محتويات
ما سبب تغير طعم الفم؟
يحتوي فم الإنسان على عدد كبير من براعم التذوُّق التي تساعد على التقاط النكهات المُختلفة للطعام والاستمتاع بتناوله، الأمر الذي يضمن استساغة الأكل والحصول على التغذية السليمة، ولكنَّك قد تشكو أحيانًا من تغير حاسّة التذوق، ممَّا يدفعك للبحث عن أسباب حدوث هذه المشكلة، إذ تساهم مجموعة من العوامل والأسباب في تغيّر طعم الفم، والتي قد يصعب حصرها جميعًا في هذا المقال، وبكلّ الأحوال، يبقى الطبيب الشخص المخوَّل بتشخيص سبب تغير طعم الفم بعيدًا عن التخمينات التي لا تعتمد على أسس التشخيص الطبي السليم، ونذكر في الآتي مجموعة من أبرز أسباب تغير الطعم في الفم:[١][٢]
التقدم بالسن
مع تقدم العمر، قد تبدأ العديد من وظائف الجسم بالتراجع، بما في ذلك حاسّة التذوق، فربما تنكمش براعم التذوق مع الزمن، وتُصبح أقل حساسيَّة لنكهات الطعام المختلفة، بدءًا بالنكهات الحلوة والمالحة، ومتبوعة بالنكهات المرَّة والحامضة، بل إنَّ هذا التراجع قد يشمل حاسّة الشمّ أيضًا لتُصبح أكثر ضعفًا.
علاجات السرطان
قد يكون تغير حاسة التذوق ناجمًا عن الخضوع لنوع من علاجات السرطان، والتي نذكر منها الآتي:
- العلاج الكيماوي.
- تناول بعض الأدوية الأخرى، كالمورفين (Morphine)، وغيره من الأدوية الأفيونية، والمضادات الحيوية.
- العلاج الإشعاعي، فقد يضرّ العلاج الإشعاعي ببراعم التذوق والغدد اللعابيّة.
استخدام بعض الأدوية
تؤثر بعض الأدوية التي يتناولها الفرد على براعم التذوق في فمه، لتتسبَّب في تغيُّر طريقة التقاطها للنكهات المُختلفة، أو أنَّها تؤدي إلى انتشار مواد كيميائيّة مُختلفة في اللعاب، وهذا قد يساهم أيضًا في تغير الطعم، ولكنْ لا بدّ من التنبيه إلى ضرورة إخبار الطبيب في حالة الانزعاج من تغيّر حاسة التذوق أثناء استخدام الأدوية، بهدف اتّخاذ الإجراء الملائم لحلّ المشكلة، والابتعاد عن وقف استخدام الدواء أو تغييره دون الأخذ برأي الطبيب. ومن الأدوية التي قد تساهم في تغير التذوق:
- مضادات الاكتئاب، أو مضادات الهستامين أو غيرها من الأدوية الأخرى التي تتسبَّب في جفاف الفم: فبذلك يواجه الشخص صعوبة في وصول النكهات إلى براعم التذوق.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors): هذه الأدوية وغيرها من خافضات الضغط قد تتسبَّب في إضعاف حاسّة التذوق، أو ربما يشكو الشخص الذي يستخدمها من وجود مذاق معدنيّ أو مرّ أو حلو في فمه.
- حاصرات مستقبلات بيتا (Beta blocker): قد تؤثر هذه الأدوية على حاسة التذوق والشم لدى المريض.
- أدوية أخرى: كالمضادات الحيويّة، ومضادات الفطريَّات، ومضادات الفيروس، ومضادات الالتهاب، وأدوية الغدّة الدرقيَّة، ومضادات الذهان (Antipsychotics)، والمُرخِيات العضليَّة، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول.
العدوى البكتيرية أو الفيروسية
يشكو الأفراد في كثيرٍ من الأحيان من ضعف حاسَّة التذوق لديهم عند الإصابة بالرشح أو الانفلونزا، في الحقيقة، قد يُسفر عن عدوى الجهاز التنفسي العلوي المُعاناة من سيلان الأنف واحتقانه، وهذه الأعراض قد يكون لها دور في إضعاف حاسَّة الشم، وربما تؤثر أيضًا في إدراك النكهات المختلفة.
