سبب نزول سورة فصلت

كتابة:
سبب نزول سورة فصلت

سبب نزول سورة فصلت

لم يرد عن أهل العلم في كتب التّفسير وكتب أسباب النّزول سببٌ في نزول سورة فصّلَت كاملةً، ولكنّ بعض الآيات المذكورة في السّورة كان لها أسباب نزول مخصوصة، وهما آيتين كما سيأتي:[١]


سبب نزول آية: وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم

لقد وردَ في الكتبِ أكثرَ من سبب نزولٍ في هذه الآية منها ما وردَ في الحديثٍ عن الصّحابيّ الجليل عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- أنّ ثلاثة رجالٍ كانوا عند بيتِ الله، فسأل أحدهم الآخرين: هل يسمع الله كلامنا إذا قلناه؟ فأجابه الأوّل أنّ الله لا يسمعه إلّا إذا جهَرَ بقوله، وأجابه الآخرُ أنّ الله -سبحانه- سميعٌ للقولِ سواء أجُهِرَ به أم لم يُجهر.[١]


فلمّا سمع حديثهم الصّحابيّ الجليل عبد الله بن مسعودٍ -رضي الله عنه- ذهبَ إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وذكرَ له قصّتهم، فأنزل الله -جلّ وعلا- قوله: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ}،[٢] إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.[٣][١]


سبب نزول آية: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

جاء في حديثٍ عن الصّحابيّ الجليل عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنه- أنّ هذه الآية نزلت في الصّحابيّ الجليل أبو بكرٍ رضي الله عنه، ذاكَ أنّ المشركينَ ادّعوا أنّ لله بناتٍ -تعالى عن ذلكَ علوًّا كبيرًا- وأنّ الأصنامَ هم شفعاؤهم عند الله جلّ وعلا، وادّعى اليهود أنّ العزير هو ابن الله -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- وأنّ رسول الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ليس بنبيّ، وكانَ أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدًا عبده ورسوله، فنزلت الآية لهذا السّبب.[١]


وللاستزادة حول سورة فصلت وأبرز محاورها يمكنك الاطلاع على هذا المقال: تأملات في سورة فصلت


أين نزلت سورة فصلت؟

تعدّ سورة فصّلت من السّور المكّيّة التي نزلت قبل هجرة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- باتّفاق أهل العلم، وقد كان نزولها بعد نزول سورة غافر، وقبل نزول سورة الزّخرف، إذ كانت الحادية والسّتّين من حيث ترتيب النّزول.[٤]


كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة فصلت بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة فصلت


ما سبب تسمية سورة فصلت بهذا الاسم؟

وقد سُمّيَت سورة فصّلت بهذا الاسم بسبب ورودِ كلمة "فصّلت" فيها، إلّا أنّ هذا الاسم لم يكن الاسم الوحيد الذي سُمّيَت به هذه السّورة ولكنها أشهرها، حيث ذكر بعضٌ من أهل العلم أنّها سمّيَت بسورة حم السّجدة، وسمّيت أيضًا بسورة السّجدة اختصارًا، وسمّيت أيضًا بسورة المصابيح، وكذلك سورة الأقوات.[٥]


ويمكنك قراءة المزيد حول سورة فصلت وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة فصلت

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث الواحدي، أسباب النزول ت الحميدان، صفحة 373. بتصرّف.
  2. سورة فصلت، آية:22
  3. سورة فصلت، آية:23
  4. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 228. بتصرّف.
  5. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 227.
5607 مشاهدة
للأعلى للسفل
×