سبب نزول سورة الدخان

كتابة:
سبب نزول سورة الدخان

سبب نزول سورة الدخان

لم يرِد سببٌ عام لنزول سورة الدخان في كتب أسباب النزول والتفسير، ولكن ورد أسباب نزولٍ لبعض آيات السورة، منها ما يأتي:


سبب نزول آية: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين

وقد ورد أنّ سبب نزول تلك الآية أنّ قريشًا أوغلت في كفرها ولم تعطِ لما يدعوه إليهم رسول الله أهميّة، فدعى عليهم رسول الله أن يصيبهم سنين قحطٍ كسنين القحط التي أصابت قوم يوسف عليه السلام، فحصل ذلك ووصلوا إلى مرحلةٍ يأكلون فيها العظام فأصبح الرجل منهم عندما ينظر إلى السماء فيبدو أن ما بينه وبين السماء كالدخانٍ وذلك لما يشعر به من التعب والجهد، فأنزل الله تلك الآية.[١]


سبب نزول آية: إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون

بعد ما عانى المشركون من القحط والجوع، ذهب بعض الناس وطلبوا من رسول الله أن يطلب السقاية لمضر من الله تعالى، فاستسقى رسول الله لهم فسقاهم الله، ونزلت الآية السابقة وذلك لعلمه تعالى أنّهم عائدون لشركهم القديم بعد تحسّن حالهم، وفعلًا عادوا لِما كانوا عليه، فأنزل الله تعالى آية: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ}،[٢] والمقصود بالبطشة الكبرى غزوة بدر،[٣] وقد ورد في تفسير ابن كثير أنّ المقصود بالبطشة الكبرى يوم القيامة.[٤]


سبب نزول آية: إن شجرت الزقوم

وقد ورد في سبب نزول تلك الآية وما بعدها أنّ أبا جهل كان يأتي بالزبد والتمر ويقول: تزقّموا فهذا الزقوم الذي يعدكم به محمّد، فنزل قوله تعال:{إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ}.[٥][٦]


سبب نزول آية: ذق إنك أنت العزيز الكريم

وقد ورد أنّها نزلت في أبي جهل؛ حيث قال لرسول الله إنّه أعز وأقوى ما بين جبليها، وأّن الله ورسوله غير قادرين على أن يفعلا به شيئًا؛ فنزلت تلك الآية،[٧] وقد ورد في روايةٍ أخرى أنّ رسول الله جاء مهددًا أبا جهل يومًا، فنزع أبو جهل يده من يد رسول الله واغترّ بأنّه العزيز الكريم، فقتله الله يوم بدرٍ شر قتلة لإذلاله وتعييره بكلمته التي قالها ونزلت تلك الآية.[٨]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الدخان وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الدخان


أين نزلت سورة الدخان؟

هي سورةٌ مكيّة باتفاق؛ أي نزلت في مكّة المكرمة،إلا أنَّ الكشاف قال إنّها مكيّة ما عدا الآية الخامسة عشرة ولكنه لم يذكر عمَّن أخذ ذلك القول، وقال القرطبي مثل ذلك، أمّا من حيث ترتيب النزول فهي السورة الثالثة والستون، نزلت بعدسورة الزخرف وقبل سورة الجاثية.[٩]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الدخان بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الدخان


ما سبب تسمية سورة الدخان بهذا الاسم؟

سبب تسميتها بسورة الدخان للحديث فيها تهديد من أشرك بالله بالجوع والقحط في الزمن الماضي حتى أن الجائع يرى الدخان ما بينه وبين السماء لشدة الإرهاق، وكذلك تهديد للأجيال القادمة بظهور الدخان في السماء لمدة أربعين يومًا وهو علامة من علامات يوم القيامة،[٨]، وورد سببٌ آخر لتسميتها بالدخان وهو ورود لفظ الدخان فيها على اعتباره أنّه من المعجزات والآيات التي أيّد الله بها نبيّه عليه السلام، وقال بعضهم إنّ لها اسمًا آخر وهو حم.[٩]


وللاستزادة حول سورة الدخان وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة الدخان

المراجع

  1. مقبل بن هادي الوادعي، كتاب الصحيح المسند من أسباب النزول، صفحة 182. بتصرّف.
  2. سورة الدخان، آية:16
  3. عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، كتاب لباب النقول، صفحة 173. بتصرّف.
  4. محمد علي الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 302. بتصرّف.
  5. سورة الدخان، آية:43-44
  6. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 234. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 235. بتصرّف.
  8. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 234. بتصرّف.
  9. ^ أ ب محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، صفحة 275-276. بتصرّف.
3437 مشاهدة
للأعلى للسفل
×