محتويات
تضخم البروستاتا الحميد
تمرّ البروستاتا بدورتَي نمو رئيستين خلال حياة الرجل، وتحدث الأولى مبكّرًا في سن البلوغ، إذ يتضاعف حجم غدة البروستاتا بشكل طبيعي، ومن ثم تبدأ الثانية (مرحلة النمو) في سن الخامسة والعشرين عامًا، وتستمرّ في ما تبقّى من حياة الرجل، وغالبًا ما يحدث مرض تضخّم البروستاتا الحميد خلال مرحلة النمو الثانية، وعند تضخم البروستاتا وزيادة حجمها على المعدل الطبيعي؛ فإنّها تضغط على مجرى البول، كما يزداد سمك جدار المثانة، التي تفقد المثانة في لحظةٍ ما القدرة على السيطرة والتحكم بخروج البول بشكل كامل، مما يؤدي إلى بقاء كمية منه فيها بعد التبول، وعدم قدرة الشخص على إفراغها بشكل كامل.
يتميّز تضخّم البروستاتا الحميد بأنّه لا يسبب السرطان، ولا يتحوّل إليه مع تقدم المرض، لكنّه يحدث مع سرطان البروستاتا بشكل منفصل في الوقت نفسه، كما يُعدّ شائعًا للغاية؛ إذ إنّه يصيب نصف الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين واحد وخمسين وستين عامًا، ويصيب ما يصل إلى تسعين في المئة من الرجال الذين تزيد أعمارهم على حاجز الثمانين عامًا.
وتُعرَف غدة البروستاتا بأنّها جزء من الجهاز التناسلي الذكري، إذ يبلغ حجمها ما يقارب حجم حبة الكستناء، كما يبلغ وزنها الأوقية، وتوجد أسفل المثانة وأمام المستقيم، إذ تلتفّ حول الأنبوب الخاص بمجرى البول، الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج القضيب، وتُعدّ الوظيفة الرئيسة لها صناعة السائل المنوي، إذ تنتقل الحيوانات المنوية الموجودة في الخصيتين أثناء القذف إلى مجرى البول، وفي الوقت نفسه ينتقل السّائل المنوي من البروستاتا والحويصلات المنوية إلى مجرى البول، ويمرّ هذا الخليط عبر المجرى ومن ثم يخرج من خلال القضيب.[١]
سبب تضخم البروستاتا الحميد
لم تتمكّن الأبحاث والدراسات الحديثة من تحديد السبب الرئيس لإصابة الرجال بهذا المرض، لكن أثبتت العديد منها أنّ عامل تقدّم السن هو الأساسي للإصابة به، ووفقًأ لمؤسسة سرطان البروستاتا، فإنّ واحدًا من كل خمسة رجال سوف يعاني من تضخم البروستاتا الحميد بعد تجاوزه حاجز الخمسين عامًا، وتزداد هذه الإحصائيات إلى نحو السبعين في المئة بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الرجل سبعين عامًا، وبالإضافة إلى عامل العمر، تؤدي الخلفية العِرْقية دورًا مهمًا في تحديد الإصابة بهذا المرض، إذ يصاب الرجال ذوو البشرة السمراء به بشكل أكبر من ذوي البشرة البيضاء أو الآسيويين، كما تظهر لديهم أعراض الإصابة في سنّ مبكرة، ووجود تاريخ عائلي لتضخم البروستاتا الحميد يزيد من خطر إصابة الرجل بهذه الحالة، وتتميز العديد من عوامل خطر الإصابة بهذه الحالة بأنّه لا يُسيطر على معظمها، لكن توجد أيضًا بعض عوامل الخطر التي يسيطر عليها، ومن أبرزها السمنة، إذ يعتقد بعض الخبراء أنّ الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم خطر أكبر للإصابة بتضخم البروستاتا الحميد.[٢]
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
تختلف شدّة الأعراض لدى الأشخاص الذين لديهم تضخّم في غدّة البروستاتا بشكل كبير، لكنّها تتميّز بتفاقمها تدريجيًا مع مرور الوقت، وتشمل أبرز العلامات الشّائعة للإصابة بتضخّم البروستاتا الحميد ما يأتي:[٣]
- الحاجة المتكررة أو المُلحّة إلى التبول.
- زيادة الرغبة في التبول ليلًا.
- صعوبة في بدء التبول.
- ضعف تيار خروج البول، أو توقفه، ومن ثم استمراره أكثر من مرة.
- خروج نقط من البول بعد الانتهاء من التبول.
- عدم القدرة على إفراغ المثانة بشكل كامل.
تُذكَر الأعراض الأقلّ شيوعًا في ما يأتي:[٣]
- التهاب المسالك البولية.
- عدم القدرة على التبول.
- خروج دم في البول.
لا تعتمد شدة الأعراض على حجم البروستاتا بشكل أساسي، إذ إنّ بعض الرجال الذين يعانون من تضخم قليل فيها يمرّون بالعديد من الأعراض الكبيرة، في حين أنّ بعض الذين يعانون من تضخم كبير جدًا في البروستاتا لا تظهر عليهم أعراض تُذكَر، أو تظهر بعض الأعراض الطفيفة فقط، وتستقرّ عند بعض المصابين من تلقاء نفسها، وتتراجع بمرور الوقت.[٣]
علاج تضخم البروستاتا الحميد طبيعيًا
يشمل العلاج الطبيعي تنفيذ إجراءات محددة في نمط الحياة تساعد في تخفيف الأعراض المصاحِبَة لهذه الحالة المَرَضيّة، وتشمل هذه الإجراءات ما يأتي:[٤]
- التبول المباشر بمجرد الشّعور بالحاجة إلى التبوّل.
- تعلّم وممارسة تمارين كيجل؛ لتقوية عضلات الحوض.
- الذهاب إلى الحمام للتبول حتى عند عدم شعور الشخص بالرغبة.
- تجنب استخدام أدوية مزيلات الاحتقان التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، أو المضادة للهستامين، التي تزيد من صعوبة مهمة المثانة في تفريغ البول.
- تجنب تناول الكحول والكافيين، وبشكل محدد في الساعات التي تلي العشاء.
- تقليل مستوى التوتر قدر الإمكان؛ إذ يزيد ارتفاع مستواه من تواتر التبول.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لأنّ عدم ممارسة الرياضة يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
- المحافظة على دفء الجسم؛ لأنّ البرد يزيد الأعراض شدة.
يستخدم بعض الأشخاص هذه العلاجات الطبيعية في مكافحة مرض تضخم البروستاتا الحميد، لكن لا يوجد دليل على فاعلية هذه المواد.
المراجع
- ↑ "What is Benign Prostatic Hyperplasia (BPH)?", www.urologyhealth.org,5-2019، Retrieved 23-9-2019. Edited.
- ↑ MaryAnn De Pietro, CRT (4-1-2017), "What is benign prostatic hyperplasia?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-9-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2-3-2019), "Benign prostatic hyperplasia (BPH)"، www.mayoclinic.org, Retrieved 23-9-2019. Edited.
- ↑ Verneda Lights and Matthew Solan (17-7-2017), "What Do You Want to Know About Enlarged Prostate?"، www.healthline.com, Retrieved 23-9-2019. Edited.