سبب نزول سورة المطففين
قيل في سبب نزول السورة الكريمة أنّه عندما وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة المنورة كانوا لا يعطون الكيل حقه، ويبخسون فيه، فنزلت السورة الكريمة، ومن بعد نزول السورة، أصبحوا يحسنون الكيل.
مكان نزول سورة المطففين
نزلت السورة الكريمة في مكة المكرمة قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة،[١]ففي قول عن ابن عباس -رضي الله عنه- بأنها آخر سورة نزلت في مكة المكرمة، وفي قول آخر أنّها أول سورة نزلت في المدينة المنورة، وعلى هذا فهي سورة مدنية.[٢]
شرح سورة المطففين
فيما يأتي شرح الآيات الكريمة من سورة المطففين:
- جزاء المطففين
قال -تعالى-: (وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٣]وتحدّثت الآيات الكريمة بإعلان الحرب على من يقوم بالتطفيف في الميزان، فسوف يكون جزاؤهم عادلًا عند البعث والحساب، جزاءً على ما قاموا به من التبخيس في الميزان.
- كتاب الفجّار
قال -تعالى-: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ* الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ* وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ).[٤]
تحدّثت الآيات الكريمة عن الذين أنكروا يوم القيامة وأنكروا البعث، فصحيفتهم هي السجّين؛ وهو كتاب كتب الله تعالى فيه أعمال الشياطين والكفار من الجن والإنس، وفي الآيات تهديد لمنكري البعث بالعذاب الشديد في يوم القيامة، فإنهم إذا ما تليت عليهم آيات الله زادهم سماعها كفرًا وعتوًّا، واتهموا كلام الله بالخرافات والأباطيل.[٥]
- كتاب الأبرار
قال -تعالى-: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ* يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ* إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ* تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ* يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ* خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ* وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ* عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ).[٦]
تحدّثت الآيات الكريمة عن جزاء الأبرار المتقين في جنات النعيم، وقد بيّنت الآيات الكريمة الأصناف من النعيم التي يحصل عليها الأبرار في يوم القيامة، فهم ذو مكانة عالية، ونعيم مقيم، وجنة عرضها كعرض السماء والأرض، ويُسقون من الرحيق والتسنيم، كما يوجد عين ماء يشرب منها عباد الله -تعالى- المقربين.
وقد أخبرتنا الآيات أنّ على الإنسان أن يسعى ليصل لتلك الجنة، وأن عليه أن يبذل كل ما بوسعه للوصول إلى الجنة حيث النعيم المقيم، والراحة الأبدية، والتنعم بفضل الله -تعالى- وكرمه وجوده.
المراجع
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 6417. بتصرّف.
- ↑ السيوطي، الدر المنثور، صفحة 441. بتصرّف.
- ↑ سورة المطففين ، آية:1-6
- ↑ سورة المطففين، آية:7-17
- ↑ سعيد حوى، كتاب الأساس في التفسير، صفحة 6425. بتصرّف.
- ↑ سورة المطففين، آية:18-28