سبب تنميل الرقبة

كتابة:
سبب تنميل الرقبة

تنميل الرقبة

هل سبق واستيقظت صباحًا وأنت تشعر بوخز إبر في الرقبة؟ أو ربّما كان الشعور وكأنّ حشرات صغيرة تتمشّى على رقبتك، أو حتّى وكأنّك فقدت الشعور تمامًا في تلك المنطقة لعدّة لحظات أو بضع دقائق، وهو ما يوصف بالتنميل، الذي يُصاحبه في غالبية الحالات الخدر أيضًا، وقد يكون ذلك لوحده أو بالتزامن مع أعراض وعلامات أُخرى، وفي كلا الحالتين فهو أمرٌ مُزعج ومُربك، وفي الحقيقة فإنّ وصف الشعور بالضبط يُساعد الطبيب على حصر الأسباب المُحتملة له، سواء أكانت مُشكلة موضعيّة في الرقبة نفسها، أم إن كانت امتدادًا لمُشكلة في مكان آخر من الجسم، فما هي أهمّ هذه الأسباب؟ وكيف يُمكن علاجها؟[١]


سبب تنميل الرقبة

ثمّة العديد من الأسباب والعوامل المُرتبطة بالشعور بتنميل الرقبة، والطبيب هو المرجع الرئيس دائمًا لتحديد المُحتمل منها لكلّ حالة على حدة، تبعًا لتشخيصه للمُصاب وما يجده من أعراض لديه، وما يظهر من نتائج للفحوصات التي قد يُجريها؛ لتحديد الاضطراب أو المرض المسؤول عن المُشكلة بالضبط، وفيما يأتي ذكر لبعضٍ من هذه الأسباب:

التضيّق النخاعيّ العُنقيّ

حسب ما يُشير إليه الاسم فإنّ هذه الحالة تحدث عند تضيّق النفق الفقريّ (Cervical spinal stenosis) في فقرات الرقبة السبعة الأولى من العمود الفقريّ، إذ يمتدّ النخاع الشوكيّ في هذا النفق من الدماغ لأسفل الظهر، ولأجل ذلك تُغطّي هذه المنطقة مساحة واسعة في المُساعدة على الحركة وتوصيل الإحساس لعدّة أماكن في الجسم، ناهيك عن تحكّمها في الإخراج والتبوّل أيضًا، ويُصاب البعض بالتضيّق النخاعيّ العُنقيّ نتيجة التقدّم في العُمر، خصوصًا لمن أعمارهم أكبر من 50 عامًا، لينجم عنها الشعور بالتنميل والضعف في الرقبة، بالإضافة لعدّة أعراض أُخرى، منها:[٢]

  • الشعور الألم أو التصلّب أو الخدر في الرقبة، أو اليدين، أو الرجلين، أو الكتفين.
  • سلس البول أو سلس البُراز؛ لفُقدان القدرة في التحكّم بإحدى العمليتين أو كلاهما.
  • مواجهة مشاكل في التوازن وتناسق حركات الجسم، مما يظهر على شكل تعثّر المُصاب عند المشي، أو حتّى بفُقدانه القُدرة على المشي، وهو ما يُحتمل حدوثه في حال تضرّر النخاع الشوكيّ الناجم عن التضيّق.

اعتلال الجذور العُنقيّة

أو ما يُشاع عنه تحت مُسمّى العصب المضغوط (Cervical radiculopathy)، وهو تضرّر جذور الأعصاب الموجودة في فقرات الرقبة أو التهابها، سواء أكان بسبب التعرّض لإصابة ما، أو للإصابة بانزلاق غضروفيّ، أو نتيجة التقدّم في السن؛ ما يتسبّب بتنميل الرقبة والشعور بوخز الإبر فيها، بالتزامن مع عدّة أعراض أُخرى، منها:[٣]

  • الشعور بالخدر في الرقبة، وامتداده للكتف أو الذراع أو اليد والأصابع.
  • اضطراب ردود الفعل في الأجزاء المُتأثّرة.
  • الشعور بالألم والحرقة في الأجزاء المُتأثّرة.

ديسك الرقبة

أو القُرص المُنفتق (Cervical disc herniation)، ويُعرَف القرص بأنّه الوسادة التي تفصل ما بين فقرة وأُخرى في العمود الفقريّ، وتمنع تصادمها أو احتكاكها مع بعضها البعض، ولكن في بعض الأحيان قد يتلف القرص أو يتآكل لكثرة الضغط عليه؛ الناجم من القيام بالأعمال المُجهدة على فترات طويلة، أو من التقدّم في السّن، أو بسبب التعرّض لإصابة مُعيّنة، ومن أكثر مناطق العمود الفقريّ عُرضة للإصابة بالقُرص المُنتفق هي فقرات الرقبة، ما ينتج عنه الشعور بتنميل الرقبة والخدَر والألم فيها، وقد يمتدّ هذا التأثير ليشمل الكتفين، والذراعين، أو الصدر واليدين، وحتّى أنّه قد يتسبّب بالخدَر والتنميل في الرجلين.[٤]

التصلّب اللويحيّ

يُعدّ التصلّب اللويحيّ من أمراض المناعة الذاتيّة المُزمنة، التي يُهاج فيها الجهاز المناعيّ للفرد الدماغ والحبل الشوكيّ، ولذا تتعدّد أعراضه وعلاماته وتتفاوت ما بين المُصابين، إلا أنّ من أبرزها الشعور بالتنميل والخدَر في أماكن مُختلفة من الجسم، والتي قد تتضمّن الرقبة في كثير من الحالات، بالإضافة لواحد أو أكثر من الأعراض الآتية:[٥][١]

  • مواجهة صعوبة في المشي.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • مُواجهة صعوبة في التركيز والتخطيط والتعلّم.
  • مُواجهة صعوبة في توازن الجسم وتناسق حركاته.
  • مشاكل في الرؤية؛ مثل تشوّش النظر.
  • تشنّج عضلات الجسم وتيبّسها.

