محتويات
أسباب النزول
أنزل الله -عزّ وجلّ- القرآن الكريم مفرَّقًا على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- لحكم إلهيَّةٍ عديدةٍ، منها: تثبيت فؤاد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في قوله عزّ وجلّ: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،[١] وقد كانت بعض الآيات تنزل لمجاراة حوادث ووقائع تحلّ زمن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- والإجابة على الأسئلة التي كان الصحابة -رضي الله عنهم- يطرحونها عليه، مثل قوله تعالى: (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ)،[٢]
من أجل ذلك اهتم علماء التفسير بأسباب نزول الآيات عند تفسيرها؛ لما لمعرفة سبب النزول من دورٍ مهمٍّ في فهم معنى الآيات ومقاصدها،[٣] وآتيًا في هذا المقال حديثٌ عن أسباب نزول سورة الزمر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وسبب تسمية السورة بذلك، وأبرز مقاصدها.
تعريفٌ بسورة الزمر وسبب تسميتها
سورة الزمر من السور المكيَّة، نزلت بعد سورة سبأ قُبيل الهجرة النبويّة وبعد حادثة الإسراء والمعراج، وعدد آياتها خمسٌ وسبعون آيةً، وقد سُمّيت بالزُمر؛ نسبةً إلى الآية الواردة في أواخرها من قوله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً)،[٤] وقد سُميت بالغُرف كذلك.[٥][٥]
سبب نزول سورة الزمر
نزلت آيات سورة الزمر مفرَّقةً، فاختلفت وتعدّدت أسباب النزول تبعًا للآية؛ فقد ورد أنّ سورة الزمر نزلت ثلاث آياتٍ منها في المدينة، وما تبقى نزل في مكّة قبل الهجرة، وآتيًا ذكرٌ لما ورد في أسباب نزولٍ آياتٍ منها:
- قوله تعالى: (أَلا لله الدّين الْخَالِص)؛[٦] نزلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندما سأله رجلٌ إن كان له أجرٌ في إنفاقه المال على الفقراء والمساكين بنيَّة أن يُذكر اسمه بين الناس.[٧]
- قوله تعالى: (وَالَّذين اتَّخذُوا من دونه أَوْلِيَاء)؛[٨] نزلت في عَامر وكنانة وَبني سَلمَة لاتخاذهم الأوثان من دون الله، وقولهم إنّ الله قد اتخذ من الملائكة بناتًا له. [٧]
- قوله تعالى: (أم من هُوَ قَانِت آنَاء اللَّيْل سَاجِدا وَقَائِمًا يحذر الْآخِرَة ويرجو رَحْمَة ربه)؛[٩] نزلت في عثمان بن عفان، وقيل في عمار بن ياسر، وابن مسعود كذلك.[١٠]
- قوله تعالى: (وَالَّذينَ اِجتَنَبوا الطّاغوتَ أن يَعبُدوها)؛[١١] نزلت في ثلاثةٍ من الصحابة كانوا على الوحدانية زمن الجاهلية، ويكثرون من قول لا إله إلا الله، وهم: زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو ذرٍّ الغفاريّ، وسلمان الفارسي.[١٢]
- قوله تعالى: (قل يَا عبَادي الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم)؛[١٣] نزلت في وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد بعد إسلامه، وقيل في مشركي مكّة المكرّمة.[٧]
مقاصد سورة الزمر
تحمل سورة الزمر ذات الخصائص التي تحملها السور المكيّة، وقد برز ذلك من خلال مقاصد السورة البادية في آياتها، ومن أبرز مقاصد سورة الزمر ما يلي:[١٤]
- الدعوة إلى توحيد الله تعالى، والإخلاص في عبادته وحده، وإقامة الحجة والأدلة على ذلك من خلال تصوير قدرته -عزّ وجلّ- في الخلق.[١٤]
- تصوير حال الناس في الآخرة نهاية السورة، وانقسامهم إلى جماعاتٍ يُساقون بحسب أعمالهم في الدنيا إلى الجنة أو النار.[١٤]
المراجع
- ↑ سورة الفرقان ، آية:32
- ↑ سورة البقرة، آية:220
- ↑ عبد القادر محمد منصور، كتاب موسوعة علوم القرآن، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:73
- ^ أ ب جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 255، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر ، آية:3
- ^ أ ب ت الجلال السيوطي، كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 210-211، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:3
- ↑ سورة الزمر، آية:9
- ↑ الجلال السيوطي، كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 214، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:17
- ↑ الجلال السيوطي، كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 217. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:53
- ^ أ ب ت جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 255-256، جزء 7. بتصرّف.