محتويات
سبب نزول سورة الماعون
إنّ من أسباب النّزول التي وردت في سورة الماعون ما يأتي:
- سبب نزول الآية الأولى: قيل إنّ قول الله -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)،[١] قد نزل في العاصّ بن وائل السّهمي، وقيل إنّها نزلت في الوليد بن المغيرة، وقيل نزلت في أبي جهل، حيث كان وصيًا لأحد الأيتام، فأتاه مرةً وهو لا حيلة له ويسأله أن يعطيه من مال نفسه، فصدّه ولم يُجبه، وقيل إنّها نزلت في أبي سفيان، حين كان يذبح جزورًا كلّ أسبوع، فأتاه يتيم وطلب منه أن يطعمه فأبعده بعصاه، فأنزل الله -تعالى- هذه السّورة.[٢]
- سبب نزول الآية الرابعة: السّبب في نزول قول الله -تعالى-: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)،[٣] أنّ المنافقين كانوا إذا رأوا المسلمين قاموا للصّلاة قاموا معهم، وكان قيامهم رياءً أمام المسلمين، فإذا حضروا الصّلاة قاموا وصلّوا، وإن لم يحضر المسلمون الصّلاة تركوها ولم يقوموا إليها، وكانوا يمنعون المسلمين العاريّة؛ أيّ الشيء الذي يطلبون استعارته منهم.[٤]
التعريف بسورة الماعون
تعدّ سورة الماعون السورة مئة وسبعة (107) في ترتيب السور القرآنيّة،[٥] وفيما يأتي معلومات عن سورة الماعون:
معلومات عن سورة الماعون
تتعلّق سورة الماعون بعدّة معلومات نذكرها فيما يأتي:[٦]
- سورة الماعون سورة مكيّة عند الجمهور، وقال ابن عباس وقتادة بأنّها سورة مدنية، وقال أحد المفسّرين بأنّ نصفها نزل بمكة بالمكرمة ونصفها الآخر بالمدينة، وكان قد نزل في عبد الله بن أبيّ سلول رأس النّفاق آنذاك، ويبلغ عدد آياتها سبع آيات.
- سُميّت بسورة الماعون؛ لأنّ الله -تعالى- ذكر في آخر السّورة الذين يمنعون الماعون؛ ويُعرف الماعون بأنّه ما يطلب الناس استعارته من بعضهم البعض، كقدور الطّهي، أو مُستلزمات الطّعام، وكلّ ما يمكن استعارته واستخدامه، وقد ذمّهم -تعالى- كالسّاهين عن الصّلاة والمنافقين.
- من أسماء سورة الماعون؛ سورة الدِّين، لورود ذلك في بداية السورة،[٦] ومن أسمائِها أيضًا سورة اليتيم،[٧] وسورة أرأيتَ، وسورة التّكذيب.[٨]
مناسبة سورة الماعون لما قبلها
سورة الماعون تتناسب مع السورة التي سبقتها وهي سورة قريش من عدّة وجوه؛ فقد ذم الله -تعالى- في سورة قريش الذين يجحدون نعمة الله -تعالى-، وذمّ في سورة الماعون الذين يصدّون اليتيم ولا يطعمونه، وقد أمر -تعالى- في سورة قريش بعبادته، وذمّ في هذه السورة الذين ينهون عن الصّلاة ولا يخشعون فيها، وذكر الله -تعالى- في سورة قريش النّعم التي أنعمها عليهم، ومع ذلك أصرّوا على إنكار الآخرة والبعث، وجاءت هذه السّورة لتتابع التّهديد والتّخويف للذين ينكرون هذا الدّين.[٩]
مواضيع سورة الماعون
إنّ من المعاني التي اشتملت عليها سورة الماعون ما يأتي:[١٠]
- تحدّثت السّورة الكريمة في مطلعها عن الكافر الذي يُكذّب باليوم الآخر؛ وهو يوم البعث والجزاء، ووصفته بأنّه ينهر اليتيم ويزجره، وأنّه لا يحثّ على إطعام الفقراء والمساكين، فلا فعل ما يُرضي ربه، ولا قدّم الخير للنّاس، فلا خير به لأحد.
- تحدّثت السّورة الكريمة في آخرها عن المنافق؛ ويُعرف المنافق بأنّه من يُبدي الإسلام ويُضمر الكفر، ومن صفاته التي وردت في السّورة؛ الرّياء في العمل الصّالح، وتركه الصّلاة، ومنعِه الماعون؛ أي منعه ما يحتاجه النّاس منه ويستعيرونه منه لقضاء حاجة لهم، فالمنافق لا يعمل العمل الصّالح طاعة لله، وإنّما ليرائي النّاس.
- تحدّثت السّورة الكريمة عن الوعيد للكافرين والمنافقين بالعذاب والهلاك، كما جاء الأسلوب الذي يلفت الأنظار لسوء ما يفعلوه بأسلوب تعجّب واستغراب.
خلاصة المقال: سبب نزول الآيات الأولى من سورة الماعون هو أحد المشركين من قريش، لصدِّه يتيمًا وزجره، والآيات الأخيرة من السورة كان سبب نزولها المنافقون، وقد تحدّثت الآيات عن صفات المنافقين وريائهم في الصّلاة أمام االمسلمين، كما ذكرت صفات الكافرين في مطلعها؛ وهي الإنكار والجحود ليوم البعث، وتُسمّى سورة الماعون أيضًا بسورة الدّين، واليتيم، والتّكذيب، وسورة أرأيتَ.
المراجع
- ↑ سورة الماعون، آية:1
- ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 422، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سورة الماعون، آية:4
- ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، القاهرة:دار الفكر المعاصر، صفحة 423، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 6697، جزء 11. بتصرّف.
- ^ أ ب الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 419، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت - لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 361، جزء 32. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير (الطبعة 1)، تونس: الدار التونسية للنشر، صفحة 563، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 420، جزء 30. بتصرّف.
- ↑ الزحيلي (1418)، التفسير المنير (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 420، جزء 30. بتصرّف.