محتويات
سبب نزول آية (من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا)
قال الله -تعالى- في سورة البقرة: (مَن ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)،[١]وقد كان لنزول هذه الآية الكريمة سبب رواه الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- فقال:
(لمَّا نزَلت: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (ربِّ زِدْ أمَّتي) فنزَلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ربِّ زِدْ أمَّتي) فنزَلت: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}).[٢][٣]
وبذلك يكون سبب نزول هذه الآية هو طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الله -تعالى- الزيادة على أجر المتصدّقين، وما إن نزلت تلك الآيات العظيمة التي تحثّ على الصدقة، فإذا بالصّحابة يتسارعون بتطبيقها والرغبة في عظيم أجر الصدقة.[٤]
وخير مثال على ذلك الصحابي أبو الدحداح الذي جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مستفسراً كيف له أن يُقرض الله؟ وأنّ يملك أرضين، وقد أقرض أحسنهما لله -تعالى-، فقال فيه رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "كَم مِن عِذْق مُذَلَّل لابن الدَّحْداحَةِ في الجنة"، أي كم من غضن متدلٍّ يسبّح لأبي الدحداح في الجنة بسبب صنيعه.[٤]
تفسير آية (من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا)
أنزل الله -تعالى- هذه الآية ليحثّ المؤمنين على الإنفاق بأسلوب شيّق وجميل، يبتدأ فيه بالسؤال الاستنكاري عمّن يفعل ذلك، وقد اختار لفظ القرض الذي يدلّ على إعطاء الناس شيء من المال، على أن يردّوه في وقت معلوم، وهنا شبّه الله -تعالى- الصدقة والإنفاق في سبيله بالقرض؛ لأن صاحب القرض يردّ المال لمن اقترض منه لا محالة.[٥][٦]
وكذلك الله -تعالى- يردّ للمتصدّق أجر وثواب صدقته في الآخرة، وأن الله -تعالى- يردّه مضاعفاً ويزيد في أجره، ومقدار هذه الزيادة ذكرها الله -تعالى- في آية أخرى من سورة البقرة، قال الله -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٥][٦]
شروط القرض الحسن
القرض والنفقة الحسنة المقبولة عند الله -تعالى- لا بدّ من توفّر شروط فيه ليكون مقبولاً عند الله، وشروط القرض الحسن هي:[٧]
- أن يكون المال المُنفق من كسب حلال طيّب، فلا يقبل الله -تعالى- صدقة مال أصله من سرقة مثلاً.
- أن ينوي من أراد الإنفاق وجه الله تعالى- فقط، ولا يكون طالباً مدحاً أو تشهير.
- أن لا يتبع هذا الإنفاق منٌّ على الفقير ولا أذى.
- أن لا يُرافق هذا الإنفاق فضيحة للفقير وتشهير به، بل يجب أن يحرص صاحبها على الخفاء ما استطاع.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:245
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4648، أخرجه في صحيحه.
- ↑ عبد الله حمد، الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية، صفحة 146. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 388. بتصرّف.
- ^ أ ب سورة البقرة، آية:261
- ^ أ ب محمد بن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ مصطفى العدوي، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 3. بتصرّف.