المشكلات الصحية
مجموعة من المشكلات الصحية العصبيّة أو غير العصبيّة قد تكون سببًا في تغير التذوُّق عند المصاب، نذكر بعض الأمثلة عليها على النحو الآتي:
- مرض ألزهايمر (Alzheimer’s disease).
- مرض باركنسون (Parkinson’s disease).
- مرض التصلب اللويحي أو التصلّب المتعدِّد (Multiple sclerosis).
- مرض السرطان، خاصةً خلال فترة العلاج.
- المشكلات الصحية التي تؤثر على الأنف، أو الدماغ، أو الفم، قد تؤدي إلى تغير التذوق.
نقص العناصر الغذائية
يؤثر نقص بعض العناصر الغذائيَّة والفيتامينات على عمل براعم التذوق، ونذكر في الآتي بعض من هذه الفيتامينات والعناصر:
- فيتامين ب6.
- فيتامين ب12.
- الزنك.
- النحاس.
- فيتامين A.
تلف الأعصاب
تدعم الأعصاب وظيفة براعم التذوق وإدراك النكهات المُختلفة، إذْ تمتدّ هذه الأعصاب من الفم وصولًا إلى الدماغ، لذا، فإنَّ تعرُّضها للتلف قد يساهم في تغيّر التذوّق، ومن أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى تلف الأعصاب ما يأتي:
- جراحات الأسنان.
- جراحات الأذن.
- اضطراب العصب الوجهي.
- الإصابة بعدوى في الأذن.
- التعرض لإصابات الدماغ.
التدخين
إلى جانب أضراره العديدة، قد يكون التدخين سببًا في تغير حاسة التذوق لدى الشخص المدخِّن، ويُعزى ذلك إلى تأثير المواد الكيميائية الموجودة في السجائر على المستقبلات الموجودة في براعم التذوق.
كيف يمكن استعادة الإحساس بالطعم؟
استعادة الإحساس بالطعم يعتمد على علاج المشكلة التي أدّت إلى تغيّر التذوق، وهذه الخطوة تعدّ من مسؤوليات الطبيب، فهو يحدِّد العلاج المناسب بعد تشخيصه للمشكلة التي يعانيها الفرد، فعلى سبيل المثال، يُساهم علاج جفاف الفم، أو العدوى، أو مشكلات الأسنان على تحسين التذوق، واستعادة الإحساس بالطعم.[٣] وفي الآتي بعض الأمثلة على طرق علاج الحالات المختلفة من تغير الطعم في الفم:[١]
- المضادات الحيوية: قد يصِفها الطبيب لعلاج العدوى البكتيرية في الجهاز التنفسي العلوي.
- الراحة والعلاج المنزلي: يوصى بذلك في حالة الإصابة بعدوى فيروسيّة في الجهاز التنفسي العلوي، تتسبَّب في تغير الطعم في الفم.
- تغيير الدواء أو ضبط الجرعة: يقوم الطبيب بتغيير الدواء أو ضبط الجرعة في الحالات التي يكون فيها سببًا في تغير التذوق.
- عدم الحاجة للعلاج: في الحالات الشديدة، كالتي يحدث فيها تلف عصبي طويل الأمد، قد لا تكون هناك حاجة للعلاج، بينما يعتمد التعافي من المشكلة على مدى تلف العصب، وقدرة الجسم على إصلاحه.
هل يوجد نصائح تساعد على التأقلم مع تغير طعم الفم؟
أجل، ثمّة مجموعة من النصائح التي قد تمكِّن الفرد من التأقلم مع تغير طعم الفم، خاصةً في الحالات التي لا يحدِّد لها الطبيب أيْ علاج، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[٣]
- تناول الأطعمة الباردة أو المجمّدة بدلًا من اختيار تناول الأطعمة الساخنة، فربما يكون مذاقها في الفم أفضل، ولكنْ يجب الانتباه لتعليمات الطبيب حول تجنب تناول الأطعمة الباردة في بعض الحالات، كما يحدث عند استخدام نوع معيّن من علاجات السرطان.