تعرّض الرقبة لإصابة ما

التي تظهرأعراضها مُباشرًة بعد وقوعها، أو ربّما تتأخّر لعدّة أيام، وعادًة ما تحدث عند تمدّد الرقبة المُفاجئ، وثنيها السريع للأمام بعد ذلك، ما يتسبّب بتشنّج عضلات الرقبة وتيبّسها، أو إلحاق الضرر في الأعصاب الموجودة فيها، أو حتّى في فقراتها وأقراصها، وتُعدّ حوادث السيارات السبب الأكثر شيوعة لإصابات الرقبة، بالإضافة لإصابات بعض التمارين أو الرياضية، أو نتيجة السقوط عليها، ولذا فقد تختلف الأعراض المُصاحبة لها حسب شدّة الإصابة ومدى الضرر الواقع على الرقبة، وقد تتضمّن الشعور بالتنميل فيها، بالإضافة للأعراض الآتية:[٦]

  • امتداد التنميل والخدر للكتف، أو اليد، أو الأصابع.
  • الشعور بألم في الكتف، أو الظهر.
  • الشعور بألم وتيبّس في الرقبة.
  • الشعور بالتعب والإرهاق، أو الصداع، أو الدوار.


متى يستدعي تنميل الرقبة مراجعة الطبيب؟

يُوصى دائمًا بمُراجعة الطبيب في حال المُعاناة من أيّ أعراض مُزعجة تُؤثّر في جودة حياة الفرد وأنشطته اليوميّة المُختلفة، وكذلك الأمر في حال الشعور بتنميل الرقبة؛ ففي حال لم تُجدي العلاجات المنزليّة في التقليل من شدّة التنميل والأعراض المُصاحبة له، أو في حال استمرّت المُشكلة لفترة زمنيّة طويلة فيجب عندها إعلام الطبيب؛ لتحديد الأسباب بالضبط، وإيجاد الحلول المُناسبة لها، كما أنّ تزامن التنميل مع الشعور بالألم في الرقبة، أو الصداع الشديد يتطلّب التقييم الطبيّ أيضًا،[٦][١] أو حتّى وجود أيّ أعراض عصبيّة أُخرى في الجسم؛ لتفادي الشكّ بكونها من أعراض التصلّب اللويحيّ على سبيل المثال؛ وذلك لتلقّي العلاج المُناسب في أقرب وقت.[٥]


ما العلاجات المقترحة لتنميل الرقية؟

تختلف الخيارات العلاجيّة المُقترحة للتقليل من تنميل الرقبة والأعراض المُصاحبة له حسب سبب التنميل بالضبط، وفي حين أنّ بعضًا من هذه الخطوات العلاجيّة يُمكن تجربتها في المنزل، فإنّ بعضها الآخر يتطلّب إشراف الطبيب ومُتابعته، وفيما يأتي ذكر لبعضٍ منها:[١]

  • التمارين الرياضيّة، التي يُمكنها المُساعدة على التخفيف من تنميل الرقبة وآلامها، وذلك من خلال القيام بما يأتي:
    • مدّ عضلات الرقبة، الذي يتطلّب وضع إحدى اليدين على الرأس من الأعلى، وإمالة الرأس ببطئ للجانب الأيمن، والانتظار لمدّة 30 ثانية، وتكرار التمرين للجانب الأيسر.
    • إمالة الرقبة، وذلك بإنزال الذقن نحو الأسفل إلى الصدر، والانتظار لبضع ثوانٍ قبل العودة للوضعية الأولى، وتكرار التمرين 5-10 مرّات.
    • مُرخيات العضل.
    • مُسكّنات الألم التي تُوصف دون وصفة طبيّة؛ مثل مُضادات الالتهاب اللاستيرويديّة (NSAID).
    • الكورتيكوستيرويدات، سواء أكانت على شكل أقراص أو حُقن.
    • العلاجي الفيزيائيّ.
    • العلاج الجراحيّ.
    • استخدام الكمادات الساخنة، أو كمادات الثلج.
  • الالتزام بوضعيّة الجلوس أو الوقوف السليمة، أثناء العمل وعند مُمارسة الأنشطة اليوميّة.
    • تجنّب حمل الأوزان الثقيلة.
    • مُحاولة التقليل من التوتّر والضغوطات، إذ أنّها قد تكون من الأسباب المُرتبطة بتنميل الرقبة والألم فيها.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Erica Hersh (10/1/2019), "What’s Causing the Numbness in My Neck and How Do I Treat It?", healthline, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  2. "Cervical Spinal Stenosis", uofmhealth, 26/6/2019, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  3. Zinovy Meyler (1/4/2019), "What Is Cervical Radiculopathy?", spine-health, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  4. "Cervical Disc Herniation", uofmhealth, 26/6/2019, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Multiple sclerosis", nhs, 20/12/2018, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب Anne Asher (2/7/2020), "5 Common Causes of Neck Pain", verywellhealth, Retrieved 20/12/2020. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×