محتويات
سبب نزول سورة البلد
ورد في سورة البلد سبب مخصص في نزول بعض الآيات منها، قال -تعالى-: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ}،[١] فقد قيل إنّها نزلت في أبي الأشد أُسيد بن كلدة الجمحي، فقد كان مغترًّا بقوّته، أمّا الآية الكريمة الآتية: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا}،[٢] فقد قيل إنّها نزلت في الحارث بن نوفل، حيث قال إنّه أهلك الكثير من المال في الكفّارات،[٣] وقيل أُنزلت في غيره من الذين كانوا يستخدمون مالهم للصدّ عن دين الله، ولم يرد سبب مخصص لنزول كامل سورة البلد، وإنما نزلت بشكل عام للحديث عن عدّة أمور، ومنها ما يأتي:[٤]
- الحديث عن تعظيم البلد الحرام.
- الحديث عن تكريم آدم وذرّيّته.
- الحديث عن معاناة الإنسان من الولادة إلى الممات، وما يكابده في الحياة الدنيا من متاعب.
- الحديث عن الطريق الأمثل للوصول إلى الله تعالى.
مقاصد سورة البلد
تضمّنت السورة الكريمة عدّة مواضيع وأفكار ومقاصد، ومنها ما يأتي:[٥]
- بيان فضل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أقسم الله -عز وجل- به، وبيان فضل مكة.
- بيان اغترار الإنسان بنفسه وبقوّته وبما يمتلكه من مقومات.
- بيان أن النَّصَب والتعب هما عنوان الحياة الدنيا.
- بيان نعم الله تعالى على الإنسان، واستخدامها في سبيل مرضاة الله، فذلك هو سبيل النجاة والسعادة.
ما يستفاد من سورة البلد
فيما يأتي بعض الدروس والعِبر المستفادة من سورة البلد:[٦]
- يدرك المسلم عظمة مكة، فقد أقسم الله تعالى بها، ولا يقسم الله تعالى إلا بعظيم.
- يدرك المسلم بأن كل شيء محاسب عنه، فكل ماله سيحاسب عليه من أين أتى به وأين أنفقه.
- يدرك المسلم بأن الله تعالى مطّلع على الإنسان في جميع أحواله، ومطّلع على دقائق الأمور، وخفايا النفوس.
- يدرك المسلم بأن ما لديه من نعم ما هي إلّا من فضل الله تعالى ونعمه على الإنسان، فلا يستخدمها في معصيته.
- يدرك المسلم أن التعب والنصب هما عنوان حياته في الدنيا، فلا يضجر من فتن الحياة الدنيا وتعبها، وما عليه إلا أن يحسن سعيه، فإنّه مستخلف في هذه الأرض.[٧]
- يدرك المسلم بأن شكر الله تعالى على نعمه سبحانه يكون بفعل الأعمال الصالحة؛ من إطعام اليتامى والمساكين، ويُدرك أهمية الإيمان الذي يعتبر أساس كل عمل صالح.[٨]
التعريف بسورة البلد
سورة مكيّة، تتألّف من عشرين آية، ولمّا تحدّثت الآيات قبلها في سورة الفجر عن ذمّ من يحرص على المال بتقديمه على طاعة وعبادة الله، ويحبه حبًّا جمًا يمنعه من فعل الخيرات والإنفاق في سبيل الله، جاءت سورة البلد لحثّ الإنسان على الإنفاق في سبيل الله -تعالى-، وذِكر بعض الأمثلة على ذلك، وأنّ هذا الإنفاق ما هو إلّا سبيل لطمأنينة النفس الإنسانيّة.[٩]
ملخّص المقال: إنّ نعم الله -تعالى- التي أنعمها على الإنسان يجب مقابلتها بشكر الله عليها؛ والشكر يكون بالعمل الصالح، وبأن لا تكون هذه النعم سببًا لاغترار الإنسان بما عنده من أسباب القوة، ووبيّنت الآيات أنّ الإنسان خُلق في كبد والنصب، وما لديه من نعم من الله -تعالى- ما هي إلّا وسيلة له للمضي في هذه الحياة في إطار استخلافه على الأرض لعمارتها.
المراجع
- ↑ سورة البلد، آية:5
- ↑ سورة البلد، آية:6
- ↑ محمد الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 255. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 259. بتصرّف.
- ↑ محمد الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 13-14. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوا، الاساس في التفسير، صفحة 6528. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6531. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 525-527. بتصرّف.