- التخلص من روائح الطبخ قدر الإمكان، كما يمكن الانتقال للطهو خارج المنزل للتخلص من الرائحة.
- اختيار الأطعمة التي يكون مذاقها ورائحتها جيدًا.
- تناول العلكة أو الحلوى الصلبة الخالية من السكر، فهي تأتي بنكهات مختلفة تخفي الطعم المرير أو المعدني في الفم.
- إضافة النكهات المميزة للطعام؛ كالبهارات، والليمون، والأعشاب، والصلصات.
- استشارة الطبيب حول إمكانية تناول نوع مُعين من المكملات الغذائية.
- المضمضة بمحلول الماء والملح و بيكربونات الصوديوم (Sodium bicarbonate)، ويمكن تحضير هذا المحلول بمزج نصف ملعقة صغيرة من الملح ونصف ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم في كوب من الماء الدافيء، وتحريكه، فقد يساعد هذا المحلول على التخلص من المذاق السيء في الفم.
- تجنب تناول الطعام قبل جرعة الكيماوي بساعة إلى ساعتين، أو بعد الجرعة بثلاث ساعات، للوقاية من الغثيان والتقيؤ.
- تجنب تناول اللحوم الحمراء في حالة عدم استساغة مذاقها، واختيار مصادر البروتينات الأخرى التي يمكن تقبل طعمها؛ كالبيض، والسمك، والفاصولياء، ومنتجات الألبان، والدواجن.
- الحرص على تنظيف الفم والأسنان باستمرار، باستخدام الفرشاة والخيط.
ما علاقة تغير طعم الفم مع فيروس كورونا المستجد Covid-19؟
تغير طعم الفم وفقدان التذوق، أصبح حديث الساعة مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد (Covid-19)، إذ إلى جانب أعراض العدوى التي أشير إليها منذ بداية انتشار الإصابات؛ كضيق التنفس، والسعال، وأخرى، أُضيف إلى القائمة حالة فقدان التذوق أو تغير طعم الفم، فأصبحت ضمن الأعراض الأولية للإصابة بالعدوى، بل إنَّها قد تكون عرضًا أساسيًّا وربما الوحيد في العديد من حالات عدوى المرض، فالبعض يشكو من فقدان التذوق، وآخر يعاني من تغير نكهات الطعام والشراب في فمه، إلى درجة أنَّها بدأت تؤرق المصابين وتحدّ من شهيتهم للطعام.[٤]
وفي الحقيقة، غالبًا ما تبدأ مشكلة تغير الطعم أو فقدانه بالتعافي في غضون أربعة أسابيع من اختفاء العدوى في الجسم، غير أنَّ بعض الحالات قد تستغرق شهورًا لتبدأ بالتماثل للشفاء، فلحسن الحظ، يكون فقدان التذوق أو تغيّره في معظم الحالات مؤقتًا.[٤]
ويبدو أنَّ العلاقة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد وتأثُّر التذوق والشم عند المُصاب غير واضحًا تمامًا حتى الآن، ولكن تُشير إحدى الاحتمالات إلى أنَّ الفيروس الذي يتسبب بالالتهاب في الجهاز التنفسي العلوي، يؤدي أيضًا إلى احتقان الأنف وأعراض أخرى، الأمر الذي قد يعيق وصول الرائحة إلى العصب الشمي، بينما تفسِّر نظرية أخرى فقدان الشم والتذوق عند المصابين بتلف الخلايا العصبية الشمية نتيجة الالتهاب،[٤][٥] ولطبيعة الارتباط بين حاستيّ الشم والتذوق، قد يعاني المُصاب من تغير التذوق أيضًا، فوجود خلل في إحدى الحاسَّتين، قد يكون كفيلًا بحدوث تغير في المذاق.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Eleesha Lockett, "7 Reasons Your Taste Buds Can Change", healthline, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Why Might My Sense of Taste Change?", webmd, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Taste Changes", cancer, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Aaron Kandola (21/1/2021), "Loss of taste and smell with COVID-19", medicalnewstoday, Retrieved 11/2/2021. Edited.
- ↑ "Coronavirus (COVID-19) Information for Employees and Patients", vumc, Retrieved 11/2/2021. Edited.