سبب نزول سورة ص

كتابة:
سبب نزول سورة ص


سبب نزول سورة ص

عندما مرض أبو طالب زاره رجال من قريش كان من ضمنهم أبو جهل، كما زاره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للاطمئنان عليه، فانتهز قوم قريش تلك اللحظات وأخذوا بشكوى رسول الله لعمّه عن دعوته للدين الجديد وهو الإسلام، فما كان من أبي طالب إلا أن سأل رسول الله عمّا يريد ويدعو، فأخبره رسول الله بأنّه يريد من قريش أن تقرّ وتؤمن بفحوى كلمة واحدة مقابل أن يضمن لهم إذعان العرب والعجم.[١]


فسأله عمّه عن تلك الكلمة، فأجابه قائلاً: هي "لا إله إلّا الله"، إلّا أنّ ذلك لم يعجب قوم قريش، فقال الله -تعالى- على لسانهم: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ* وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ* مَا سَمِعْنَا بِهَـذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ* أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ).[٢][١]



التعريف بسورة ص

تعدّ سورة ص إحدى السور المكيّة، وقد نزلت في الفترة الواقعة بين الهجرة إلى الحبشة وحادثة الإسراء والمعراج،[٣] ويبلغ عدد آياتها ثمانٍ وثمانين،[٤] وكلماتها سبعمئة واثنين وثلاثين، وحروفها ثلاثة آلاف وسبعة وستين،[٥] أمّا ترتيبها بين سور القرآن الكريم؛ فهي السورة الثامنة والثلاثون،[٦] وقد سمّيت بِـ (ص)؛ لابتداء السورة بهذا الحرف الهجائي، وهو ما يظهر به إعجاز القرآن الكريم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه السورة تسمّى أيضا بسورة داود -عليه السلام- لاحتوائها على قصته.[٥]



موضوعات سورة ص

توحيد الله تعالى

تحدثت آيات سورة ص عن دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لكبار المشركين إلى التوحيد، فما كان منهم سوى الدهشة والاستغراب وإنكار ذلك.[٧]


شبهات الكافرين

تحدثت آيات سورة ص عن الشُّبهات التي كان يحيكها المشركون ومن ذلك بشريّة رسول الله، وكيف أنّ الله -تعالى- قد خصّه بالنبوة من بينهم.[٧]


نعيم المؤمنين وعذاب الكافرين

تحدثت آيات سورة ص عن النعيم الذي ينتظر المؤمنين في الجنة من حور عين، وأنهار جارية، وغير ذلك الكثير، وفي المقابل تحدثت عن عذاب الكافرين في النار ووصف حالهم باختصام الرؤوساء والأتباع فيها.[٧]


قصص الأنبياء والرسل

تحدثت آيات سورة ص عن أخبار وأحوال الأنبياء والرسل السابقين بغية تثبيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن معه من المؤمنين، والربط على قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وحثّه على الصبر في مواجهة أعداء الدين وما يتعرّض له من أذى وأهوال في سبيل ذلك، وزجر الكافرين والمكذبين وردعهم.[٤]


القرآن الكريم ذو الذكر

تحدثت آيات سورة ص عن وصف القرآن الكريم بكونه ذي الذكر؛ وهو وصف معجز يدلّ على أنّ القرآن الكريم من عند الله -تعالى-، وتجدر الإشارة إلى أنّ القرآن لم يوصَف بذلك فيما سواها من السور.[٨]



المراجع

  1. ^ أ ب خالد المزيني (1427)، المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة (الطبعة 1)، السعودية:دار ابن الجوزي، صفحة 839، جزء 2. بتصرّف.
  2. سورة ص، آية:5-8
  3. جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ، صفحة 227، جزء 7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1393)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، مصر:الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية ، صفحة 471، جزء 8. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد الهرري (1421)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت:دار طوق النجاة، صفحة 305، جزء 24. بتصرّف.
  6. سعيد حوى (1424)، الاساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 4751، جزء 8. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 227-229، جزء 7. بتصرّف.
  8. سعيد حوى (1424)، الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 4814، جزء 8. بتصرّف.
5093 مشاهدة
للأعلى للسفل
×