما يأتي:[٩]
- قسم الله -سبحانه وتعالى-
بأنّه جعل على كُل إنسانٍ حافظاً، ثُمّ طلب منه النّظر إلى كيفيّة خلقه، لقوله -تعالى-: (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ* فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)،[١٠] ووجه الربط بينهما؛ أنّه جَعل الحافظ على كُل نفسٍ دليلاً على يوم القيامة الذي تنكشفُ فيه السرائر، ويكون فيه الإنسان من غير قوةٍ في نفسه، ولا ناصر له من غيره.
كما أقسم الله -تعالى- بأحوال الإنسان، وأخباره في بدايته ونهايته.[١١]
- مجيء الكافرين يوم القيامة
من غير ناصرٍ لهم ولا قوة بأيديهم؛ لأنّ المؤمن يكون منصوراً من الله -تعالى- في الدُنيا والآخرة، لقوله -تعالى-: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ* فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ).[١٢]
- الإشارةٌ إلى حفظ الملائكة الكرام، للإنسان وأعماله، وهو نوعٌ من الغيب.
- إعادة الإنسان يوم القيامة
وبيان بعض ما فيه من المواقف، والتأكيد على أنّالقرآن الكريم هو الفاصل بين الحق والباطل، وهيبته وعظمته في القُلوب والصُدور، لقوله -تعالى-: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ* وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ).[١٣]
المراجع
- ↑ سورة الطارق، آية:1
- ↑ وهبة الزحيلي (1991)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 171، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ محمود بن حمزة الكرماني، لباب التفاسير، صفحة 3571. بتصرّف.
- ↑ سورة النجم، آية:1
- ↑ علي الواحدي (1994)، الوسيط في تفسير القرآن المجيد (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 464، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ محمد الطاهر بن عاشور (1984)، معنالتحرير والتنوير تحرير الى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد، تونس:الدار التونسية للنشر، صفحة 259، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق، آية:1-3
- ↑ علي الواحدي (1992)، أسباب نزول القرآن (الطبعة 2)، الدمام:دار الإصلاح ، صفحة 453. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 6469-6471، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق، آية:4-5
- ↑ مقاتل بن سليمان (1423)، تفسير مقاتل بن سليمان (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث، صفحة 657، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة الطارق، آية:8-10
- ↑ سورة الطارق، آية:13-14