سورة القدر
إنَّ سورة القدر سورةُ مكِّية، نزلتْ بواسطة الوحي جبريل -عليه السَّلام- على النّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة بعد سورة عبس، وهي من قصار السور، حيث تتألف من (5) آيات و(27) كلمة، وترتيبها السابعة والتسعون، فهي في الجزء الثلاثين والحزب الستين، وقد بدأت بتوكيد، قال تعالى: "إنّا أنزلناه في ليلة القدر" [١]، وهذا المقال سيسلّط الضوء على هذه السورة من عدّة محاور، كسبب تسميتها بهذا الاسم وسبب نزولها وفضلها.
سبب تسمية سورة القدر
إنَّ سبب تسميتها بهذا الاسم يرجعُ لكونِها تتحدث عن ليلة القدر التي ذكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابِهِ، قال تعالى: "إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" [٢]، وليلة القدر هي الليلة التي يقدِّر فيها الله -سبحانه وتعالى- الأرزاق والآجال للعباد؛ أي: يقدِّر فيها ما يكون في تلك السنَة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام؛ قال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: "يكتب في أمِّ الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنَة من الخير والشرِّ والأرزاق والآجال، حتى الحُجَّاج، يقال: يحج فلان، ويحج فلان"، وقال قتادة: "يُبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخَلْق ورِزق، وما يكون في تلك السنَة"، والله تعالى أعلى وأعلم. [٣].
سبب نزول سورة القدر
إنَّ هذه السورة من السور القصيرة، فهي تتألف من خمس آياتٍ كما وردَ سابقًا، ويسهل في قصار السور حصر سبب النزول على عكس السور الطويلة التي تتعدد أسباب نزولها، فهي تنزل متفرقة وفي أوقات مختلفة، وقد وردَ في سبب نزولها عن مجاهد قال: ذكرَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- رجلًا من بني إسرائيل لبسَ السِّلاح في سبيل الله ألفَ شهر، فتعجَّبَ المسْلمونَ منْ ذلكَ، فأنزلَ اللهُ تعالى: "إنا أنزلناه في ليلةِ القدر * وما أدراك ما ليلة القدرِ * ليلةُ القدرِ خيرٌ منْ ألفِ شهر" [٤]، قال: خير من التي لبس فيها السلاحَ ذلكَ الرَّجُلُ". [٥].
فضل سورة القدر
لقد وردَتْ كثير من الأحاديث التي لا أصل لها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهي أحاديث تتحدث عن فضل هذه السورة على وجه الخصوص، كالحديث الذي يقول إنّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- كان يُحبُّ أنْ يقرأَها عشرَ مرات بعد الانتهاء من الوضوء، وهذا الحديث باطلٌ لا أصلَ له عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- فلا يجب أن يتم يتداول مثل هذه الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ عليه الصلاة والسّلام. [٦].
ومما سبق يمكن القول إنّ فضلَ هذه السورة يرجعُ لشرحها للمسلمين فضائل ليلة القدر العظيمة كافّة، فهي تبيّن أهمية العمل الصالح في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فهي ليلة نزول القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ومن الجدير بالذكر أنّ فضل سورة القدر من فضل القرآن بشكل عامّ، فتلاوتها خير، فبكل حرف حسن والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء. [٧].
المراجع
- ↑ {القدر: الآية 1}
- ↑ {القدر: الآيات 1-2-3}
- ↑ سبب تسمية ليلة القدر, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف
- ↑ {القدر: الآية 1-2-3}
- ↑ أسباب النزول، سورة القدر, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف
- ↑ حكم قراءة سورة القدر بعد الوضوء, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف
- ↑ تفسير سورة القدر, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-09-2018، بتصرّف